طرحت عملية اغتيال أحمد الجعبري، القيادي البارز في حركة حماس، من جديد قضية عملاء إسرائيل في القطاع أو ما تطلق عليهم الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية "الرادارات البشرية" العميلة في القطاع. وهذه الرادارات التي رصدت من قبل القيادي الفلسطيني الراحل عبد العزيز الرنتيسي، والشيخ أحمد ياسين، وغيرهما من القيادات الفلسطينية الكبيرة التي استشهدت نتيجة للغارات الإسرائيلية على القطاع. والحاصل فإن عملية اغتيال الجعبري ذاتها تعكس خطورة هذه الرادارات البشرية العميلة لإسرائيل، خاصة أنها حددت موقع ومكان تواجد الجعبري وأبلغت إسرائيل التي بادرت طائرات سلاح الجو لديها بالتخلص منه بعد ساعات من تهديد نتنياهو باستهداف القيادات الحمساوية واحدًا واحدًا نتيجة لضرب فصائل المقاومة الفلسطينية للمناطق الجنوبية بإسرائيل بالصواريخ. ويزعم التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له أن وصول الرادارات البشرية إلى مكان الجعبري وموقعه بالتحديد وإبلاغ الجيش الإسرائيلي به، يعكس قوتها واختراقها لحماس ووصلها إلى أخطر قياداته. والمعروف أن الكثير من القادة الفلسطينيين حذروا أكثر من مرة من مخاطر هذه الرادارات البشرية، وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي أشار أكثر من مرة إلى خطورة قضية العملاء الفلسطينيين في القطاع، معتبرًا أن التخلص منهم والتصدي لهم هو واجب وطني يجب على جميع الفلسطينيين القيام به.