حصد مشروع "تنمية المجتمعات النائية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات – واحة سيوة جائزة أجفند (AGFUND) العالمية لعام 2010"، حيث حصل على جائزة أفضل مشروع تنموي متكامل من الفئة الأولى. وتعد جائزة "أجفند" الدولية لمشروعات التنمية الريادية من الجوائز رفيعة المستوى عالميا التي أطلقت عام 1999 بمبادرة من برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) بهدف حفز وتشجيع الابتكار والإبداع في مجالات التنمية البشرية. وتعد المبادرة الأولى من نوعها لاستكشاف المشاريع التنموية الناجحة، وتكريمها والتعريف بأفكارها الإبداعية إسهاما في تطوير العمل التنموي. وتركز على المشاريع التي تهتم بالعوامل الرئيسية التي تعوق العملية التنموية وتؤثر على المجموعات وبصفة خاصة على النساء والأطفال في الدول النامية. وتشمل الفقر، والإقصاء الاجتماعي، والتهميش الاقتصادي الاجتماعي والتعليم والصحة. يعتبر مشروع تنمية المجتمع في سيوة من أهم المشاريع التي قامت على الشراكة بين مؤسسة فودافون لتنمية المجتمع مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والصندوق المصري "تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات"، والذي يهدف إلى إتاحة الفرصة لسكان واحة سيوة لاستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في تنمية مجتمعهم وتنمية قدراتهم، حيث قام المشروع بإقامة عدة مراكز تكنولوجيا معلومات بالواحة لمحو الأمية باستخدام الكمبيوتر، وتم إنشاء مراكز طبية تستخدم خاصية التشخيص الطبي عن بعد باستخدام شبكة فودافون للجيل الثالث، مما أتاح الفرصة لسكان الواحة التواصل مع مستشفى الشاطبى للأطفال بالإسكندرية والحصول على استشارات طبية قيمة ساهمت فى تحسين الخدمات الصحية المقدمة والتعريف بتكنولوجيا التشخيص الطبي عن بعد (Mobile Health)، وساعدت هذه المراكز على تنمية قدرات الأطباء المقيمين فى الواحة عن طريق محاضرات ومناظرات مع كبار الأساتذة والمحاضرين من كلية طب جامعة الإسكندرية. وقد أسهم المشروع في توفير الرعاية الصحية لأكثر من 22 ألفا من سكان المنطقة، بالإضافة إلى تطوير أداء الأطباء العاملين بمستشفى سيوة المركزي وتدريب 3 مجموعات من الطاقم الطبي على استخدام نظام التشخيص الطبي عن بعد، فضلا عن استخدام أجهزة الفيديو كونفرانس في التعليم عن بُعد للأطباء في الواحة. ولتعظيم الاستفادة من استخدام حلول الاتصالات والمعلومات في مجال الصحة وضمان رفع الوعي المجتمعي بالإمكانات التي يمكن أن تحققها التكنولوجيا في تنمية المجتمع، امتدت فوائد المبادرة إلي تزويد 3 مدارس من الصف الأول حتى التاسع بالكامل بأجهزة الكمبيوتر المحمولة والاتصال بالإنترنت، إضافة إلي العمل علي تجهيز 3 مدارس ذكية، بجانب توفير دورات تدريبية لإكساب 41 معلما الخبرات والمهارات التدريسية باستخدام الكمبيوتر. ومنح البرنامج أيضا أكثر من 1128 طالبا دورات تدريبية لزيادة مهاراتهم التكنولوجية، مما ساهم في تخفيض أعداد المتسربين من التعليم لاسيما من الطالبات، مع منح أولياء الأمور فرص الاستفادة من مراكز التعليم المجتمعي (CLCs) بعد ساعات الدراسة الرسمية. كما تضمن المشروع دعم جهود محو أمية المرأة وتطوير المجتمع من خلال التعاون مع "مركز التطوير المجتمعي للمرأة في سيوة" لتقديم العديد من خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يتناسب مع العادات والتقاليد الخاصة بالواحة باستخدام مجموعة من البرامج التفاعلية التي يمكن الاستفادة منها دون الحاجة للخروج من المنزل لحضور الحلقات التعليمية، وهو ما ساهم بشكل كبير في تنمية قدرات ومهارات المرأة في المجتمع المحلي. تنافس على الجوائز الأربع 28 مشروعاً من 25 دولة تمثل قارات أفريقيا وآسيا. وقد جاءت الجائزة الرفيعة المستوى لتؤكد الريادة والابتكار اللذين يتمتع بهما مشروع تنمية المجتمع باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بسيوة. وقد ضمت لجنة التحكيم للجائزة في عضويتها عدداً من الشخصيات العالمية البارزة، من بينهم الدكتور محمد يونس، مؤسس بنك جرامين Grameen Bank والحائز على جائزة نوبل للسلام 2006، والدكتور يوسف سيد عبد الله، المدير العام السابق لصندوق أوبك للتنمية الدولية، والدكتور أحمد محمد علي، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.