تُمثل مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمري "باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان" و"دعم الاقتصاديات الإفريقية"، أهمية إستراتيجية لما تتمتع به مصر من ثقل اقتصادي وسياسي بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. ونتيجة لما تتمتع به القاهرة من ثقل، حرصت الدولة الفرنسية على توجيه الدعوة لمصر، كما حرصت على تمثيل مصر على أعلى مستوى ممثلًا في شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي. واستنادًا لما تتمتع به مصر من ثقل، حرص الرئيس الفرنسي على اللقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي لبحث مختلف الملفات لبلورة رؤية مصرية - فرنسية مشتركة تجاه قضايا إفريقيا ودعم السودان، إلى جانب بحث العلاقات الثنائية بين القاهرةوباريس. وتعليقا على ذلك، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات ل "بوابة الأهرام"، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مؤتمر "دعم المرحلة الانتقالية في السودان"، يعكس الدور المحوري الذي تلعبه القاهرة بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، موضحًا أن الدولة الفرنسية ترتبط بعلاقات إستراتيجية وسياسية واقتصادية بالدولة المصرية، وظهر ذلك جليًا خلال تنسيق المواقف بين القاهرةوباريس في عدة ملفات. وأضاف: "أهم تلك الملفات ملف حوض البحر المتوسط والسعي لإيجاد سياق من التعاون بين الدول بديلًا عن الصراع، إلى جانب التنسيق بين مصر وفرنسا في ليبيا وهو ما انعكس على فرض مسار سياسي على مختلف الأطراف ودفعهم للبحث عن تسوية سياسية بديلا عن الصراع المسلح". وتابع أستاذ العلوم السياسية: "كما أن التنسيق المصري الفرنسي يتضح جليًا في دعم فرنسا للجهود المصرية في إنهاء حالة الصراع المسلح في الأراضي الفلسطينية"، مؤكدًا أن التنسيق المصري الفرنسي يعد ركيزة للاستقرار في المنطقة. واختتم "فهمي" تصريحاته بالقول: "ما يكشف عن عمق العلاقات المصرية الفرنسية الزيارات المتبادلة بين القاهرةوباريس، والتي تصل إلى زيارتين في العام الواحد". ووفقا لعدد من الباحثين والسياسيين فإن العلاقات المصرية الفرنسية شهدت نموًا كبيرًا وتنسيقًا غير مسبوق في المواقف بين البلدين، فضلًا عن أن التنسيق المصري الفرنسي غير مقتصر على ملفات حوض البحر المتوسط والملف الليبي والملفات الإفريقية وإنما يمتد للملفات الاقتصادية والسودانية. وعن ذلك يقول السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية للشئون العربية الأسبق: "التعاون المصري الفرنسي شهد تنسيق كبير في المواقف خلال السنوات القليلة الماضية"، مشيرًا إلى أن فرنسا تعتبر قاطرة الاتحاد الأوربي والقاهرة تمثل ركيزة في المنطقة العربية والشرق أوسطية وإفريقيا. وأوضح هريدي في تصريحات خاصة ل "بوابة الأهرام"، أن الرئيسين المصري والفرنسي حرصا على عقد لقاء ثنائي قبل انطلاق فعاليات مؤتمر دعم المرحلة الانتقالية بالسودان، لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤية بين الدولتين. واختتم هريدي تصريحاته بالقول: "الزيارات المصرية الفرنسية المتبادلة تكشف عن وجود ركيزة للتعاون الأورمتوسطي والتعاون الأوربي العربي والأوربي الإفريقي"، مشددا على أن كل من القاهرةوباريس حريصين على تنمية وتوطيد العلاقات بين الجانبين.