ذكرت مجلة "فورن بوليسى" الأمريكية فى نسختها الصادرة اليوم الأربعاء أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يزداد يوما تلو الآخر خسارة لنفوذه ومكانته بين قادة دول العالم. وأوضحت المجلة - فى تحليل إخبارى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم - أنه على مدار الأعوام الأربعة الماضية صارت الضربات الثقيلة المتسارعة تتوالى على الرئيس الديمقراطى من الأصدقاء والأعداء على حد سواء، بدءا من التنازع داخليا مع الجمهوريين حول "الحافة أو الهاوية المالية" إلى الصراعات مع الروس والصينيين وملالى إيران، إذ يبدو الرئيس أوباما الآن حبيس الوعود التى أطلقها ب"نعم نستطيع أن نفعلها" والحقائق المعاكسة لهذه الوعود على أرض الواقع. وقالت إن العالم الخارجى بات الآن خارج نطاق نفوذ أو سيطرة الولاياتالمتحدة ، لاسيما فى منطقة الشرق الأوسط حيث لم يعد هناك أى وجود لحلفاء واشنطن القدامى من الأنظمة الاستبدادية كنظام الرئيس السابق حسنى مبارك أو الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على فضلا عن تنامي المد الإسلامى الذى لا يكترث كثيرا بالسياسات التى تضعها واشنطن. وأضافت "لقد أصيب أوباما بطعنتين فى الظهر خلال الأيام الأخيرة الأولى من قبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى رفض الضغوط الأمريكية التى مورست عليه كى يعدل عن مسعاه لدى الأممالمتحدة، أما الثانية فكانت من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. وذكرت مجلة (فورن بوليسى) الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مضى قدما بخططه لبناء مستوطنات جديدة فى شرق مدينة القدس بما فى ذلك مشروع (آي 1) الذى من شأنه أن يقسم آراضى الضفة الغربية إلى نصفين من خلال فصل مدينتى رام الله وبيت لحم عن مدينة القدس. وقالت إنه على الرغم من إدراك نتنياهو جيدا لوجود خط أحمر أمريكى حول هذا الشأن، إلا إنه على الأرجح اعتقد بأن فى إمكانه تعزيز قاعدة جناحه اليمينى والإفلات به بعيدا عن قبضة واشنطن أو أنه يخضع الرئيس الأمريكى باراك أوباما لاختبار مع بداية ولايته الرئاسية الثانية. وتطرقت المجلة إلى حالة التناحر الروسى الأمريكى ، قائلة إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يسعى إلى الوقوف فى وجه الولاياتالمتحدة بدءا من أزمة منظومة الدرع الصاروخى الأوروبى والصراع الدامى فى سوريا وطرد الوكالة الأمريكية للتنمية التى كانت تعمل داخل بلاده وانتقاد السفير الأمريكى لدى موسكو ، إلى تزعم بوتين لحملة تشويه كاملة للولايات المتحدة ومبادئها. وأما عن إيران ..فقد أشارت المجلة إلى أنه لم يعدل الإيرانيون منذ تولى أوباما الحكم عام 2008 عن معارضتهم له بشأن أزمة برنامجهم النووى وذلك نظرا لإيمانهم بحق بلادهم فى تخصيب اليورانيوم بوصفها قضية فخر واعتزاز وطنى. ورأت المجلة أن أى اتفاق تبرمه إدارة الرئيس أوباما مع الإيرانيين سيكبدها ثمنا غاليا يتمثل فى وصول الإيرانيين لمستويات فى تخصيب اليورانيوم تتخطى تلك التى من الممكن أن تقبل بها إسرائيل أو واشنطن بجانب تخفيف الغرب وطأة الضغوط التى يفرضها عليها.