نزل آلاف المعارضين الذين يصفون أنفسهم العلمانيين، اليوم الاثنين، لشوارع العاصمة التونسية يحتجون على الحكومة التي تقودها حركة إسلامية في نفس اليوم، الذي أطيح فيه بالرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل عامين. يأتي ذلك، بينما خرج أنصار الحكومة يحتفلون بهذه الذكرى في أقوى إشارة للانقسام بتونس مهد الربيع العربي. وقبل عامين، أحرق بائع الخضر محمد البوعزيزي نفسه احتجاجًا على أوضاعه الاجتماعية السيئة مطلقًا بذلك ثورة تونس التي انتقلت لبلدان عدة بالشرق الأوسط. وفازت حركة النهضة الإسلامية بأول انتخابات حرة جرت بتونس خلال أكتوبر 2011، ومنذ ذلك الوقت تكافح الحركة التي كونت حكومة مع حزبين علمانيين لإعادة الاستقرار والأمن للبلاد. واحتشد أكثر من ثمانية آلاف متظاهر من عدة أحزاب علمانية معارضة أمام مقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة وهو نقطة محورية باحتجاجات أجبرت الرئيس السابق على ترك الحكم والهروب خارج البلاد قبل عامين. وردد المتظاهرون شعارات منها "النهضة ارحل" و"يسقط حزب الإخوان" في إشارة إلى حركة النهضة الإسلامية و"الصدام الصدام حتى يسقط النظام" و "لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب" و"الشعب يريد الثورة من جديد"، كما رفعوا لافتات كتب عليها "أين الدستور أين الديمقراطية" و"الحكومة تحتفل والبلاد تشتعل". وقالت مية الجريبي، الأمين العام للحزب الجمهوري التي شاركت في المظاهرة مع قيادات من المعارضة: "قبل عامين كنت هنا في نفس المكان.. رحل الطاغية ونلنا حرية التعبير لكننا مازلنا نواجه عديدا من الصعوبات مثل تفشي العنف ونقص الأمن واستمرار البطالة وغلاء المعيشة". وفي نفس الشارع تجمع حوالي ألفين من أنصار الحكومة للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة في نفس الشارع دون حدوث أي اشتباكات بين الطرفين رغم الاستفزازات المتبادلة في ظل حضور مئات من رجال الشرطة الذين حالوا بين الفريقين. وأمام المسرح البلدي، نظمت تظاهرة ثقافية ورفع أنصار النهضة إعلام تونس ورايات حزبهم ورددوا شعارات ضد المعارضة، وهتف أنصار النهضة "الشعب يريد النهضة من جديد" و"لا رجوع لا حرية للعصابة الدستورية". وقال المتظاهر أحمد الصالحي (45 عاما): "المعارضة تحاول عرقلة الحكومة، ترفض الحوار وترفض المشاركة في الحكومة، هدفهم الوحيد هو ألا يروا الإسلاميين يحكمون تونس.. الإسلاميون سيواصلون الحكم بشرعية الشعب". ومنذ وصول حركة إسلامية للحكم في تونس زاد التوتر والانقسام بين الإسلاميين والعلمانيين. والشهر الماضي اشتبك مئات من أنصار الحكومة مع نقابيين يساريين في معركة استعملت فيها العصي والسكاكين وقنابل الغاز. وطالب المحتجون المعارضون الحكومة بالتصدي للعنف الديني المتفشي، ففي الأشهر الأخيرة ارتفعت وتيرة العنف الديني واستهدف متشددون، معارضين وفنانيين وهاجموا محلا يقدم الكحول. وأصبحت حركة النهضة تحت ضغط المتشددين الإسلاميين الذين يطالبون بإقامة دولة إسلامية وبين المعارضة العلمانية التي تتهم النهضة بالتغاضي عن العنف السلفي. وتنفي النهضة هذه الاتهامات