مخاوف عديدة، يعيشها صناع الدراما المصرية هذا العام، نظراً لحالة الارتباك التى يعيشها سوق الإنتاج، والذى بطبيعته تأثر بالظروف الاقتصادية العصيبة التى تمر بها البلاد. الموسم المقبل للدراما، قد يكون العام الأسوأ في تاريخها، لما سيعيشه من ضعف الإنتاج المقدم، فحتى هذه اللحظة ينتظر جميع المنتجين مرور يوم 25 يناير بسلام حتى يستطيعوا أن يحسموا موقفهم من المشاركة في الإنتاج بالنسبة للموسم المقبل، في حين أن البعض قرر عدم المشاركة والانسحاب، وترقب الأوضاع من بعيد. ومن بين المنسحبين هذا العام المنتج أحمد الجابري، الذى قرر الانسحاب من المشاركة في رمضان المقبل، رغم أن أعماله هى دائماً الأكثر مشاهدة وإقبالا من حيث العرض والطلب من القنوات الفضائية، وكان آخرها مسلسل "الخواجة عبد القادر" للفنان يحيي الفخرانى، وذلك لعدم استقرار الأوضاع الاقتصادية للبلاد التى أثرت بالطبع على ظروف الإنتاج، إضافة لعدم وجود أموال كافية لدى القنوات الفضائية لشراء الأعمال، حيث إن هناك كثيرا من هذه المحطات لم تسدد الأموال المتبقية للمنتجين الذين اشترت منهم أعمالهم في العام الماضي، فإذا كانت ميزانيته العمل تتكلف مايقرب من 25 مليون جنيه، فإن المنتجين في الوقت الحالى، لا يضمنون تحصيل نفس مبلغ التكلفة. وليس الجابري وحده، بل أيضاً المنتج صفوت غطاس الذى لن يشارك بأى أعمال هذا العام حيث إن مسلسل "قلب امرأة" للفنانة سميرة أحمد، والذى تجرى بشأنه مخاطبات مع بعض صناع الدراما التركية بشأن المشاركة فيه في الوقت الحالى، حيث أنه لن يكون عملاً يعرض على المائدة الرمضانية. كذلك ينتظر باقي المنتجين مرور يوم 25 يناير اطمئنانا للأوضاع، وحتى من سيشارك هذا العام، فسيخوض بعمل واحد أو اثنين على الأكثر، إذا كان هناك نية لتقديم عملين. وعلى الجانب الآخر، سيكون البديل التعويضى عن قلة عدد الأعمال المصرية المعروضة في رمضان المقبل، هى "الدراما التركية" التى امتلأت شاشات الفضائيات بها، وذلك رغم أن شراء القنوات المصرية للمسلسل التركى يكون بالسعر المضاف لثمنه الحقيقي، حيث إن شراءه يكون من القنوات الخليجية العربية كعرض ثان وليس أول، وذلك حسبما أكد المنتج أحمد الجابري ل "بوابة الأهرام". هذا بالإضافة إلى أن الأعمال التركية أصبحت الأكثر طلباً ومشاهد من قبل الجمهور العربي، لعدة أسباب أهمها الرومانسية التى تناستها كثير من الأعمال المصرية في مسلسلاتها التى غلب عليها أما الطابع الدموى، أو المشاكل والهموم، إضافة إلى وجود مزيج يجمع بين مختلف الأجيال موضحين أهمية عنصر العائلة، وهو عامل أخر كانت تحرص الدراما المصرية على الاهتمام به قديماً إلا أنها افتقدته حالياً. كل هذا بجانب المناظر التركية الخلابة، التى تسبب راحة كبيرة لعين المشاهد، والتى تسوق لسياحة بلادهم أيضاً، وهو ما لم تستطيع الدراما المصرية أيضاً تحقيقه حالياً نظراً لصعوبة الحصول على التصاريح الأمنية وارتفاع أسعارها، رغم أن التصوير يكون داخل البلاد. ولعل ما يمكن أن يزيد من الإنتاج الدرامى المقدم في رمضان المقبل مع الأعمال التركية، هو وجود عدد من الأعمال الدرامية المصرية المؤجل عرضها منذ العام الماضي، ومازال تصويرها مستمرا حتى الآن مثل مسلسل "مولد وصاحبه غايب" ل هيفاء وهبي، و"سلسال الدم" ل عبلة كامل وغيرها.