اتهم الباجي قايد السبسي، رئيس حزب "نداء تونس" المعارض، وزارة الداخلية بالتواطؤ مع محسوبين على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، اجتماعًا لحزبه في جزيرة جربة (جنوب)، معتبرًا أن حركة النهضة "أصبحت خطرًا على تونس". وقال السبسي لإذاعة "موزاييك إف إم" التونسية الخاصة: "أوجه نداء إلى المواطنين (التونسيين)، وأنبههم وأقول لهم: إن حركة النهضة أصبحت أكبر خطر على البلاد، وأن أمنكم لم يعد مضمونًا". وأضاف أن الذين هاجموا اجتماع حزبه، السبت، في جربة ينتمون إلى حركة النهضة وإلى "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" (غير حكومية) المحسوبة على النهضة. واتهم الشرطة بالتواطؤ مع المهاجمين و"مساعدتهم على إفشال الاجتماع"، الذي قال إنه بدأ بحضور ألفي شخص من سكان جربة، وتم إلغاؤه بعد الهجوم. وذكر أن حزبه أعلم في وقت سابق وزارة الداخلية بتاريخ عقد الاجتماع ومكانه، وأنه تلقى منها "تطمينات" بتأمينه. وقال السبسي: إن "الدولة لم تعد قادرة على حفظ أمن مواطنيها، وربما سنعود إلى قانون الغاب، وكل واحد سيحمي أمنه بنفسه". ومن جهته، نفى عامر العريض، القيادي في حركة النهضة، أي مسئولية لحركته في مهاجمة اجتماع حزب نداء تونس في جربة. وقال لإذاعة "موزاييك إف إم" إنها "اتهامات عارية من الصحة، والنهضة تدين العنف أيًا كان مصدره". كما نفى خالد طروش، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في تصريح للتلفزيون الرسمي، أن تكون الشرطة "تواطأت" مع المهاجمين. والسبسي هو ثاني رئيس وزراء في تونس بعد الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقاد المرحلة الانتقالية الأولى، التي انتهت بتنظيم انتخابات فازت بها حركة النهضة. وتعتبر النهضة أن نداء تونس امتداد لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي، وصرح الغنوشي مؤخرًا بأن نداء تونس "أخطر" على الثورة التونسية من السلفيين.