يشعر ناوبوسانتشو بفرحة لا توصف عند عبوره لجبال كونلون والعودة إلى "تانغ قولا" ورؤية الأراضي العشبية المألوفة أمامه. وقبل 16 عامًا، انتقل هو وعائلته من بلدة "تانغ قولا" الجبلية في مقاطعة تشينغهاي إلى قرية تشانغ جيانغ يوان (منبع نهر اليانغتسى) في الضواحي الجنوبية لمدينة كرمو. تُعرف منطقة سان جيانغ يوان "منبع الأنهار الرئيسية الثلاثة الكبرى في الصين" باسم "خزان المياه الصيني". منذ تنفيذ العمل التجريبي لنظام حديقة سان جيانغ يوان الوطنية، احترمت هذه الأخيرة دائمًا طبيعة المراعي الموجودة بها وعملت بجد لإنشاء مواقع إدارة وحماية إيكولوجية لفائدة الصالح العام، وقد سجل ناوبوسانتشو للحصول على وظيفة في هذه الإدارة، وبالفعل تم قبوله وصار موظفًا بيئيًا. من واجبنا حماية "تانغ قولا" وذلك للحفاظ على هذه المراعي لأبنائنا، إنها مسئوليتنا ولا يجب التخلي عنها." بعد مغادرة مسقط رأسه لأكثر من عشر سنوات، أسس ناوبوسانغتشو بالفعل موطئ قدم في المدينة وعاش في منزل واسع ومشرق واشترى سيارة، لكن ما إن سمع بمنصب المسؤول البيئي، لم يتردد ولو للحظة في تسجيل اسمه. تغيير الهوية والتدريب الأولي، قامت حديقة سان جيانغ يوان الوطنية بتدريب المعلمين التبتيين والصينيين ثنائيي اللغة بشكل خاص على الإدارة البيئية وموظفي الحماية ونفذت تدريبات لتحسين مستوى الإدارة ومستوى هؤلاء الموظفين. بعد الانتهاء من التدريب مثل تحديد الحيوانات البرية النادرة وتعلم استخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء، يعود ناوبوسنغتشو إلى مراعي "تانغ قولا" مرة واحدة في الشهر، حيث يتحمل مسئولية القيام بدوريات في المنطقة لمدة أسبوع تقريبا في كل مرة، ومراقبة قدرة استيعاب الأراضي العشبية والإشراف على تنفيذ التوازن بين نمو العشب والماشية، ووقف السلوكيات التي تلحق الضرر بالبيئة، وعدّ الحيوانات ومجموع فصيلة النباتات البرية، وقام بتعميم القوانين واللوائح والسياسات. وقال: "الآن تتحسن بيئة الأراضي العشبية بشكل أفضل، لذلك يجب علينا حمايتها بعناية لمنع تعرضها للأذى مرة أخرى". في السنوات الأخيرة، أولت الصين أهمية كبيرة لحماية البيئة في منطقة سان جيانغ يوان، وتم تحسين بيئة الأراضي العشبية بشكل مستمر. منذ عام 2005، بدأت الصين على التوالي المرحلتين الأولى والثانية من مشروع حماية بيئة سان جيانغ يوان، ونفذت بشكل شامل مشاريع التحكم مثل مكافحة التصحر وإعادة الرعي إلى الأراضي العشبية ونقل المهاجرين إلى غير ذلك من المشاريع، وقد كانت النتائج الجيدة بارزة للعيان. بعد 5 سنوات من المشاريع التجريبية، تم كبح التدهور العام للمراعي في سان جيانغ يوان بشكل فعال؛ حيث زاد معدل الحفاظ على نسبة المياه السنوية بأكثر من 6%، وزاد الغطاء العشبي والتنوع النباتي بنسبة 11% و30%على التوالي على مدى 10 سنوات. وزادت كمية الموارد المائية تقريبا 8 مليارات متر مكعب أي ما يعادل 560 بحيرة شيهو "البحيرةالغربية" في مدينة هانتشو. في الوقت الحاضر، هناك 17211 موظفًا بيئيًا لإدارة حديقة سان جيانغ يوان الوطنية من حاملي الشهادات المختصة، بالإضافة إلى ذلك تم إنشاء إدارة للبلديات ومحطات الحماية، وفرق الإدارة والحماية على مستوى القرى. يستفيد الرعاة من التحسن البيئي أيضًا، وفقا للتقارير، فإن أموال الدعم البيئي مُوّلت من قبل المقاطعة حيث تبلغ أموال الدعم السنوي 372 مليون يوان وأصبح ومتوسط دخل الأسرة السنوي 21600 يوان. قال خه وانشنغ، مدير إدارة حديقة سان جيانغ يوان الوطنية، إن "آلية الإدارة البيئية وموظفي الحماية قد حشدت بشكل فعال حماس الرعاة للمشاركة في بناء الحدائق الوطنية كما عززت بشكل فعال أعمال التخفيف من حدة الفقر". (صحيفة الشعب اليومية الصينية) 25 سبتمبر 2016 الحمير البرية التبتية في حديقة سان جيانغ يوان الوطنية بمقاطعة تشينغهاي وهي تبحث عن ال مناظر طبيعية خلابة لحديقة سان جيانغ يوان الوطنية مع سماء زرقاء ومناطق خضراء وبحيرات صافية.