انتهى لقاء الأهلى والزمالك بالتعادل السلبى فى القمة 106 والمؤجل بين الفريقين من الجولة الثانية عشرة للدورى. وقد منح التعادل الزمالك النقطة 31 ليؤمن بها قمته منفرداً، بينما أصبحت للأهلى 25 نقطة. على عكس المتوقع كان الأهلى هو الأفضل فى اللقاء وصاحب النزعة الهجومية خلال شوطى اللقاء، وكان الأقرب لنقاط المباراة الثلاث، وقد وضح الحذر على التشكيل الذى بدأ به حسام حسن المدير الفنى للزمالك اللقاء، وسعيه من البداية إلى تأمين منطقة مرماه بترسانة من المدافعين، بينما كانت النزعة الهجومية واضحة فى الأهلى، لا سيما فى الشوط الثانى الذى دفع خلاله زيزو المدير الفنى للفريق بكل أوراقه الهجومية أملاً فى هدف الفوز الذى لم يأت ليتقاسم الفريقان نقاط اللقاء. شوط سلبى رغم البداية السريعة، التى انطلق بها لقاء القمة، إلا أن التكتل العددى فى وسط الملعب من لاعبى الفريقين، حال دون الوصول لمرمى الفريقين بسهولة، فبنى كل فريق حائطا دفاعيا قويا، خوفاً من الأهداف المبكرة، وإن كانت السيطرة الظاهرية للزمالك الذى استحوذ على الكرة ولكن بدون خطورة، وفى ربع الساعة الأول كانت أبرز ظواهر اللقاء تحركات محمد طلعت فى منطقة جزاء الزمالك. اللقاء بدأ يأخذ منحنى جديدا مع مرور الوقت وبدأت ملامح الفريقين تتضح من خلال الفرص التى سعى إليها الزمالك عن طريق شيكابالا وفي الأهلى كان محور الأداء الجبهة اليسرى عن طريق بركات ومعوض، ومع تحرك الجبهتين في الفريقين ينشط اللقاء، ولكن يقظة أحمد غانم سلطان فى الجهة اليمنى للزمالك أفسدت الكثير من جهود بركات مع معوض. تساوى الفريقان في الحد من انطلاقات ظهيرى الجنب، حتى إن عبد الشافى وأحمد غانم سلطان لم يتخطيا خط الوسط، وقام بدورهما عمر جابر وحازم إمام وأحياناً محمد إبراهيم، وفى الأهلى التزم فتحى ومعوض بدور دفاعى أكبر من الهجومى، إلا فى حالات استثنائية، وغاب حتى أول نصف ساعة من اللقاء شيكابالا وأبوتريكة، فشعرنا كما لو كان الفريقان بلا عقل يفكر لهما. أخطر لقطات اللقاء، كان هجمة منظمة في الثلث الهجومى للفريق من خمسة لاعبين بدأها شريف عبد الفضيل ومعوض من الجهة اليسرى تسلمها أبوتريكة مررها لشهاب ثم تصل لطلعت الذى رفض التصويب ومرر ضعيفة شتتها دفاع الزمالك. اضطر الزمالك للتراجع بكل خطوطه للحد من خطورة الأهلى الذى سيطر على الكرة بشكل مطلق لأكثر من سبع دقائق فشل خلالها الأبيض فى استخلاص الكرة، ومنح التراجع الزملكاوى، ثقة عالية للأهلى الذى يبحث عن هدف وتوالت محاولات الأهلى وكاد يصل لشباك عبد الواحد برأسية من غالى الذى استغل عرضية معوض المتقنة. وتألق وائل جمعة فى التصدى لمحاولة حازم إمام العرضية ويحولها ركنية، وأهدر طلعت فرصة انفراد مؤكد باستلام خاطئ من كرة رائعة لحسام غالى لتضيع فرصة هدف مؤقت. ظهر الارتباك فى آخر خمس دقائق على أداء الزمالك ونشط الأهلى وتوالت المحاولات، ولكن بشكل مستهتر من الممكن يكلفهم الكثير، لأن الفرص لا تأتى كثيراً. أجمل ما فى الشوط الأول