تعد تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إحدى الركائز الاساسية فى خدمة المجتمع من خلال تقديم الخدمات للمواطنين عبر تطبيقات الهاتف المحمول أو الكمبيوتر أو التابلت، واستخدام أحدث وسائل الاتصال الحديثة، وفى ظل ما يشهده العالم من تغييرات بسبب جائحة كورونا كوفيد-19 اتبعت العديد من الدول سياسات حماية ووقاية للعمل عن بعد والتعليم عن بعد، وتقديم الاستشارات فى المجالات المختلفة، منها الصحة والسياحة والتعليم، إلخ. وقد قامت وزارة التربية والتعليم بالإعلان عن تقديم كافة الدروس والحصص التعليمية عبر منصات رقمية، منها زووم وتليجرام وفيسبوك. وقد قامت شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخبراء المتخصصون بتقديم الحلول والنصائح لكيفية التواصل ما بين الطلاب والمدرسة أو المدرس فى ظل التعلم عن بعد. اليونسكو: 90% من الطلبة حول العالم خارج المدارس بسبب جائحة كورونا بيانات الفيديو ووفقا لبيانات اليونسكو، فإن نحو 90% من الطلبة حول العالم، أى أكثر من 1.5 مليار طالب، أصبحوا خارج المدارس بسبب جائحة كورونا. التعليم التفاعلى وقال د. محمود فوزي، مدرس بكلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر: لقد نتج عن تطور تكنولوجيا الاتصالات، وما اتصل بها من استحداث تقنيات وبرامج رقمية لعبت دورا بارزا فى تعزيز فاعلية الوسائط الإعلامية، حدوث تطورٍ هائلٍ فى مجالات التعليم الإلكترونى التفاعلى بالجامعات، وهو النظام التعليمى الذى تعتمد عليه الجامعات الحكومية والخاصة منذ تفشى وباء كورونا، معتمدة فى ذلك على عدد من التطبيقات الرقمية التفاعلية مثل: Zoom وMicrosoft teams وغيرها من البرامج التى توظف مزايا هذه التكنولوجيا الحديثة، كالمرونة، والتفاعلية، وتعددية الوسائط الإعلامية، واختراق الحدود الجغرافية والزمنية. كما اعتمدت المنظمات التعليمية والأكاديمية على هذه التطبيقات التكنولوجية فى عقد الحلقات النقاشية والندوات التعلمية بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، إلى جانب عقد البرامج التدريبية وورش العمل واجتماعات العمل الافتراضية بين الأكاديميين وأساتذة الكليات لمناقشة شئون التعليم المختلفة. البنية التحتية على الجانب الآخر، قال د. محمود فوزي، إن البنى التحتية بالعديد من الجامعات المصرية مازالت غير مؤهلة لاستيعاب متطلبات التعليم الإلكتروني، من كفاءة نظم شبكات المعلومات والاتصالات الإلكترونية، وهو الأمر المرهون أيضًا بكفاءة خدمات الإنترنت بكافة أنحاء الدولة، وهو الوضع المحفوف بالعديد من التحديات والمخاطر فى ظل محدودية عدد الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت التى قد لا تصل بالأساس لبعض المناطق النائية، فضلًا عن عدم الإعداد المسبق للطالب، وكذلك الأستاذ الجامعي، لخوض غمار الامتحانات الإلكترونية، وإعداد بنك الأسئلة بنظام الاختيار من متعدد "بابل شيت". سلبيات وتحديات ويضيف د. محمود فوزي، على الرغم من هذه الحلول التفاعلية التى وفرتها التكنولوجية الحديثة، كحل فورى وسريع لمصير العام الدراسى الذى كان مهددا بالإلغاء، إلا أن هذا النمط التعليمى يشوبه العديد من السلبيات والتحديات، كغياب فرص التواصل الشخصى التفاعلى المباشر بين الطالب وأستاذ الجامعة، ونقص فاعلية استيعاب المهارات العملية بمشروعات التخرج وبالمقررات الدراسية التى تعتمد على