لا يدرك الإنسان قدر ما بين يديه من نعمة إلا بعد أن يفقدها ولعلى لم أدرك قيمة زوجتى فى حياتى إلا بعد أن فقدتها وأورثت نفسى ندما لا نهاية له وعرفت أنى تجبرت عليها كثيرا ولم يمض على زواجنا عامان كنت أعاملها معاملة قاسية وأضربها لأتفه الأسباب واحملها ما لا طاقة لها به من هموم ما بين مسئوليتها عن تأخر الإنجاب وإهمالها الدائم فى مسئوليات البيت وهى لم تكن كذلك فقد قامت بإجراء الفحوصات الطبية وتأكدت من خلوها من أى موانع طبية للإنجاب ولكنى لم أقتنع وبقيت على غيى فى معاملتى القاسية لها حتى خرجت من البيت. ولم تعد .. طالبتنى بالانفصال وماطلتها وجعلتها تدور حول نفسها فى المحاكم حتى حصلت على حكم لصالحها بالخلع وبالطبع حرمتها من حقوقها الشرعية وكنت أحس أن ذلك يرضى غرورى وأرى نفسى منتصرا فليس هناك امرأة تستطيع أن تكسرنى أو تذلنى وفرحت لإذلالى لها لا أعلم أن رصيدا من الجرم يتراكم فى صفحة حياتى سيأتى يوم أسدد فاتورته سما زعافا أتجرعه لا أموت به ولا أحيا فقد أوقعتنى الأقدار فى شرك لم أكن أعمل حسابا له حيث تعرفت إلى امرأة بعد طلاقى رأيت أنها فاتنة الجمال ولديها من المقومات ما جعلنى أنجذب لها فقد كانت ثرية ومن أسرة راقية وحسبت أنها بزواجى منها سوف ترتفع بى لأعلى واندفعت فى زواجى بلا تريث أو تفكير لأجدنى أصبحت أسيرا لها تفرض شخصيتها على فى تجبر لم أعهده وعندما حاولت أن أبدى اعتراضا فوجئت بإخوتها يلقنونى درسا قاسيا أقعدنى الفراش فى المستشفى فترة إلى أن تعافيت ولم أعرف أن آخذ معهم حقا ولا باطلا ولم يكن أمامى بد من أن أرضخ لها ولتسلطها وأعض النواجذ ندما على ما ارتكبته من ظلم فى حق امرأة استضعفتها وانتهكت كرامتها فابتلانى الله بمن تأخذ لها حقها وتسقينى من نفس كأس الذل والهوان ولست أدرى هل فات الأوان أن لا ينفع الندم وهل يقبل الله سبحانه وتعالى توبتى وندمى على ما فعلته فى زوجتى السابقة وهل تسامحنى هى لعل الله ينتشلنى من مستنقع الهوان الذى أعيش فيه؟. ص . ف . الجيزة ما أصعب على النفس من أن تعى خطأ استمرأته بعد فوات الأوان وقت أن تكون الضحية قد تجرعت كأس المر كاملا وأنت يا أخى فهمت معنى الرجولة خطأ وتعاملت مع زوجتك السابقة بذكورية مفترسة لا لشئ إلا إرضاء لغرورك الذى ما تحطم وانكسر إلا على أعتاب امرأة أخرى عرفتك قيمة النعمة التى كانت بين يديك ولم تحافظ عليها لأنك ابتعدت عن دينك ورحمة الله فى قلبك ونسيت أن الله تعالى قد وضع قواعد شرعية لضبط التعامل بين الزوج وزوجته تقوم على أساس المودة والرحمة وأكد على ذلك فى قوله بمحكم آياته «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. كما أن رسولنا الكريم أوصانا بالنساء خيرا فهم ليسوا إماء اشتريناهم من سوق العبيد ولكن روحا آدمية استأمننا الله عليها فقد قال صلى الله عليه وسلم فى حديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا» كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم فى وصيته الكبرى لأمته فى خطبة حجة الوداع قوله «فَاتَّقُوا اللهَ فِى النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ. أما أمرك الآن وما آلت إليه أحوالك من سوء فهو نتاج عملك تكفر به عن سيئاتك ولكن لا تقنط من رحمة الله فالله غفور رحيم مع صدق التوبة ولعل رحمته تحيطك بعفوه وتصلح لك حالك بإذنه تعالى .