قفزات متتالية تحققها الصادرات الزراعية المصرية للعام الثالث على التوالي، حيث شهد الربع الأول من العام الحالى ارتفاعًا جديدًا عن نفس الفترة من العام الماضى بزيادة قدرها 5 %، وحجم صادرات وصل إلى مليون طن من مختلف المحاصيل. «الأهرام التعاوني» التقت بعدد من المهتمين والخبراء، بهدف التعرف على الجهود المبذولة من الجهات المختصة لزيادة الصادرات الزراعية، فأكد الدكتور أحمد العطار رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى أن منحنى تصاعد الصادرات الزراعية فى تزايد مستمر منذ عام 2017 حتى الآن، فصادرات الخضر والفاكهة تغزو جميع الأسواق العالمية الأوروبية خاصة أصناف الفواكه والخضراوات التى شملت الموالح والبطاطس والبصل والرمان والباذنجان والمانجو والفلفل والثوم والعنب وغيرها، مضيفًا أن مصر سعت للتوسع فى فتح أسواق جديدة ضمن خطة زيادة الصادرات الزراعية وفقا للمعايير الدولية لجودة الصادرات، وحرصت على تطبيق نظم التتبع للمنتجات التصديرية خلال مرحل الزراعة والإنتاج والتعبئة والتصدير وتعد إحدى أدوات نجاح السياسة التصديرية لمصر. وأضاف أحمد العطار أن فتح أسواق جديدة أمام الصادرات الزراعية المصرية، تحقق بفضل الجهود التى بذلها رجال إدارة الحجر الزراعي، وذلك خلال التفاوض مع سلطات الحجر الزراعى بدول العالم المختلفة والتوافق مع 4 اشتراطات فنية لازمة للمنتجات المصرية الزراعية لتلك الأسواق. وأوضح أن هناك خطة طموحة لزيادة الصادرات فى 2021، وأن وزارة الزراعة تقوم بحملات للتوعية بالممارسات الجيدة فى زراعة المحاصيل أو خلال تداول مستلزمات الإنتاج، ومنها المبيدات بما يتضمن سلامة المنتجات الغذائية من الزراعة هذه المحاصيل، مضيفًا أن الموالح المصرية لها سمعة عالمية الآن، خاصة البرتقال فهو منتج مميز ومرغوب عالميًا، مشيرا إلى أن لدى الحجر الزراعى منظومة رقابية تقوم على فحص حجرى دقيق للصادرات الزراعية طبقا للاشتراطات الدولية، وكلما يكون هناك فحص دقيق وإحكام للرقابة وتطبيق حرفى لاشتراطات الدول لاي وجد لها رخص ويعطى سمعة عالمية. وأشار إلى أن موسم صادرات الخضر والفاكهة، شهد زيادة ملحوظة وسط إجراءات مشددة على نوعية تلك الصادرات وجودتها، بما يضمن الحفاظ على سمعة المنتج المصرى واستمرار قبول الأسواق العالمية وثقتها فى المنتج المصري، موضحًا أن صادرات البرتقال تبدأ عادة فى الدول العربية ثم التصدير إلى روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا ثم دول الاتحاد الأوروبى وشرق أسيا وغيرها من الأسواق، منوها بأن وزارة الزراعة ساهمت فى إيجاد موطئ قدم للخضر والفاكهة المصرية بأسواق جديدة منذ بداية الموسم الماضي. وأشار إلى أن منظومة التكويد لم يتم تفعيلها بالكامل انتظارًا لإصدار قرار جمهورى ينظم عملها، مضيفًا أن الإدارة لم تنته حتى الآن من التحول الرقمى بالكامل، وأن التعاون يسير على قدم وساق فى هذا الشأن مع وزارة الانتاج الحربى لميكنة أعمال الحجر الزراعى بالكامل ولكنه لم يكتمل. فيما أكد الدكتور محمد القرشى المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، أن إدارة الحجر الزراعى تنسق مع المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، ومكاتب