لم تكن المبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في غضون السنوات الماضية، بداية استئصال للأمراض المتوطنة في المجتمع ومواجهتها بكل السبل وحسب، بقدر ما كانت سبيلًا لكشف أمراض خفية لم يكن يعلم عنها صاحبها، ومرت بفجائية غريبة في اكتشاف المرض. فكثير هي تلك الحالات التي اكتشفت أعراض المرض باكرًا في أثناء المشاركة في المبادرات الرئاسية، ما استدعى ثقافة الانتباه التي حث عليها الرئيس السيسي اليوم في أثناء افتتاح المجمع الطبي المتكامل بالإسماعيلية، وذلك من خلال حتمية المتابعة الدورية للحالة الصحية للمواطنين لمواجهة الأمراض قبل توغلها. وأضحت "ثقافة الانتباه" بمثابة الفريضة الغائبة عن ملايين المواطنين للحفاظ على الصحة، لاسيما في ظل عدم وجود تلك الثقافة في المجتمع، ما يستلزم ضرورة إجراء فحوصات دورية للاطمئنان على صحتهم. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أطلق خلال السنوات الماضية، العديد من المبادرات الرئاسية في مجال الصحة، بهدف القضاء على الأمراض، وتحسن حياة المواطنين، وكنواة لتطبيق قانون التأمين الصحي الجديد.
وشهدت المنظومة الصحية خلال الفترة الماضية، منذ ثورة 30 يونيو، 8 مبادرات وحملات قومية، بهدف تطوير المنظومة، حيث ساعدت في إنشاء ملف طبي لجميع أراد الأسرة بالمبادرات، وميكنة المواليد والوفيات، وميكنة صرف الألبان المدعمة للأطفال، وميكنة عملية التطعيمات، وكذلك فتح الملفات الطبية الإلكترونية للمنتفعين بمنظومة التأمين الصحي الشامل.
وأطلق رئيس الجمهورية مبادرة لمتابعة وعلاج الأمراض المزمنة والاكتشاف المبكر للاعتلال الكلوي في يونيو 2020 بالتزامن مع مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي تستهدف 28 مليون مواطن فوق سن 40 عامًا، وتم من خلالها فحص 24 مليون مواطن وتقديم العلاج اللازم لهم بالمجان، بالإضافة إلى إحلال وتجديد 180 وحدة غسيل كلوي، وتوفير 2600 جهاز غسيل كلوي و1000 كرسي للعمل بالمبادرة بتكلفة 360 مليون جنيه، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للمبادرة 1.5 مليار جنيه، وكان الهدف الرئيسي للمبادرة تقليل نسب الوفيات بفيروس كورونا المستجد، والعمل على اكتشاف 300 ألف مريض اعتلال كلوي مزمن باختلاف مراحل المرض وحمايتهم من الوصول إلى الفشل الكلوي الذي تبلغ تكلفة علاجه المباشرة وغير المباشرة 96 ألف جنيه مصري سنويًا للمريض الواحد.
وفيما يخص حزمة المبادرات التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مجال الصحة العامة والتي تم إطلاقها في عام 2018 وبلغت تكلفتها 14.2 مليار جنيه، حيث نجحت الدولة في القضاء على فيروس سي؛ حيث تم فحص 70 مليون مواطن من سن 18 ل 60 عامًا خلال 7 أشهر ضمن مبادرة القضاء على فيروس سي والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، وأنه تم تقديم العلاج بالمجان ل حوالي 2.2 مليون مواطن، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمبادرة 5.5 مليار جنيه منها 2.5 مليار تكلفة المسح و3 مليارات تكلفة العلاج، كما تم تجهيز المعامل المركزية ب 41 جهاز "PCR" وزيادرة قدرة العمل يوميًا من 8 آلاف إلى 35 ألف عينة وتشكيل غرفة عمليات مركزية مرتبطة بالمحافظات تضم 20 ألف فرقة و60 ألف متدرب، وأن المبادرة تساهم في إعفاء الدولة من تحمل تكلفة علاج المرض ومضاعفاته والتي تصل سنويًا 64 مليار جنيه، وحماية 150 ألف فرد من الإصابة سنويًا، وأن مصرأصبحت في طريقها للحصول على الإشهاد الدولي للخلو من الفيروسات الكبدية.
