تراودنا الصور فى مخيلتنا جميعا بشكل تلقائى بقدوم شهر رمضان الكريم، ينفرد كل منا بقلبه وعقله ويتذكر طفولته أمام عيونه، تسحب بعض مشاهدها بعضا كشريط سريع من الصور، رمضان أهلا بصوت النقشبندى والتحضير لصلاة التراويح بالمساجد الكبرى وعادات السحور من فول مدمس وزبادى وسماع الأغانى الرمضانية مثل افرحوا يا بنات يالا وهيصوا للثلاثى المرح وكلمات كمال عبد الهادى والحان على إسماعيل، وأهلا رمضان.. رمضان جانا بصوت عبد المطلب وضبط فانوس رمضان بالحجم الكبير وسط الحوارى وفروع الزينة على المأذن والقباب والاستعداد للدورى الرمضانى وآخرون منا كانوا يتحضرون للدراما التليفزيونية وآخرون ينصتون لأثير الإذاعة المصرية وماستقدمه، وشهر رمضان يبتهج له الصغير قبل الكبير، وفيه تؤكل الحلويات بشتى أنواعها ويحاول الصغير أن يقلد الكبير بالصيام وانتظار موعد السحور. وتبدأ الاستعدادات له منذ النصف الثانى من شهر شعبان بالصيام وتوفير احتياجات كل منزل من مواد غذائية ومستلزمات شهر رمضان من ياميش ومكسرات وحلويات وكنافة وقطايف وتزيين المحلات بالأنوار والفوانيس لجذب الزبائن. فلم تحظ مناسبة من المناسبات فى أى زمان أو مكان باحتفال واحتفاء عظيم كما حظى شهر رمضان ويمتد هذا الاحتفال به من أول يوم إلى أخر يوم وهو الشهر الذى تحتفظ فيه الذاكرة بكل الذكريات من فوازير وهى بناء لغوى فنى يقوم يوظيفة الاتصال بين مجموعة من البشر وتؤدى بالنسبة للمتلقى إثارة دهشته التى يعقبها لذة الاكتشاف بعد حل اللغز الكامن وراء الفزورة، ومسلسلات إذاعية وأخرى تليفزيونية سنتعرض لها بالمقال القادم، وأيضا المسحراتية الذين كانوا يتخصصون فى أحياء بعينها ولكل حى المسحراتى الخاص به، وكان له مقولة يتولى هو أيضا قولها ليبين لزبائنة أن وقت الإمساك عن الطعام قد حان. وكان النساء يقسمن رمضان ثلاثة أقسام: عشرة مرق وعشرة حلق وعشرة خلق؛ حيث إن الناس فى الأيام الأولى من رمضان يعتنون بالطعام تحية وحفاوة برمضان حتى إذا ألفوا مواعيد الأكل الجديدة بدأ الناس يعدون العدة لكعك العيد فاذا فرغوا فى أواخر الثلث الثانى من رمضان بدءوا يعدون العدة للعيد فيشترون الملابس الجديدة للأولاد والاسرة.