التمثيل التجارى والسفارات المصرية بالخارج بشكل مستمر، وقد نجحت الوزارة فى فتح أكثر من 35 سوقًا جديدة للصادرات الزراعية المصرية، كانت 10 أسواق منها خلال عام 2020، ما أسهم فى استمرار تدفق الصادرات الزراعية للخارج، هذه الطفرة التى يقف ورائها اهتمام من الوزارة بتطوير الإنتاج الزراعي. وأوضح أن الوزارة تبنت برنامجا يستهدف تدريب المزارعين على كيفية التعامل مع المبيدات، ودربت بالفعل أكثر من 14 ألف شخص على استخدام المبيدات الآمنة، كما تبنى الحجر الزراعى المصرى منظومة تمويل الحاصلات الزراعية لتسهيل عملية التتبع من المزرعة حتى الوصول للمستهلك سواء على مستوى السوق المحلى أو التصدير. وقال إن أهم الصادرات الزراعية عن هذه الفترة، هى الموالح والبطاطس والبصل والفراولة والرمان والبطاطا والفاصوليا والبنجر والجوافة والفلفل والمانجو والثوم، وأن إجمالى الصادرات الزراعية من الموالح بلغ 682 ألفا و86 طنا بالإضافة لتصدير 107 آلاف و94 طن بطاطس لتحتل المركز الثانى فى الصادرات الزراعية بعد الموالح، بينما يتم تصدير 22 ألفا و732 طن بصل محتلا المركز الثالث فى الصادرات، كما احتلت الفراولة المركز الرابع فى الصادرات باجمالى 13 ألفا و187 طنا، فى حين احتلت البطاطا المركز الخامس فى الصادرات بإجمالى 12 ألفا و153 طنا بينما احتلت صادرات مصر من البنجر المركز السادس بإجمالى كمية بلغت 7 آلاف و265 طنا بينما احتل صادرات مصر من الفاصوليا على المرزك السابع باجمالى 6 آلاف و477 طنا يليها فى المركز الثامن الرمان بإجمالى 5 آلاف و779 طنا، بينما حصلت الجوافة على المركز التاسع فى الصادرات بإجمالى كمية بلغت 3643 طنا، بينما حصل الفلفل على المركز العاشر فى الصادرات الزراعية بإجمالى 737 طنا وحصل الثوم على المركز الحادى عشر بإجمالى 1064 طن وحصلت المانجو على المركز الاخير باجمالى 296 طنا. وأضاف عبدالحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية أن قطاع التصدير الزراعي، حقق طفرات تصديريةكبيرة خلال الفترات الماضية موسم 2019 - 2020 حيث وصلت الصادرات الزراعية لحوالى 4 ملايين طن بقيمة حوالى 22 مليار دولار، أيضا نجح المجلس بالتعاون مع الحجر الزراعى المصرى والتمثيل التجاري، فى فتح العديد من الأسواق الجديدة التى بها فرص واعدة لبعض صادراتنا الزراعية مثل الموالح والعنب والمانجو والبصل، وكان أخرها فتح الأسواق اليابانية للموالح المصرية، منوها بأن النجاح لن يكتمل دون وجود المصدر الواعى القادر على منافسة الآخرون فى هذه الأسواق. وأوضح أن المجلس يقوم بدوره لتقديم أوجه المساندة للشركات العاملة فى مجال تصدير المحاصيل الزراعية، خاصة صغار المصدرين وعلى رأسها المعرفة ونشر المفاهيم والقواعد السليمة لممارسة نشاط التصدير الزراعي، بحيث يكون لدينا مصدرون على درجة من الوعى لممارسة هذا النشاط وتحقيق أعلى عائد من العملية التصديرية، لافتا إلى أن بدء الموسم التصديرى للحاصلات الزراعية مثل الموالح يكون هناك تنسيق كامل بين المجلس ووزارة الزراعة، لفتح أسواق جديدة وزيادة معدلات التصدير لمختلف دول العالم وفقا للمعايير الدولية. وأشارت الدكتورة هند عبدالإله