الأداء الراقى لحسام غالى الذى ابتعد عن الفلسفة فى التمرير فكانت كل لمساته متقنة ورائعة حتى إنه تخلى أحياناً عن دوره كليبرو ولعب كصانع لعب بتمريرات حريرية. أداء أفضل دفع حسام حسن بأحمد جعفر كمهاجم صريح مع بداية الشوط الثانى على حساب حازم إمام، بعدما فشلت طريقة اللعب، بدون رأس حربة في الشوط الأول، أملاً فى زيادة الفاعلية الهجومية التى اختفت تقريباً فى الشوط الأول. نسبياً.. البداية كانت أكثر سرعة من بداية الشوط الأول، ومنح التغيير الذى بدأ به الزمالك هذا الشوط أفضلية في الجهة اليسرى، التى لعب فيها محمد إبراهيم بدلا من حازم إمام وأوجد جعفر الإزعاج لدفاع الأهلى. وشهدت الدقيقة 50 لقطة طريفة بطليها حسام غالى وحسن مصطفى، بعدما دخل الأول بعنف فلم يجد الثانى سوى خنقه بطريقة المصارعة على الأرض واضطر معها الحكم النمساوى لإشهار الكارت الصفر لكليهما. سدد فتحى صاروخية بجوار المرمى ثم تسديدة لشهاب، ليعلن وسط الأهلى عن سيطرته الكاملة على الملعب ومنطقة العمليات فى وسط الملعب، وارتبك لاعبو الزمالك برغم التغيير التكتيكى الذى صنعه حسام حسن فى الملعب. أجناب الأهلى انتفضت وصنعت الكثير من الفرص الهجومية يميناً ويساراً عن طريق أحمد فتحى، الذى تخلى عن حذره الدفاعى فى الشوط الأول، وفى اليسار بركات ومعوض أنشط ثنائى فى اللقاء، ولكن عاب على هجوم الأهلى عدم استغلاله للكم الهائل من الفرص المصنوعة من جانبى الملعب. أطلق سيد معوض صاروخا "أرض جو" لم يجد عبد الواحد سوى قبضته للحفاظ على شباكه، ثم دفع حسام بتغييره الثانى بنزول عاشور الأدهم مكان حسن مصطفى، لمحاولة للسيطرة على وسط الملعب، الذى امتلكه الأهلى ببراعة ومهارة. وفشل الأهلى فى استغلال أول ضربة حرة ثابتة مباشرة فى منتصف ملعب الزمالك، ولم تتضح ملامح الجملة التى كان فتحى ينوى صناعتها مع غالى، الذى وقع فى التسلل. وفى أول تغيير للأهلى تم الدفع بجدو مكان بركات بعد مجهود وفير فى الملعب على مدار شوطى اللقاء، ثم دفع زيزو المدير الفنى للأهلى بعفروتو مكان محمد طلعت، ليبث الحماس فى وسط ملعبه وهجومه، للرد على تغييرات حسام فى الزمالك، ووضح الإصرار على بدلاء الأهلى، وظهر جدو فى أكثر من كرة هجومية. فيما أصبحت الكتل الهجومية فى الملعب أكثر من الدفاعية، وزال الحذر عن الفريقين بعد بداية حذرة بعض الشىء. وفى تغيير مفاجئ ترك صدمة فى نفوس جمهور الأبيض، سحب حسام حسن نجمه المدلل ونجم الشُباك شيكابالا ليدفع بأحمد توفيق، بحثاً عن نقطة التعادل، وخوفاً من الكتل الهجومية التى دفع بها زيزو في الشوط الثانى، وليزيد فاعلية الوسط الغائب عن الزمالك تماماً. وخرج سيد معوض ليلعب أحمد شكرى صاحب النزعة الهجومية، ليتسلم عفروتو الجبهة اليسرى ليلعب البديل فى قلب الملعب لمزيد من الخلخلة لدفاع الزمالك، واحتسب حكم اللقاء أربع دقائق وقتا بدلاً من الضائع. وضاعت الدقائق التالية بدون فاعلية لينتهى اللقاء بتعاد سلبي بين الفريقين ويضيف كل فريق نقطة إلى رصيده.