نددت أوكرانيا الثلاثاء بقمع روسيا لتتار القرم في شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014 وتم فيها وأد أي شكل من أشكال المعارضة للسلطة الروسية. وقال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا "للأسف، تواصل روسيا قمعها المنهجي لتتار القرم"، وهم أقلية مسلمة من أصل تركي عارضت الضم. ودعا إلى اعتبار "إبادة جماعية" قيام الاتحاد السوفياتي خلال حكم ستالين بترحيل هذه المجموعة الاتنية، بمناسبة الذكرى ال 77 لهذه الأحداث. وأشار الوزير إلى أنه منذ عام 2014، حظرت موسكو "المجلس"، وهو تجمع تتار القرم، وصنفته "منظمة متطرفة". وأضاف أن روسيا "تنظم القمع على أساس الدين وتحرم تتار القرم من حقوقهم التراثية واللغوية وتوجه إليهم اتهامات جنائية بدون أي اساس". كما منعت السلطات الروسية زعماء عديدين للتتار من دخول القرم. وتعرض 230 شخصا، بينهم حوالى 160 من التتار ل"الاضطهاد السياسي" الروسي في شبه جزيرة القرم منذ عام 2014، بحسب كييف. وأشارت الخارجية الأوكرانية إلى أن أكثر من 50 شخصًا، بينهم 25 من التتار لقوا مصرعهم "إثر أعمال المحتلين الروس"، لا سيما بعد تعرضهم للتعذيب ووقوع العشرات ضحية للاختفاء القسري. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيان إنه "خلال عقود من الترحيل، لم يشك تتار القرم الذين تم ترحيلهم في عهد ستالين يوما في عودتهم إلى القرم". وأضاف "يجب ألا نشاركهم آلامهم فحسب، بل أن نتعلم الوحدة ذاتها والإيمان الراسخ. الإيمان بأن القرم ستعود إلى أوكرانيا بدون شك". وتنفي روسيا قيامها بأي قمع سياسي، لكنها تعلن بانتظام عن اعتقال "إرهابيين" إسلاميين أو موالين لأوكرانيا في شبه جزيرة القرم، والتي ضمتها كرد فعل على ثورة موالية للغرب لدى جارتها. منذ الضم، لم يعد يُسمح للتتار بتنظيم تجمعهم الكبير، في 18 مايو، لإحياء ذكرى ترحيل أجدادهم من قبل ستالين. واعتبرت الأممالمتحدة في نهاية سبتمبر 2017 أن وضع حقوق الإنسان قد "تدهور بشكل كبير" في شبه جزيرة القرم، متهمة السلطات الروسية بارتكاب "انتهاكات متعددة وخطيرة" مع الإفلات التام من العقاب.