مدير المعمل المركزى لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة بمركز البحوث، إلى أن وزارة الزراعة نفذت خطة حكومية من خلال مركز البحوث الزراعية والجهات التابعة له، ومنها المعمل المركزى لتحاليل المبيدات والعناصر الثقيلة فى الأغذية وهو أول معمل معتمد لإجراء التحاليل المتعلقة بسلامة الغذاء فى مصر والشرق الأوسط، حيث أنه يعد المعمل الوحيد المشترك فى اختبارات الكفاءة الخاصة بمعامل الاتحاد الأوروبى من خارج القارة العجوز حيث يعد فى الفئة الأولى المتميزة، والتى تضم عددا محدودا من المعامل جميعها أوروبية، مضيفة أن المعمل يضم أحدث الأجهزة المستخدمة فى أكبر المعامل العالمية. وأوضحت عبدالإله أن المعمل يقوم بدور مهم على المستوى القومى للحفاظ على سلامة المصريين من خلال مشاركته فى منظومة مراقبة الصادرات والواردات، وقيامه بدور فعال فى تنمية الصادرات عن طريق تحليل الصادرات وبعض الواردات إلى مصر من المحاصيل الزراعية والأغذية من أصل نباتى وحيواني، وبناء على نتائجها يتم منع دخول المخالف منها للمواصفات المصرية والعالمية الغذائية. وأضافت أن المعمل يسهم بدور مجتمعى أيضًا من حيث التدريب والإرشاد، حيث يشارك فى ورش العمل وتدريب صغار المزارعين وطلاب الجامعات والخريجين، بالإضافة للتدريبات المتخصصة دوليا وإقليميا ومحليا، كما يدعم المعمل المصدرين من خلال توقيع بروتوكولات تعاون مع جهات تضم المصدرين، ويقدم خدمات متاحة. وقال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعى إن الصادرات الزراعية خلال العام الماضى 2020 تمثل قصة نجاح بكل المقاييس، حيث تجاوز حجمها 5 ملايين طن، ما وضع مصر بالمرتبة الأولى فى تصدير البرتقال، متخطية بذلك إسبانيا التى كانت تتربع على عرش تصدير البرتقال، والأهم أن إسبانيا نفسها استوردت البرتقال المصرى العام الماضى بسبب ظروف تفشى كورونا وحالة الإغلاق التى دخلها اقتصاد البلاد. وأضاف أن مصر تصدر العديد من الصادرات الزراعية من أهمها الموالح والبطاطس والفراولة والفاصوليا الخضراء والعنب والمانجو والنباتات الطبية والعطرية والخيار وغيرها من المحاصيل، مضيفًا ان مصر فتحت 10 أسواق جديدة على الأقل بفضل الدور الكبير لمختلف أجهزة وزارة الزراعة، وعلى رأسها الحجر الزراعى والمعمل المركزى لمتبقيات المبيدات وقطاع الإرشاد الزراعي، ذلك النمو الكبير للصادرات الزراعية يؤدى لزيادة حصيلة الصادرات، ما يؤدى إلى تحقيق العجز فى ميزان المدفوعات، وزيادة العملة الصعبة والمساهمة فى تحقيق التنمية الزراعية. وأشار الدكتور أشرف كمال إلى أن استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة فى مصر، تستهدف زيادة الصادرات الزراعية إلى ما نسبته 20% خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن هناك كثير من الإجراءات نفذتها وزارة الزراعة، وأدت بشكل كبير لزيادة الصادرات الزراعية بشكل كبير من أهمها منظومة تكويد المزارع وإجراء عملية متابعة للحاصلات الزراعية بدءًا من إنتاجها فى المزرعة وصولاً لمائدة المستهلك، وبالتالى يمكن التعرف على المصدر الرئيسى للحاصلات فى حالة وجود أى مشاكل أو إصابات بحيث يمكن معالجتها مستقبلا.