وأكدت وزارة الصحة والسكان، أنه تم فحص 22.5 مليون طالب بالمدارس ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم والتي انطلقت في عام 2020 ومتابعة العلاج من خلال 255 عيادة تأمين صحي وربطها ب 478 معملا، وتمت من خلال 4420 فرقة و13260 متدربًا، وذلك بتكلفة 350 مليون جنيه، وأنه تم إجراء 400 ألف مكالمة تليفونية لمتابعة الحالة الصحية للطلاب الذين لديهم إصابات بهذه الأمراض وذلك خلال فترة تعليق الدراسة.
وأشارت إلى أنه تم فحص 12 مليون سيدة فوق سن ال 18 عامًا ضمن مبادرة السيد رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية، منذ انطلاقها في شهر يوليو عام 2019، وتم متابعة وعلاج حوالي 3 آلاف سيدة مصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى تقديم التوعية للمترددات على المبادرة بكيفية الفحص الذاتي والصحة الإنجابية بتكلفة 610 ملايين جنيه، وذلك مقارنة بفحص 2.5 مليون سيدة منذ عام 2007 حتى 2019 وعدم توفير منظومة لمتابعة علاج المرضى، لافتة إلى أنه تم العمل بالمبادرة من خلال 3538 وحدة صحية أولية على مستوى الجمهورية، و112 مستشفى "فحص متقدم"، و85 جهاز أشعة تشخيصية و28 مركزًا متخصصًا للعلاج، وبلغ عدد الفرق العاملة بالمبادرة 4098 .
وقالت الوزارة إن البنية التحتية للعمل بالمبادرة شملت تجهيز 10 معامل باثولوجي، و10 أجهزة "ماموجرام"، و21 جهاز تحليل باثولوجي، و10 أجهزة سونار، وذلك بتكلفة إجمالية للمبادرة 610 ملايين جنيه،لافتة إلى أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث إن تكلفة العلاج عن المرحلة الأولى تزداد في حالة الاكتشاف في المرحلة الثانية تزداد بنسبة 32٪، والمرحلة الثالثة بنسبة 95٪، والمرحلة الرابعة بنسبة 109٪، كما يساهم في انخفاض معدل ارتداد الأورام لمراحل الثالثة والرابعة من 34% و25%، إلى 10% و%15، وانخفاض متوسط حجم الأورام من 5 سم إلى 3 سم مما يزيد معدلات نسب الشفاء إلى 90%.
وأضافت الوزارة أن مبادرة رئيس الجمهورية لاكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال حديثي الولادة، قامت بفحص أكثر من مليون طفل مصري و1248 طفلًا غير مصري، وذلك منذ انطلاقها في شهر سبتمبر عام 2019؛ حيث يتم تقديم العلاج الدوائي وتركيب السماعة للأطفال حتى 6 أشهر، وزراعة قوقعة للأطفال من 5:1 سنوات، لافتة إلى أنه تم تجهيز بنية تحتية متكاملة للكشف المبكر عن ضعف السمع تضمنت 3500 جهاز انبعاث صوت و30 جهازًا لقياس السمع بمراكز الإحالة، وذلك بتكلفة إجمالية للمبادرة بلغت 200 مليون جنيه، مشيرة إلى مردود تلك المبادرة في حماية المواليد من التأثير الناتج عن فقدان السمع مثل التأخر الدراسي وإعادة تأهيلهم الدراسي والمهني فيما بعد.
كما تم فحص حوالي 500 ألف سيدة ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة الأم والجنين، مشيرة إلى أنه تم تجهيز منظومة متكاملة للكشف عن الأمراض المنتقلة من الأم إلى الجنين بتكلفة 31 مليون جنيه، كما بلغت تكلفة التشغيل والمستلزمات الطبية والكواشف 30 مليون جنيه، وبتكلفة إجمالية للمبادرة بلغت 112 مليون جنيه، وتستهدف المبادرة فحص 2.5 مليون سيدة سنويا، وحماية 2.5 مليون طفل من أمراض الالتهاب الكبدي "ب"، وبكتريا الزهري، وفيروس نقص المناعة البشري، وخفض معدلات انتقال العدوى من الأم الى الجنين من 45% إلى 2% فقط.
