حذر أبو عياض الذي يوصف بأنه زعيم السلفية الجهادية في تونس، الجيش التونسي والحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، من مغبة استخدام المطارات التونسية لإرسال "امدادات لوجستية" إلى القوات الفرنسية التي تشن حربًا ضد إسلاميين متشددين في مالي. منبها إلى أن الحرب الدائرة هناك "ستتوسع ولن تبقى محصورة في مالي". وقال أبو عياض الذي يرأس تنظيم "أنصار الشريعة" السلفي المتشدد، في حوار صحفي نشره التنظيم على اليوتيوب: "إذا ثبت أن تونس دخلت هذه الحرب، فلا تلوم الحكومة أو الجيش إلا نفسيهما". واعتبر أن "فرنسا تريد أن تبقى تونس ولايتها الجنوبية والفاصل بين الجزائر وليبيا" مشيرا إلى أن "الموقع الإستراتيجي لتونس يمثل لفرنسا غطاء أمنيا واقليميا ضخما جدا". وقال "إذا ثبت أن هناك إمدادات لوجستية تخرج من مطارات الجنوب التونسي إلى مالي، فهذا يعتبر مشاركة في قتل المسلمين". وتابع "هذه خيانة عظمى والخائن لا يبقى في كرسي الحكم، هذه خيانة عظمى للأمة وخيانة عظمى للدين وأسال الله أن لا يتورطوا (الجيش والحكومة) في هذه الأشياء". وهذه أول مرة يوجه فيها أبو عياض واسمه الحقيقي سيف الله بن حسين (47 عاما)، تهديدات إلى الجيش والحكومة التونسيين منذ تأسيس تنظيمه في أبريل 2011. وتناقض هذه التهديدات تصريحات سابقة لسيف الله بن حسين، قال فيها إن تونس "أرض دعوة وليست أرض جهاد". وابو عياض متهم بتخطيط هجوم استهدف في 14 سبتمبر 2012، السفارة والمدرسة الأميركيتين بالعاصمة تونس، وأسفر عن مقتل أربعة مهاجمين، وهو هارب من الشرطة التي تمكن من الإفلات منها في أكثر من مناسبة. وقال الزعيم السلفي إن الحرب الدائرة في مالي "ستكون طويلة وستتوسع ولن تبقى محصورة في مالي". وردا عن سؤال حول احتمال توسع الحرب لتونس، قال أبو عياض: "أسال الله ألا تمس تونس، ولكن إن ثبت أن تونس دخلت هذه الحرب، فلا تلوم الا نفسها الحكومة أو الجيش". واوضح في سياق آخر ان "الحركة الجهادية في مالي هي مزيج من جنسيات متعددة من نيجيريا والصومال والتشاد والنيجر والسنغال والمغرب وموريتانيا وتونسوالجزائر وليبيا ومصر". ولفت إلى أن انسحاب الإسلاميين المتشددين من المناطق التي تدخل فيها الجيشان الفرنسي والمالي "انسحاب تكتيكي". و قال: "ستبدأ المرحلة الثانية وهي حرب الاستنزاف خاصة أن هؤلاء المجاهدين خبراء بالصحراء وبمواقع المياه وبطرق التنقل في هذه الصحراء". ووصف أبو عياض عملية احتجاز رهائن جزائريين وأجانب بحقل غاز في الجزائر مؤخرا ب"الإرهاب المحمود". وأكد وجود جهاديين تونسيين في مالي لكنه قال: "ليس لدي معلومات حول عددهم". وأضاف أن "أميركا بالذات والغرب بصفة عامة، وإسرائيل ضاقوا ذرعا بانتشار الجماعات السلفية في تونس واستنتجوا أن تونس صارت خزانًا للتيار الجهادي". وقال: "هذا التيار الذي بدأ يتهيكل ويبني مؤسساته في تونس، لا يمكن ضربه إلا بضرب رأسه، لذلك هم يصرون على ضرب هذا الرأس سواء كان أبو عياض أو غيره".