ما مررت به من تجربة قاسية حولنى إلى إنسانة أخرى بداخلى متناقضات غريبة فقد عشت أطوارا مختلفة.. كنت فطرية ساذجة حتى تزوجت.. وفعل بى الزواج الأفاعيل لأجدنى ضعيفة مستكينة ليس لى أى رد فعل أعيش بلاشخصية تقريبا والآن أنا امرأة أخرى غير التى كنت أعرف ما أريد وأقوى عليه وإن عاتبنى ضميرى بعض الشئ على أحاسيس سلبية تجتاحني. كيف لإنسان يعرف أن أقرب الناس إليه يخونه ويجاهر بخيانته وكأنه لا يفعل شيئا وكيف لى أن أصبر سنوات طويلة على زوجى وأنا أعرف أنه يخوننى من طوب الأرض ولكن ما بيدى حيلة فأنا لا أستطيع العيش بدونه أنا وعيالى ولو تخلى عنا فمصيرنا التشرد وهو يعرف ذلك جيدا ويمتهن كرامتى مجاهرا بمجونه وهو على يقين من ضعفى واستكانتى ولكنى لم أعد أحتمل فقد تمادى فى سحق كرامتى وأتى بمن تشاركه جرائمه الأخلاقية فى بيتى وعلى فراشى ولسان حاله يقول لى أعلى ما فى خيلك اركبيه.. ! قلبى يحترق وروحى تنسحب منى فعندما لجأت لوالدى كى يسترنى ويوافق على أن أعيش معه أخبرنى على استحياء أن لا مكان لى فى بيته فهو كثير العيال وفهمت أنه تنفس الصعداء عندما غادرته لبيت زوجى وعلى أن أتعايش وأقبل بأى أوضاع يفرضها زوجى فلو تركت بيتى لن أجد جدارا يسترنى ولا لقمة عيش تقيم أودى فأنا لا عمل لى ولا أى مصدر للدخل أعتمد عليه فى حياتى ما يجبرنى على ذل العيش وتقبل خيانته واستهانته بى حتى جاء يوم فوجئت به يأتى من عمله مبكرا وأحد زملائه يسنده وأخبرنى أنه سقط أرضا فى العمل وأتى به فى حال سيئة وهرولت به إلى الطبيب الذى أكد حتمية دخوله المستشفى فهو يعانى جلطة ولا بد من عملية سريعة ولولا بعض المال كان يدخره لما استطعنا إجراء العملية التى خرج بعدها من المستشفى شخصا آخر غير الذى أعرفه فلقدأصبح إنسانا ضعيفا متهالكا يجلس على كرسى متحرك نظرات التحدى فى عينيه تبدلت ووهنت تبللها الدموع دائما لا أقوى على رؤيته منكسرا هكذا فبرغم كل ما فعله بى أشفق عليه ومازالت له فى نفسى بقايا حب وبات قلبى الذى كان يحترق منه يحترق له ويخشى عليه.. الأطباء قرروا أن الجلطات أثرت على قدراته الحركية وبعض الوعى عنده ما جعله مثل طفل لا يقوى على الاعتماد على نفسه فى شئ ويعلم الله أنى لا أتوانى فى خدمته بإحساس الأم لوليدها أتدبر حياتنا بمعاشه وتحولت له وعيالى إلى أم وأب فى ذات الوقت ونجحت فى هذا إلى حد كبير ولكن ينتابنى إحساس بين الحين والآخر وانا انظر إلى حال زوجى وأتدبر ما آل إليه أنه نتيجة طبيعية للطريق الشيطانى الذى كان يسلكه وأتساءل فى نفسى ساخرة أين هم أشباح النساء اللائى كن حوله الآن منه وأعود فيشقينى ضميرى ويعذبنى متهمة نفسى بالشماتة ولكنى لا أستطيع منع نفسى من هذا الإحساس وأخشى أن أغضب ربى بإحساسى هذا. ت. ع. الإسكندرية يركض الإنسان فى الدنيا ركض الوحوش فى البرية ولكنه لا يصل إلى شئ أكثر مما كتبه الله له وخلال رحلته راكضا إما يكون على بصيرة ووعى بالهدف الذى يسعى أو يركض إليه وإلى أى مدى يقترب فيه من الله أو يكون أعمى البصيرة عصبت عينيه ملذات الدنيا وبريقها فتاة الطريق وغاب الهدف وانهار كل زهو الدنيا فى لحظة وتلك المرحلة ما فيها زوجك وربما أنت تفسرين نظرتك له تفسيرا خاطئا لا أرى فيها نوعا من شماتة ولعلك تستقرئين الحكمة والعبرة مما حدث له فى نفسك ولكى لا يعذبك ضميرك لهذا حاولى أن تتحدثى إليه، تخففى عنه، تعينيه على التوبة الصادقة وتبعثى فيه الأمل أن تشمله رحمة ربه فالله لا يغلق أبواب رحمته فى وجه عباده أبدا وساعتها سوف يتحول الإحساس السلبى بداخلك إلى إحساس إيجابى يقويك نفسيا وإنسانياً فى المرحلة التى تعيشينها الآن أما ما لاقيته منه فى مرحلتك العمرية الأولى من ذل ومهانة وألهمك رب العزة فيها الصبر مكرهة أحسبها إن شاء الله داعما قويا لإرادة التحدى بداخلك كى تستمر الحياة للأفضل ولعلك مع الوقت تستطيعين أن تدعمى من حالة زوجك النفسية ما يؤثر إيجابيا على حالته الصحية ويكون عوض الله لك تلك الراحة النفسية تسكن نفسك بعد ذل وهوان.