وأشارت وزارة الصحة إلى أنه تم تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية لإنهاء قوائم الانتظار بتكلفة إجمالية 6 مليارات جنيه، ووصل إجمالي عدد المستفيدين حتى الآن 700 ألف مريض، مشيرة إلى نجاح المبادرة في إجراء عمليات جراحية دقيقة وذلك بمشاركة 395 مستشفى في المبادرة لإجراء العمليات الجراحية، وتم تشكيل 10 لجان علمية ل 11 تخصصًا من التخصصات الجراحية العاجلة، وغرفة عمليات مركزية مرتبطة بغرف العمليات الفرعية بالمحافظات.
وترصد "بوابة الأهرام"، 8 مبادرات، لهم تأثير كبير على صحة المصريين، وشارك في تنفيذها صندوق تحيا مصر.
"حملة 100 مليون صحة" جاءت على رأس هذه المبادرات، تم تنفيذها خلال فترة زمنية 7 أشهر، بداية من أكتوبر 2018، وحتى نهاية أبريل 2019، التي انتهت في 30 أبريل 2019، التي انتهت منها وزارة الصحة والسكان بفحص 52 مليونا و400 ألف مواطن بكل المحافظات، خلال 3 مراحل، حيث يستهدف من هذه الحملة القضاء على فيروس "سي" بنهاية 2020، خاصة أن ذلك وراء 70% من حالات الوفاة في مصر.
وشارك في الحملة القومية، التي تعد الأكبر في التاريخ، 14 وزارة، والرقابة الإدارية، وجهاز التعبئة والإحصاء، واللجنة العليا للانتخابات، ومنظمة الصحة العالمية، ودفعت وزارة التنمية المحلية ب 23 ألف شاب متطوع.
وكان الوقت المحدد لعملية المسح ما بين 15 إلى 20 دقيقة لكل مواطن، ويشمل المسح قياس كتلة الجسم للتعرف على السمنة والضغط والسكر لكل مواطن، وتم توفير نقاط المسح في أماكن ثابتة "المستشفيات، ومراكز الشباب ووحدات طب الأسرة والميادين العامة"، وأماكن متحركة، وشاركت وزارة التعليم العالي في الحملة من خلال 110 مستشفيات جامعية في جميع المحافظات.
ألف وحدة غسيل كلوي أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الفترة الماضية، مبادرة لإنشاء 1000 وحدة للغسيل الكلوى بالمجان، يتحمل صندوق "تحيا مصر"، تكلفة الإنشاء.
مبادرة "نور حياة" أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة لمكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار "نور حياة"، تستهدف الكشف المبكر على 5 ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية ومليوني مواطن، بتمويل مليار جنيه من صندوق "تحيا مصر".
"مبادرة الكشف عن الأنيميا والتقزم والسمنة" ضمن المبادرة الرئاسية خلال عام 2019، أطلقت وزارة الصحة في فبراير الماضي، بين طلاب المراحل الابتدائية بالجمهورية لتشمل فحص 11.5 مليون طالب وطالبة.
واستعدت وزارة الصحة بتنفيذ المبادرة من خلال 3 مراحل، الأولى في 16 فبراير2019، ب 11 محافظة وهي الإسكندرية وجنوب سيناء ومطروح والفيوم ودمياط وبورسعيد والجيزة والبحيرة وأسيوط والقليوبية وقنا.
والثانية في 6 مارس 2019، ب 11 محافظة وهي القاهرة والسويس والإسماعيلية والمنوفية وكفر الشيخ وبنى سويف وسوهاج والأقصر وأسوان والبحر الأحمر وشمال سيناء وتستمر حتى 28 مارس.
والثالثة في 21 مارس 2019، ب 7 محافظات وهى الجيزة، والغربية، والشرقية، والدقهلية، والوادي الجديد، وقنا، والمنيا.
