علي الرغم من استقبال العام الحالي2010 منذ بدايته لطروحات من العيار الثقيل لعلامات تجارية شهيرة شهدتها البورصة المصرية، بعد غياب الطروحات الأولية في السوق المصرية لمدة عامين، إلا أن تلك الطروحات لم ترض طموح مستثمري البورصة. لم يكن الحظ حليفا للشركات التي قامت بطرح أسهمها في تحقيق طفرات سعرية سريعة ،لكون السوق لا تزال تحت تأثير مخدر الأزمات منذ أزمة قرارات 5 مايو 2007 مرورا بالأزمة المالية العالمية وأزمة اليونان والتي كبدت البورصات العالمية بشكل عام والبورصة المصرية بشكل خاص تراجعا شبه دائم في قيم وأحجام التداول وحتي تاريخه فلم يكن المناخ جيدا لنمو أي طرح وليد خلال العام الحالي في بيئة الأزمات. وشهدت السوق المصرية خلال العام الحالي ثلاث طروحات كان أقلها شهرة شركة العبوات الدوائية المتطورة، حيث تم طرح 1,03 مليون سهم بالقيمة العادلة 20,88 جنيه للسهم وبحد أدنى للاكتتاب بلغ 3 آلاف سهم وبحد أقصى 10 آلاف سهم. وعمليتي طرح أولي لأسهم شركة جهينة في يونيو الماضي لجمع نحو مليار جنيه مصري لتمويل استثمارات وفتح أسواق في الخارج والذي يعد الأول من نوعه في البورصة المصرية منذ طرح أسهم بايونيرز القابضة فى يونيو 2008 ومن قبلها أسهم مجموعة طلعت مصطفي فى نوفمبر2007 وفاز هذا الطرح بجائزة أفضل طرح أولي في أفريقيا في 2010 من قبل مؤسسة أفريكا انفستور. ولم تثبت أولي تعاملات السهم مدي الفاعلية التي ستتأثر بها السوق نتيجة الطرح إذ انخفض السهم بنحو 11% في أول أيام تداوله حتي مع صعوده في الشهر التي تم إدراجه فيه منتصف يونيو وحتى 12 ديسمبر بنحو 23% لم يستمر علي نفس الوتيرة ولم يكن بالشكل المتوقع له بحجم شركة صاحبة علامة كبيرة مثل جهينة. وفي نوفمبر 2010 أطلقت مجموعة عامر جروب طرحا أوليا لجمع 1,15 مليار جنيه مصري حيث قامت بطرح 500 مليون سهم للاكتتاب، عبارة عن 100 مليون سهم للاكتتاب العام، و400 مليون سهم للخاص وسجل السهم خلال الثلاثة أيام الأولى من تداوله فى البورصة المصرية انخفاضاً قدره 4,5% ليغلق عند مستوى 2,77 جنيه مقابل مستوى 2,9 جنيه وهو سعر افتتاحه فى الجلسة الأولى من بدء التداول عليه، وكان أعلى سعر للسهم عند 3 جنيهات فيما كان الأدنى عند 2,74 جنيه. ومع انتهاء عام مالي خلال ساعات واستقبال عام جديد خيم التخوف من جانب المستثمرين من الزج بطروحات جديدة خلال العام المالي 2011 تأثرا بما يحدث للطروحات الكبيرة منذ عامى 2005/ 2006 مثل المصرية للاتصالات وأموك وطلعت مصطفي مرورا بطرح أسهم بايونيرز في 2008 ثم الطرحين خلال العام الحالي لعدم الحصول على العائد المتوقع من تلك الاكتتابات بالإضافة إلي عدم جذب سعر السهم السوقي وتمتعة بكثرة عمليات العرض والطلب . وأجمع خبراء أسواق المال أن طروحات البورصة في 2010 لم تنجح النجاح الساحق ولكنها في نفس الوقت لم تفشل الفشل الزريع، خاصة وسط الظروف والعوامل التي تمر بها السو ق من حالة عدم التوازن منذ العام 2007 وتراجع قيم وأحجام التداول من 12 ألف نقطة في المتوسط إلي مستويات ال7 آلاف نقطة حتي تاريخه. وقال معتصم السهيدي العضو المنتدب لشركة هوريزون: إنه باختصار يجب التمهل في النظرة الي الطروحات التي تمت في 2010 لأن عامل التوقيت لم يكن في صالح العائد بالإيجاب لتداولات السهم في البورصة وهو الشغل الشاغل للمستثمر قصير الأجل. وأضاف أن طروحات هذا العام تتميز بكبر الكيان التجاري للشركة خاصة شركتي جهينة وعامر جروب ولذلك فإنه مع الأداء التشغيلي ونتائج أعمال الشركة المستقبلية، سوف ينعكس بالإيجاب علي القيمة السوقية لأسهمها، شريطة تحسن أحوال السوق. وقال مصطفي بدرة العضو المنتدب لشركة ثمار القابضة: إنه يجب التفرقة بين أمرين خلال التعليق علي طروحات العام الحالي 2010، فمع الاتفاق علي أن عامل التوقيت لم يخدم أي منهم، إلا أنه يجب العلم أن تحقيق الهدف المرجو من الاكتتاب، يعد ميزة للطرح، وعدم الاستفادة من تداولات السهم بعد الطرح، يعد عيبا، وهو ما واجهته الطروحات التي تمت خلال العام الحالي. وأشار إلي أن العام المالي الجديد 2011 ستتضح فيه الرؤية بشكل أفضل عما إذا كانت الطروحات السابقة ستفتح شهية الشركات للدخول في الجديد أو الاكتفاء بما هو قائم إلي أن يجد في الأمور جديد. وقال أحمد رياض العضو المنتدب لشركة تايكون أن طروحات البورصة في 2010 لم تحقق الهدف المرجو منها علي صعيد المستثمرين ولكنها حققت هدفها علي الصعيد الشخصي وهو ما ظهر في عملية تغطية الاكتتاب الخاص لعامر جروب 3 مرات، والعام 5 مرات مما يدل علي أن هناك تحقيقا لهدف من أهداف الطرح. وأشار إلي أن السوق يجب أن تكون في موقف المحتاج إلي الشركات بما تدره من سيولة وليس العكس، وبالتالي فإن الحاجة أصبحت ماسة إلي شركات حكومية كبري في قطاعات جذابة للطرح في البورصة وجذب رؤوس أموال البنوك والمؤسسات المالية في الدولة للدخول بجزء من استثماراتها في البورصة.