نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، تحقيقا موسعا لمراسلها في القاهرة إيان بلاك، بعنوان "الغضب في شوارع القاهرة بينما يجري الاستفتاء على الدستور". واستعرضت هيئة الإذاعة البريطانية اليوم السبت، بعض ما جاء في التحقيق عن الحشد في شوارع مصر من المعارضين والمؤيدين للدستور، وكيف أن احتمال العنف يبدو قويًا في الأفق. ويشير التقرير إلى أحداث الأسبوع الماضي حول القصر الرئاسي، عندما اصطدم المؤيدون والمعارضون لمشروع الدستور، والإعلان الدستوري ما أسفر عن مقتل تسعة متظاهرين واحتجاز بلطجية لعشرات المعارضين وتعذيبهم، فيما يذكر بموقعة الجمل أثناء الاحتجاجات ضد حكم مبارك العام الماضي. وبالنسبة للخلاف حول الدستور، يقول إيان بلاك: إن بنودًا قليلة هي التي تثير القلق حول دور علماء الدين والمؤسسة العسكرية وشكل المجتمع. وحسب من تحدث إليهم صحفي الجارديان فإن الخشية الأساسية هي من أن رئيسًا من الإخوان المسلمين فاز بنسبة 51 % يمكن أن يحكم بمثل هذا الدستور متجاوزًا حتى القضاء. ويشير التحقيق إلى الأزمة بين الحكم والقضاء، الذي ما زال قادته ممن عينهم مبارك، وكيف أن القضاة قلقون على استقلالهم. ويقول إيان بلاك: إن الإخوان الذين أعربوا عن ترددهم في الإمساك بكل أدوات السلطة لم يجدوا غضاضة في هيمنة الرئيس على السلطة التنفيذية والتشريعية في آن واحد، وإصداره قرارات يمنح نفسه بها سلطات واسعة قبل أن يتراجع عن ذلك. وينقل التحقيق عن أحد المعلقين المصريين خشيته من أن الإخوان المسلمين إنما يعملون فقط على تنفيذ أجندتهم، وبشكل غير توافقي وسلطوي جدا. ويقول بلاك: إن محمد البلتاجي، الذي صوره الإعلام الغربي على أنه يمثل الجناح المعتدل في جماعة الإخوان المسلمين، يؤكد بكلامه هذه المخاوف. وينقل التحقيق عن البلتاجي نفيه لأن يكون هناك خلاف حول الإخوان المسلمين ويتهم فقط "فلول" نظام مبارك بإثارة المشاكل. مع ذلك يخلص صحفي الجارديان إلى أن أغلبية المصريين المدفوعين فقط بأن الدستور قد يساعد على إعادة الاستقرار ربما يمررون مشروع الدستور في الاستفتاء.