التطبيق العملى للطلاب تحت إشراف مباشر من المعيد أو عضو هيئة التدريس. مواقف متباينة وأشار د. محمود فوزي إلى أن لكلا الفريقين مبرراته وحججه المنطقية الكفيلة بتبنى اتجاه وموقف متباين من قرار الوزير، فالمؤيدون يرون أنه نواة لبناء فكرى جديد فى نظام التعليم، يقدم فرصة عظيمة لإعداد الطلاب نحو إدراك أسس البحث العلمى السليم، وفق ضوابط وقواعد منهجية، تنمى مهارات النقد والتحليل والاستنباط والاستقراء لدى الطالب، وتكون بمثابة تأهيل ممتاز لمرحلة الدراسات العليا، بينما يرى الفريق المعارض أن الطالب المصرى لا يزال غير مؤهل للتحول من نظام الحفظ والتلقين إلى مجال النقد والتحليل. إمكانيات معطلة ويؤكد د. أبو الفتوح صبري، الأستاذ بأكاديمية البحث العلمي، أن جائحة كورونا فرضت على الجامعات والمدارس ظروفا ليست نمطية، لكنها أيضا أوجدت ولفتت أنظار العالم أجمع إلى هذا النظام التعليمى وقدراته التواصلية والتعليمية، وربما احتاج الوصول إلى تلك النتيجة إلى أعوام طويلة. وعلى سبيل المثال عندما سعيت للحصول على دبلومة فى التربية قبل بضع سنوات فى مادة التعليم الإلكتروني، وجدت إمكانيات هائلة للبرامج وأنظمة وأجهزة، لكنها كانت معطلة، حتى الدكتور الذى كان يدرسها لنا كان لا يزال يستخدم الأسلوب التقليدى فى التدريس، من تسجيل للحضور الفعلى بالكلية، وشرح نمطى من دون استخدام أية آلية الكترونية جديدة، وكتاب جامعى ورقى عادي. آفاق جديدة ويوضح د. أبو الفتوح صبري، فتحت الأزمة آفاقا جديدة لنظم التعليم الإلكترونية، ونظم التعليم من بعد ستقلص مستقبلا من نظم التعليم التقليدية والمعتمدة على المبانى والبرامج التعليمية التقليدية، وتغير من رؤية القائمين على العملية التعليمة فى العالم -خاصة فى العالم العربي- فيما يخص التعليم بصفة عامة ومستقبله، فمستقبل التعليم بعد كورونا ليس كما قبله، وإذا ما أحسن استغلال ما اكتسبه المعلمون من خبرات تعليمية وتقنية، وإذا ما تم التوصل لحلول عملية لمشكلاته فى التدريب الشفوى والعملى والمراقبة والامتحانات ومتابعة الطلاب والأساتذة، فإن ذلك سيكون قفزة فى مستقبل التعليم. وأشار المهندس أحمد الليثي، استشارى التحول الرقمى فى التعليم، إلى أنه عند ربط مصطلح التحول الرقمى بالتعليم يجب علينا أن نتوقف لأن هناك الكثير من الأسئلة تدور فى أذهان الجميع هل التعليم التقليدى الذى نشأنا عليه وتخرج منه علماء ورموز أفضل أم أن التعليم الرقمى هو الأفضل؟ ومن فوائد التحول الرقمى للتعليم أن يصبح الطالب عنصراً مكوناً فى العملية التعليمية وليس متأثرا فقط،، ولن يكون المعلم بعد الآن عنصرا ذاتيا للمعرفة، وسيبدأ بتوجيه الطالب إلى مصدر المعلومات المؤهلة و المتنوعة. منصة تفاعلية مصرية وقامت مؤسسة فودافون مصر لتنمية المجتمع بإنشاء أول منصة تعليمية تفاعلية لأولياء الأمور والمعلمين والطلاب فى مصر، حيث قدمت منصة "تعليمى" التعليمية، والتى ستمكن الآباء من دعم الأبناء فى المراحل التعليمية المختلفة. ومساعدتهم على متابعة التقدم الذى يحققه الأبناء أثناء رحلتهم التعليمية لتخفف عبء الدروس الخصوصية. وتقدم المنصة التعليمية أحدث نصائح التربية المعتمدة من أفضل خبراء التربية وعلماء النفس على مستوى العالم. وتوفر المنصة أيضا محتوى تعليميا لمساعدتك فى استخدام التكنولوجيا بشكلٍ صحيح لتفهم كيف يستخدم أبناؤك الهواتف الذكية وأجهزة التابلت.