أحمد عبدالتواب ينبغي التوقف أمام دعوات تخريبية صريحة تدور هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل هاتين الدعوتين: الأولى، يطالب صاحبها المصريين المقيمين في الخارج بالتوقف عن تحويل الأموال إلى مصر، لأنه يرى أنها تدعم الاقتصاد المصري بما يعزز نظام الحكم، الذي يرى أنه يجب القضاء عليه! ويجاهر بأن هذه أفضل طريقة لتحقيق هدفه السياسى كمعارض للحكم! ومن الغرائب أنه، رغم أنه يقدم نفسه كخبير فى الاقتصاد وفى أشياء أخرى، لم ينتبه إلا بعد أن لفت نظره بعض معلقيه بأن كثيرين من المصريين بالخارج ليس ضمن أغراضهم المباشرة أن يدعموا نظام الحكم وإنما هم يعولون أسرهم داخل مصر، فعدَّل دعوته بمطالبتهم بألا تتجاوز تحويلاتهم تلبية الحاجات الأساسية لأسرهم! ولا يحتمل هذا السياق أن نتوقف أمام تعديله الذى يعنى أنه لم يدرس تفاصيل دعوته قبل طرحها، ولا عن كيف نثق فى بقية آرائه التى يزعم أنه خبير فيها! وأما الدعوة الثانية، فيصرخ فيها معارض آخر يطالب كل من يُصاب بفيروس كورونا فى مصر، بأن يعمل على نشر عدواه، ويحثه على الذهاب إلى أقسام الشرطة والمراكز العسكرية لمصافحة المسئولين فيها، وليته يحتضنهم ويقبلهم ليضمن نقل العدوى لهم! وقال الداعى إن هذا جهاد فى سبيل الله ضد الطاغوت! ليس من السهل مساءلة الاثنين لأنهما يتحصنان بجنسيات أجنبية وبإقامتهما بالخارج، وأما الحد الأدنى الذى يجب طرحه الآن، فهو عن زعم من يروجون لأفكارهما بأنها تندرج ضمن الممارسة الديمقراطية، وأنها تحظى بحمايات توفرها حرية التعبير! أي أن البعض يريد الاستنزاف فى مجادلات عن التكييف القانونى لمثل هذه الدعوات، وهل هى تدخل فى باب حرية التعبير، أم أنها جريمة تحريض على التخريب! من المفيد الرجوع إلى ما يحدث هذه الأيام فى أمريكا، حيث يقيم صاحبا الدعوتين، عن محاكمة ترامب على تحريضه لاقتحام الكونجرس، لأن محاميه لم يزعموا أنه كان يمارس حرية التعبير، وإنما قدموا دفوعًا أخرى منها الطعن في التهمة بقولهم إن كلامه يخلو من أي دعوة صريحة للاقتحام!