أحمد عبدالتواب ينبغى التجهيز لاحتفال يليق بالإنجاز التاريخى بالقضاء على العشوائيات الخطرة، الذى هو خطوة عملاقة فى مشروع ضخم واعد يستهدف القضاء على كل العشوائيات الأخرى غير المخططة. وأما أول ما يلوح فى المقارَنة فهو أن حياة المواطنين فى بيئتهم الجديدة، قد تغيرت طفرياً، من ظروف كانت هى الجحيم بعينه، الذى يمتهن كرامتهم ويسىء إلى صورة مصر، إلى أن صارت إلى ما لم يقدر أحد على تخيله، مع الأخذ فى الاعتبار أن كل هذا قد تحقق فى نحو 6 سنوات فقط! وأما هواة الكذب والتشويه فلعل الردّ عليهم بالأرقام يجعلهم يدركون بؤس حملاتهم العدوانية، فقد أنفقت مصر على تطوير العشوائيات فى المدة من 2008 إلى 2014 مبلغ 652 مليون جنيه فقط، وأما فى المدة من 2014 حتى 2020، وهى أيضاً 6 سنوات، فقد قفزت الميزانية إلى 38 مليار جنيه، أى ما يساوى 30 ضعفا ما أنفق فى المدة السابقة. وهى أرقام لها مغزى يشير إليه المهندس خالد صِدِّيق، رئيس صندوق تطوير المناطق العشوائية، الذى يقوم بجهود مُقدَّرة، لا تتوقف عند عمليات البناء الجبارة وتوفيرها لمستحقيها، وإنما أيضاً فى توصيل حجم الإنجاز للرأى العام المهموم بمشكلة العشوائيات والطامِح فى القضاء عليها. ومن المعلومات المهمة، التى أعلنها المهندس صِدِّيق، أن هذه التجربة هى أكبر نموذج على مستوى العالم، حتى إن منتدى أبو ظبى الدولى لتطوير العشوائيات، طرح خطط بعض الدول الخمسية، وتبين للمشاركين أن بعض هذه الخطط تساوى مشروعاً مصرياً واحداً. وقال إن التجربة المصرية صارت نموذجاً يُحتذَى من دول كثيرة، حتى أن البنك الدولى أصبح يشترط على الدول الراغبة فى منح وقروض، أن يستلهموا التجربة المصرية، وقد استضافت مصر بالفعل وفوداً من باكستان وكينيا. ومن المعلومات الجميلة، التى تؤكد الإمكانات الهائلة للنقلة الحضارية، أن أعضاء النوادى المخصصة لأبناء مشروع الأسمرات، حصلوا على 19 ميدالية ذهبية فى بطولة الكونغ فو، وعلى 72 ميدالية على مستوى القاهرة، وهى الميداليات التى كانت سابقاً حِكراً على نوادٍ أخري.