الصائم تهدأ نفسه ويسكن قلبه فيسيطر على مشاعره فلا يغضب ويثور لأتفه الأسباب بل يملك نفسه بالحلم والصفح متأثرا بصيامه فيعفو عن الزلات ويقابل الإساءة بالإحسان فلا يرد على من سبه ولا يستفز فينتقم لنفسه مع قدرته على رد الإيذاء بمثله لأن شعاره «إنى صائم» أى: لا أستطيع أن أرد عليك لأنى صائم وليس على سبيل الجبن والخوف والضعف ولكن طاعة لله واتباعاً لرسوله صلى الله عليه وسلم، وطلباً للأجر والثواب فعن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال «الصيام جنة من النار فمن أصبح صائما فلا يجهل يومئذ وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل إنى صائم والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» رواه النسائى، فهل نتعلم من رمضان الحلم ونمارسه بعد رمضان فما أحوجنا إلى الحلم فى بيوتنا بين الزوجة وزوجها وبين الولد وأبيه وبين الأخ وأخيه وما أحوجنا إلى الحلم فى مجتمعنا بين الجار وجاره وبين البائع والمشترى وبين المعلم وطلابه والموظف مع الجماهير حتى يعيش المجتمع فى سلام وأمان وراحة واطمئنان.