كاملة أبوذكري مخرجة من العيار الثقيل، لها بصمتها ونغمتها مما جعلها من أهم مخرجات جيلها..شاركت فى عدد من المهرجانات الدولية وحصل فيلمها«واحد صفر» على أكثر من 45 جائزة دولية ومحلية.. هى كالمايسترو الذي يوجِّه كل أعضاء فريق العمل..لذا تجد أداء الممثلين معها مختلف..لم يكن النجاح المدوى لمسلسلها الأخير«ب100 وش» مستغربا..فهى قد اعتادت التميز.. ورغم هذا النجاح فإنها لا تريد تكرار التجربة فهى – على حد قولها – لا تريد الموت على خشبة المسرح. - كل من شاهد المسلسل يتساءل: هل سيكون هناك جزء آخر ل «ب 100 وش»؟ بالتأكيد سيحاول صناع المسلسل عمل جزء ثان منه استثمارا لنجاحه، أما أنا فسأقدم سينما خلال الفترة المقبلة وسأوقف عمل المسلسلات،حتى لو فكرت فى تقديم مسلسل فلن يزيد عدد حلقاته عن 7- 10 حلقات..لكن تجربة تقديم مسلسل 30 حلقة فى رمضان لن أكررها نهائيا. -لماذا؟ العمل في رمضان مهلك لدرجة أن أحد زملائنا وهو المخرج المنفذ روبير طلعت، توقف قلبه أثناء تصوير مسلسل «طايع» لأنه لم يتحمل قلة النوم....كنت أشفق على فريق عمل التصوير في ظل ظروف عمل قاسية قد تستمر 40 ساعة بلا نوم. -وكيف ترين حل أزمة ضغط التصوير التي تسبق عادة شهر رمضان كل عام؟ على المنتج أن يجعلنا نعمل في وقت مريح ومنضبط، ويتيح لنا الوقت للإبداع، لي زملاء تعاونوا مع منصة نيتفلكس وعلمت منهم أن أقصى وقت للتصوير 12 ساعة،ويحصلون على راحة 12 ساعة.. أنا لا أريد أن أموت على خشبة المسرح وهذا كنت أقوله لهم في الكواليس.. أتمنى أن أموت وأنا أصلي أو بين أفراد عائلتي.. كنت أحيانا أعيد تصوير المشهد أكثر من مرة بسبب عدم تحمل الضغط..نيللي في آخر مشاهد كان جسدها يرتعش من قلة النوم،وهناك من أعضاء الفريق من تم نقله إلى المستشفى بسبب الإجهاد. -وكيف كافأت نفسك بعد النجاح الكبير للمسلسل؟ نمت، وبعد هذا ذهبت إلى البحر. -كيف استقبلت ردود الأفعال بعد عرض ب«100 وش»؟ لم أتوقع إطلاقا حتى ربع النجاح الذي تحقق وسعدت كثيرا بردود الأفعال وتفاعل الجمهور مع المسلسل وحبهم للشخصيات، الحقيقة لم يتوقع أى من صناع العمل هذا النجاح بالعكس»كنت فاكرة إنى حتشتم.» -وما سبب هذا الشعور؟ توقعت أن يهاجمني النقاد ويقولوا إنني«بِعت القضية»..بالإضافة إلى أنني كنت قلقة على آسر ياسين ونيللي كريم وشعرت تجاههما بالمسئولية وخشيت أن أسبب لهما أي ضرر،وبعد عرض أولى الحلقات في رمضان، شعرت ببعض الاطمئنان. - كيف جمعت هذه العصابة خصوصا أن معظمهم كانوا وجوها غير معروفة للمشاهد؟ بعيدا عن نيللي وآسر..كانت أمامي فرصة لجمع كوكبة من الممثلين الموهوبين، وقد عقدت جلسات عمل مع محمد شاهين المسئول عن الكاستينج.. كنت قد شاهدت فيلم»ليل خارجي» للفنان شريف الدسوقي وسألت من هذا الممثل العظيم،وعندما قرأت سيناريو«ب 100 وش» خطر في بالي فورا ليقدم شخصية سباعي،أما دنيا ماهر التي قدمت دور نجلاء فأراها موهوبة بشدة وعند ترشيحات تقديم الشخصية اقترحتها فورا وأصررت على أن نبعد عن الكوميديانات المعروفات،ومحمد عبدالعظيم الذي قدم دور سامح،وزينب غريب اشتركا معي في مسلسل«سجن النسا» من قبل،وإسلام إبراهيم كان هو الكوميديان الوحيد الذي تم اختياره. -وماذا عن توجيهاتك لهم في أول بروڨة؟ تعاقدت على المسلسل متأخرا جدا،لذلك كنت أركز على جلسات السيناريو،كنت أجلس مع الكتاب من 10 صباحا حتى 11 مساء يوميا لمدة شهر لضمان جودته.. بالإضافة إلى بحثي عن أماكن التصوير وبروڨات المكياچ،لكن لم نقم بعمل بروڨة«ترابيزة» إطلاقا،تحدثت مع كل ممثل على حدة، خصوصا أننا بدأنا التصوير والسيناريو لم تكن حلقاته قد كتبت كاملة. -مؤلفو المسلسل مجموعة من الشباب نجحوا في الابتعاد عن الاقتباس من الأعمال الأجنبية والفورمات.. كيف تحققت تلك المعادلة؟ المسلسل من تأليف أحمد وائل وعمرو الدالي،وليس له أي علاقة بالاقتباس،كان بيني وبينهما تفاهم منذ الجلسة الأولى،كنا نعمل كفريق عمل نحن الثلاثة وجلسنا مع ضباط في الأموال العامة لنتعرف حيل النصب الجديدة خصوصا في ظل وجود الإنترنت والسوشيال ميديا،وقصص النصب كلها في المسلسل مأخوذة من قصص حقيقية وواقعية،فمثلا قصص الزواج ومعرض السيارات والحضانة حتى قصة الأرض التي تم بيعها حدثت بالفعل وهي شركة كبيرة جدا وتم عمل حملة إعلانية لها قدمها فنان كبير.. باستثناء قصة البنك فكانت من خيال المؤلفين كما أننا استعنا بهاكر حقيقي لحبك تفاصيل دور حمادة. بالحديث عن الفنانة نيللي كريم وتعاونكما معا دائما كيف أقنعتها بتغيير جلدها في هذا العمل؟ نيللي كانت مقتنعة بالفعل وكانت تريد التغيير،لدرجة أنها تعرضت إلى مشكلة صحية في عينها بسبب البكاء في الأعمال الفنية،وهذا أيضا أثر على نفسيتها، نيللي أرادت أن تغير جلدها وتثبت أنها تستطيع تقديم أدوار بها عمق ودراما وتظهر بدون مكياچ.. وكيف تم اختيار آسر ونيللي معا؟ جمال العدل المنتج هو الذي تعاقد مع نيللي وآسر وأنا تعاقدت على المسلسل بعدهما، ولم أشعر لحظة أنني قد أجد أفضل منهما لتقديم عمر وسكر. -وكيف كان تعاونك مع آسر ياسين؟ لم أكن أعرف آسر شخصيا من قبل سبق وإن تقابلنا في أحداث فنية ومكسب لي أن تعرفت إليه إنسانيا،هو موهوب وخلوق ومحترم وكان مفاجأة لنا جميعا كفريق عمل،نحن نعرف مدى ثقل موهبته والأدوار التي قدمها من قبل،لكننا تفاجأنا بروح الكوميديا القوية التي يمتلكها،وموهبته الاستعراضية الكبيرة. -هل تهتمين كمخرجة بمسألة الراحة النفسية مع فريق العمل؟ بكل تأكيد،هناك ممثلون كبار تعاملت معهم على المستوى الإنساني لا أحب أن أكرر تجربتي معهم، لا أستطيع أن أتعامل مع فنان يتعامل مع زملائه بشكل غير لائق،أو يغار أو يحقد أو يتأخر في مواعيده. -كثير من الإفيهات والعبارات فى العمل تم تداولها على السوشيال ميديا. سعدت كثيرا بجروب«عشوائيات ب100 وش» والكومكس التي كنت أقرأها مثلا صورة نجلاء وهي تقول أنا لا ليا قريب ولا حبيب ولا غريب،وجملة هاي شوجر،كنت أسعد وأشعر بالنجاح. •ماذا عن أغنية« مليونير»؟ قبل بدء المسلسل كنت أشعر بالضيق من قرارات منع أغاني المهرجانات،رغم أنها راب مصري.. أحب أغنية«سكر محلي»،هؤلاء المغنون نقلوا الموسيقى إلى شكل جديد والناس أحبوا تلك الأغاني على اختلاف الطبقات.. ولذا اقترحت على المنتج جمال العدل أن يقدم تتر المسلسل مغني مهرجانات مثل حسن شاكوش،وقبل أن نجهز أغنية مليونير كنت أشغل أغنيةmoney للفنان محمد رمضان في الكواليس وبعد ذلك حسن أبوالروس الذي قدم دور زيزو رشح لي فرقة المدفعجية.. واشترك كل من نيللي وآسر معهم في الأغنية،وأرى أن الأغنية جزء من نجاح المسلسل. -وماذا عن الڨيديو كليب المقدم للأغنية؟ حسن أبوالروس هو الذي أخرج الأغنية وقام بتصويرها في كواليس المسلسل. -وهل هناك عمل تحضرين له في السينما؟ قبل مسلسل«ب100 وش» وقّعت على عقد فيلم وأبدأ العمل قريبا هو رواية لنجيب محفوظ بعنوان«تحت المظلة».. السيناريو سيكون للكاتبة مريم نعوم وإنتاج كريم أبوذكري ابن عمي وسبق له إنتاج مسلسل «الوصية». - ما سر عشقك لتحويل الروايات إلى أعمال درامية؟ مجرد مصادفة،لكن عندما أجد رواية قوية لكاتب كبير، أسعى إلى تحويلها إلى عمل درامي،فليس كل الجمهور يقرأ،كيف نجعل أم محمد وأم جرجس وأم علي يقرأن رواية؟لن يتأتى ذلك إلا بتحويل الرواية إلى عمل فني.
