أبرز الفرائض وأوجب الأعمال التى أقرها الإسلام وأمر بها العلاقات التكافلية القوية بين أفراد المجتمع من معالم رمضان من الفرائض وأوجب الأعمال التى أقرها الإسلام وأمر بها إغاثة الملهوف ومساعدة الفقير ودعم المسكين وهذا ما يسمى فى زماننا بالتكافل الاجتماع ، فالتكافل الاجتماعى خاصة فى شهر رمضان الكريم و هو أن يتضامن أبناء المجتمع ويتساندوا فيما بينهم سواء أكانوا أفراداً أو جماعات حكاماً أو محكومين على اتخاذ مواقف إيجابية كرعاية اليتيم وغير ذلك من أعمال الخير بدافع من شعور وجدانى عميق ينبع من أصل العقيدة الإسلامية ليعيش الفرد فى كفالة الجماعة وتعيش الجماعة بمؤازرة الفرد حيث يتعاون الجمAيع ويتضامنون لإيجاد المجتمع الأفضل ودفع الضرر عن أفراده. يقول الشيخ محمود سليمان الواعظ بالازهر الشريف وعضو لجنة الفتوى جاءت الأدلة والآثار التى تحث المسلمين على هذا المبدأ منها:قوله تعالى: [وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً *الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً ]،ويقول تعالى: [وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ]، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : (ترى المؤمنين فى تراحمهم وتوادهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمي)، ويقول صلى الله عليه وسلم : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) وقال إن كان التكافل من الأمور الواجبة على الفرد والمجتمع الإسلامى فإنه فى شهر رمضان أوجب، فرمضان شهر التربية الروحية والأخلاقية والسلوكيات الفاضلة، كذلك من معالم هذا الشهر العلاقات التكافلية القوية بين أفراد المجتمع ،بين الأغنياء والفقراء ، وبين الأقوياء والضعفاء , وإشاعة أعمال الخير بين أفراد المجتمع الواحد ،وصور التكافل فى شهر رمضان متعددة كزكاة الفطر التى أوجبها الشارع الحكيم على المقتدرين, تكفيرا لهم عما يكون قد حدث منهم أثناء صيامهم من لغو أو رفث, وطعمة يطعم بها المقتدر أخاه المسلم الذى لا يجد قوت يومه ويمنعه بسببها من ذل المسألة فى هذا الشهر الكريم، وكذلك كفارة الصيام, وموائد الرحمن، حقيبة طعام رمضان، وصلة الأرحام وذوى القربي, والسعى فى قضاء حوائج الناس وقال ان التكافل أيضا يبنى المجتمع على أساس من علاقات اجتماعية سليمة ويحقق الطمأنينة لقلب الإنسان ويجعله يشعر بالسعادة ويشيع التراحم والتواد بدل الشحناء والبغضاء وتزكية النفس بإخراج الشح منها، وتتعدَّد صور التكافل الاجتماعى فى الإسلام، فتمتدُّ إلى كل العلاقات الاجتماعية مثل: التكافل الخلُقى: ويُقصد به إيجاد تعاون اجتماعى عام؛ لإيجاد روح اجتماعية تُنكِر المُنكَر، وتُشيع المعروف، ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ كما أن المجتمع مسؤول عن حماية دماء الناس وأعراضهم وأموالهم؛ ((كل المسلم على المسلم حرام؛ دمُه، وماله، وعِرضه)) التكافل الأسرى: أى: رعاية الإنسان لأهله؛ لوالديه، وإخوته، وزوجته، وأولاده، وقد روى النسائى عن طارق المحاربى قال: «قدمت المدينة فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قائمٌ على المنبر يخطب الناس وهو يقول: ((يد المُعطى العُليا، وابدأ بمن تعول: أمك وأباك، فأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك)) وكذلك حق الأطفال والأبناء: فكما للوالدين حقوق، فإن للأبناء حقوقًا أيضًا، وتؤخذ نفقة الأطفال والأبناء ووجوبها الشرعى على الأب من عموم قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهند بنت عتبة: ((خُذى ما يكفيك وولدَك بالمعروف)) كفالة اليتيم: واليتيم مَن مات أبوه وتركه صغيرًا ضعيفًا يحتاج إلى مَن يكفله، وقد حثَّ الإسلام على إكرام اليتيم؛ فقال تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ، وقال: كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وقال: أَرَأَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ وقال: وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ وفى الحديث الشريف أنه - عليه الصلاة والسلام - قال: ((أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهاتين))، وأشار بإصبعيه؛ يعنى: السبابة والوسطي. و كذلك كفالة أصحاب العاهات والشيوخ والعجَزة والمَنكوبين:وكفالة هؤلاء تدخل فى نطاق قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وقوله تعالى أيضًا: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وفى نطاق قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يُسلمه، مَن كان فى حاجة أخيه، كان الله فى حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومَن ستَر مُسلمًا، ستره الله يوم القيامة)) ويقول الشيخ السيد عبد الله الباحث بمشيخة لازهر الشريفالتكافل له مسلكان: المسلك الأول:الجانب المادى، التكافل بين الأسرة ،فالأسرة هى لبنة المجتمع وأساسه ومنها يتكون المجتمع لذا كان التكافل بينها من أوكد وأشد صوره والإنفاق على الوالدين وتقديم كل مساعدة ممكنة لهما من مال وخدمة وغير ذلك مما يحتاجه الأبوان من أعظم القربات قال تعالى {ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما} وقول النبى صلى الله عليه وسلم «أنت ومالك لأبيك» والمعنى: إن كان الوالد فقيرا واحتاج إلى مال ابنه أخذ منه للإنفاق على نفسه بشرط عدم الإسراف وإذا لم يكن للابن مال وجب عليه السعى والكسب للإنفاق على والديه وقال كما أوجب الإسلام على الغنى التصدق والإنفاق على الفقير والمحتاج ليحصل التكافل والشمول بين أفراد المجتمع وذلك من خلال الزكاة التى تتعدد مصادرها من زروع وثمار وحيوانات وعقارات، ولا يقتصر الإنفاق على الفقراء على الزكاة فقط بل يتعداها إلى أمور أخرى أوجب الإسلام بعضها وسن البعض الآخر مثل الكفارات والنذور وزكاة الفطر والأضحية والصدقة قال تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» وقال {الذين ينفقون فى السراء والضراء} وقال {من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} وذلك كله ليعيش المجتمع حياة مستقرة وسعيدة. ومن صور التكافل المادى أيضا مراعاة الجار وذلك لقول النبى صلى الله عليه وسلم «ما آمن بى من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم» وقوله «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره». وقال أن المسلك الثانى، هو الجانب المعنوي. إذا كان الإسلام راعى الجانب المادى بين أفراد المجتمع فلم ينس الجانب المعنوى فأمر بحسن الخلق والتراحم بين الناس واعتبار أفراد المجتمع كله لحمة واحدة سداها الحق والصواب والوصول إلى رضا الله وإلى ما فيه الخير للمجتمع وذلك لقول النبى صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمي»، وألا تظلم الزوجة زوجها ولا تتعالى عليه ولا تعمل على خراب البيت وأن تتقى الله فى زوجها وبيتها، وأن يحرص الزوج على معاملة زوجته بالحسنى على وفق الشريعة ولا يظلمها ولا يهينها، وأن يربى أولاده على التقوى ويحرص على تعليمهم بما يفيد دينهم ووطنهم.والتكافل بين أفراد المجتمع يشمل جميع نواحى الحياة بما يحقق مجتمعا فاضلا يخدم دينه وينهض بوطنه.