وخصصت وزارة الصحة والسكان 225 عيادة من عيادات التأمين الصحي لعلاج المصابين مجانا.
وتستهدف طلاب المرحلة الابتدائية، أي حوالي 22 ألف مدرسة في 27 محافظة.
"المستشفيات النموذجية" ضمن المبادرات الرئاسية التي تواصل وزارة الصحة والسكان، العمل ليل نهار لاستكمال تنفيذها خلال 2019، والتي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في يوليو 2018، بهدف النهوض بالخدمات الصحية لغير القادرين، والذي يتضمن تجهيز وتشغيل مستشفى نموذجي في كل محافظة للقيام بدور مستشفى الإحالة، لحين بدء تطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل تدريجيًا.
وجاءت المؤشرات الأولية، لتنفيذ مشروع المستشفيات النموذجية، تقدر بأكثر من 6 مليارات جنيه، لتطوير 48 مستشفى على مستوى الجمهورية لتكون نموذجية، منها 29 تابعا لوزارة الصحة، و19 تابعًا لوزارة التعليم العالي.
وفي أقل من 5 أشهر بعد إطلاق مشروع المستشفيات النموذجية، وضعت وزارة الصحة، أسس ومعايير اختيار المستشفيات، والعناصر الرئيسية لنجاح تطبيق منظومة المستشفيات النموذجية، وتم تقييم المستشفيات وفق نموذج تقييم موحد، بالإضافة إلى الانتهاء من الدراسة المالية واعتماد اللوائح وتحديد مصادر التمويل، والعمل على رفع كفاءة البنية التحتية واستكمال التجهيزات، وإبرام عقود الصيانة والنظافة والتغذية.
كما عملت وزارة الصحة على تحسين بيئة العمل بالمستشفيات للأطقم الطبية والعاملين، وتدريب الموارد البشرية بما يتناسب مع معايير الجودة المرجوة، والعمل على تطوير البنية التحتية للمستشفيات المختارة ورفع كفاءة تجهيزاتها الحالية مع ميكنة تلك المستشفيات وربطها داخليًا وخارجيًا بشبكة المعلومات، وتحسين البيئة المحيطة بالمستشفيات ومظهرها الخارجي.
"قوائم الانتظار" أطلقت وزارة الصحة والسكان المرحلة الثانية من المبادرة مطلع العام الجاري، وذلك بعد أن انطلقت المرحلة الأولي منها في عام 2018، بهدف رفع المعاناة عن آلاف المرضي، من خلال القضاء على قوائم الانتظار لاسيما الأمراض المتوطنة والتي كان لها أولوية قصوى لدى المبادرة، والتي أسهمت بدورها في القضاء على انتظار المرضى الذي ظل عند بعض الحالات لعدة سنوات دون جدوى.
وتعمل المبادرة بمرحلتيها الأولى والثانية من خلال 4 محاور وهى الدعم الفني، والدعم اللوجستي، والرقابة والجودة، والتمويل والسداد.
"حياة كريمة" مبادرة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي مطلع العام الجاري، تهدف إلى رعاية الفئات الأكثر احتياجًا وتوفير الحياة الكريمة لهم خلال العام الحالي.
المبادرة بها شق للرعاية الصحية، يشمل تقديم خدمات طبية وعمليات جراحية، وتتضمن تنمية القرى الأكثر احتياجًا، طبقًا لخريطة الفقر، وصرف أجهزة تعويضية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى هذه القرى والمناطق، كما ستسهم فى زواج اليتيمات.
مبادرة "صحة المرأة" تستهدف الكشف عن سرطان الثدي وكافة الأمراض المتعلقة بالرحم وأورام الرحم وهشاشة العظام والصحة الإنجابية.
وأيضا تستهدف فحص السيدات من سن 40 عامًا فما فوق داخل الوحدات والمراكز الصحية، كما تستهدف توعية وتعريف السيدات بين 18 و40 عامًا بكيفية إجراء الفحص المبدئي والدوري للكشف المبكر عن أورام الثدي.