في ظل أجواء من التوتر المتزايد في المجال البحري بين إيران وإسرائيل، بعد تبادل البلدين منذ بداية مارس الماضي، اتهامات باستهداف سفن تجارية، تعرضت سفينة تملكها شركة إسرائيلية لهجوم قبالة إيران، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الثلاثاء، وسط تصعيد جديد بين طهران وإسرائيل. ونقلت وسائل إعلام أن السفينة "هايبريون راى" تعرضت لضرر طفيف" صباح الثلاثاء بنيران من المحتمل أن تكون إيرانية. واتّهم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إيران باستهداف السفينة، وهو ما نفته طهران. يأتى ذلك بعد نحو أسبوع من إعلان إيران أن سفينة تابعة لها تضررت بشكل طفيف جراء انفجار استهدفها في البحر الأحمر، وسط تقارير صحفية عن ضلوع إسرائيل في العملية ضمن "رد" على استهدافات سابقة لسفن مرتبطة بإسرائيل. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية حينها أن السفينة "سافيز" هي "تجارية" ومدنية الطابع، وأوردت وكالة "تسنيم" المحلية أنها كانت تستخدم من قبل القوات المسلحة في سياق ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر. ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الحادث "وقع بسبب انفجار ألغام لاصقة بهيكل السفينة"، وفق معلومات لمراسلها المتخصص بشئون الدفاع. وأشارت الوكالة على موقعها الالكتروني، إلى أن السفينة "تتولى مهمة إسناد قوات الكوماندوز الإيرانية العاملة في حماية السفن التجارية الإيرانية خلال السنوات القليلة الماضية". وذكر موقع "مارين ترافيك" المتخصص بمتابعة حركة الملاحة البحرية، أن السفينة "ساويز" مخصصة لنقل البضائع وتعود ملكيتها إلى الشركة الإيرانية للنقل البحري، وتم بناؤها العام 1999. وفي حين لم توجه إيران أصابع الاتهام إلى أي طرف، تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسئولية إسرائيل عنه. وأوردت الصحيفة أن الهجوم نفذه "إسرائيليون"، ناقلة عن مسئول أمريكي لم تسمه قوله إن تل أبيب أبلغت واشنطن أن "قواتها ضربت السفينة ". وأضاف المسئول إن "الإسرائيليين أفادوا أن الهجوم هو رد على هجمات إيرانية سابقة ضد سفن إسرائيلية، وأن ساويز تضررت ما دون مستوى المياه". وكانت الأممالمتحدة دعت وقتها إلى "أقصى درجات ضبط النفس" في الشرق الأوسط، وفق ما أعلن المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك، بعد انفجار السفينة الإيرانية في البحر الأحمر. ومنذ أيام اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الإسرائيليين الذين تتهمهم طهران بحادث تخريب في مصنع نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران، قاموا "برهان سيئ جدا". وأوضح ظريف في مؤتمر صحفي في طهران "ظنوا أن ما قاموا به في نطنز سيلعب ضد إيران، أؤكد لكم أن نظنز ستنتقل في المستقبل القريب إلى أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا". وحذّر وزير الخارجية الإيراني من أن "عمليات التخريب" وفرض "عقوبات" لن تدعم موقف الولاياتالمتحدة في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وقال: "لا مشكلة لدينا في العودة إلى التزاماتنا، لكن ليعلم الأمريكيون أن لا العقوبات ولا أعمال التخريب ستزودهم بأدوات للتفاوض وأن هذه الأعمال من شأنها أن تجعل الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لهم".