قال الكاتب الصحفي والناقد محمد شعير عن كتابه الجديد "أعوام محفوظ.. البدايات والنهايات"، إن نص الأعوام المنشور في كتابه الجديد "أعوام محفوظ.. البدايات والنهايات"، هو أول نص لمحفوظ يقدم سيرته الذاتية، كتبها في وقت مبكر جدًا، عندما كان في الثامنة عشر مقلدًا كتاب طه حسين الأيام، وقد رفض محفوظ فيما بعد أن يكتب مذكراته في كتاب منفصل واكتفى بأن جعلها متفرقة في مؤلفاته على اختلافها، أو في حواراته الصحفية التي حددها بأنها موجودة في كتابه «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» لرجاء النقاش، و«نجيب محفوظ يتذكر» لجمال الغيطاني. وأقامت مكتبة ديوان بمصر الجديدة حفل توقيع للكاتب محمد شعير بمناسبة صدور كتابه «أعوام نجيب محفوظ.. البدايات والنهايات» الصادر عن دار الشروق، وأدارت ليال الرستم مدير التسويق بمكتبات ديوان. وقدم شعير قراءة في نص الأعوام، معتبرا أن هذا النص يشبه نواة تحطّمت في «الانفجار العظيم» إلى عشرات الأعمال الإبداعية العظيمة، وصولًا إلى نصوص «أصداء السيرة الذاتية» التي قطع فيها محفوظ نفسه رحلة بحث معكوسة عن طفولته. وأشار شعير إلى أن نجيب محفوظ لم يرفض نشر «الأعوام» بل وفق تصريحه في حوار صحفي نشر عام 1963، بأنه يحتفظ بالنص ولكنه يحتاج إلى نبش للعثور عليه، موضحا أن محفوظ اعتبر الأعوام مجرد تدريبات على الكتابة وليست نص أدبي مكتمل، بالإضافة إلى استعانته بالكثير من سطورة في مؤلفاته الأخرى ومنها شخصية الطفل أحمد عبدالجواد في الثلاثية، والتي أكد محفوظ في لقاءاته الصحفية، أنها الشخصية الأقرب له من حيث الحيرة الفكرية وأزمة جيله بالكامل ورغبتهم في التحرر من الاستعمار. وأضاف شعير، أن «الأعوام» يبقى شاهدًا على موهبة محفوظ، ويدل إلى أي حد كان طفلًا مولع بالحكي والخيال، حتى أن أسرته لم تجد غير حكايات التراث الشعبي وقصص الأنبياء وغيرها وسيلة وحيدة للحد من شقاوته، وهو كتب عن ذلك في مذكراته «الأعوام» يقول «كانت الحكاية أفيونته». وأوضح شعير، أن «الأعوام» لنجيب محفوظ يوضح أنه لم يكن طفلا يتلقى الحكايات بصورة عادية بل أنه يعيد هذه الحكايات مرة أخرى ويضع نفسه مكان شخصية مختلفة من شخصيات الحكاية في كل مرة، مشيرًا إلى أن تلك الطريقة هى التي كان يتبعها محفوظ في مؤلفاته فيما بعد إذ يضع نفسه محل شخصياته الروائية ليجيب عن أسئلتها ويفسر منطقها. واختتم شعير: «نجيب محفوظ كتب عن مصر في ثلاثيته الشهيرة، وأنا قررت أكتب ثلاثية عن نجيب محفوظ»، مشيرًا إلى أن «أعوام نجيب محفوظ.. البدايات والنهايات»، هى الجزء الثاني بعد «أولاد حارتنا - سيرة الرواية المحرمة»، وأنه يعمل على إتمام الجزء الثالث الذي سيصدر قريبًا.