كنا بالأمس القريب نستقبل شهر رمضان وها هو الضيف العزيز يوشك على الرحيل شاهداً لنا أو علينا وهذه سنة الله فى خلقه بأن لكل مقيم فى هذه الدنيا ارتحالًا، ولكل مخلوق زوالًا فإن الأيام والسنين ترحل وتنقضى وما عمرك إلا ساعات وأيام فأنت كذلك أيها المسلم راحل مع الراحلين ولا اختيار لى ولك فى ذلك فهى أجال محدودة وأنفاس معدودة فاتعظ أيها المسلم وسل الله حسن الخاتمة واختم شهرك خير ختام فإنما الأعمال بالخواتيم فاجعل ختام شهرك الاستغفار والتوبة، فإن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة ولقد كتب الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتاباً إلى أهل الأمصار يأمرهم فيه بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر، وقال فى كتابه هذا: «قولوا كما قال أبيكم آدم: « قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ» الأعراف: 23، وقولوا كما قال إبراهيم: «وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ» الشعراء: 82 وقولوا كما قال نوح « وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِى وَتَرْحَمْنِى أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ» هود: 47، وقولوا كما قال موسى « قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِي» القصص: 16 وقولوا كما قال ذو النون «لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» الأنبياء: 87. من علماء الأزهر الشريف