سجلت الولاياتالمتحدة رقمًا قياسيًا جديدًا في مواجهتها لوباء كوفيد -19 تمثل بوجود أكثر من مئة ألف مريض في مستشفيات البلاد، لكن على الجبهة الطبية سجل تقدمًا إذ يتوقع أن تبدأ حملات التلقيح اعتبارًا من الأسبوع المقبل في بريطانيا وروسيا. وهي المرة الأولى التي يسجل فيها هذا العدد من المرضى في مستشفيات الولاياتالمتحدة الدولة الأكثر تضررًا جراء الجائحة بالأرقام المطلقة: أكثر من 273 ألف وفاة من أصل حوالى 1,5 مليون في العالم.
وسجلت في البلاد أيضًا الأربعاء أكثر من 2700 وفاة جديدة ب كوفيد -19 وهو عدد يومي لم تشهده منذ أبريل حسب جامعة جونز هوبكنز. وبلغ عدد الإصابات الجديدة 195 ألفا و121 في يوم واحد.
وستكون أزمة كوفيد -19 اعتبارًا من الخميس محور اجتماع خاص في الأممالمتحدة سيقوم خلاله مسئولون مثل إيمانويل ماكرون وانجيلا ميركل وبوريس جونسون وناريندرا مودي بمداخلات عبر الإنترنت. لكن سيغيب عنه قادة دول كبيرة من بينهم دونالد ترامب وشي جينبينج وفلاديمير بوتين وجايير بولسونارو.
على الجانب الآخر من الأطلسي، باتت الحكومة البريطانية الأولى في العالم التي ترخص لاستخدام اللقاح الأمريكي الألماني فايزر/بايونتيك الذي يحترم "معايير نوعية وفاعلية صارمة" وسيكون متوافرًا اعتبارًا من الأسبوع المقبل في البلد الذي سجل أكبر عدد وفيات في أوروبا، بلغ أكثر من ستين ألفا.
وأكد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أن السرعة البريطانية في اعتماد اللقاح كانت بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي غادرته لندن في 31 يناير والذي يتحرك "بشكل أبطأ قليلا" في هذا المجال على قوله.
بعد ساعات على الإعلان البريطاني، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء تلقيح الروس "على نطاق واسع اعتبارا من نهاية الأسبوع المقبل". وبات اللقاح سبوتنيك- في الذي طوره مركز غاماليا للأبحاث في موسكو في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية بمشاركة أربعين الف متطوع.
ويؤكد منتجوه أنه فعال بنسبة 95 بالمئة مثل لقاح فايزر/بايونتيك.
في الولاياتالمتحدة، تقدمت "موديرنا" بطلب ترخيص من الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير الاثنين وقد سبقتها إلى ذلك فايزر/بايونتيك.
ومع هذين اللقاحين، تتوقع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التمكن من تلقيح مئة مليون شخص في الولاياتالمتحدة بحلول نهاية فبراير.
لكن بعض المعالجين لا يزالون حذرين من اللقاحات الجديدة التي يعتبرون أنه لم يتم اختبارها بشكل كاف.
وقالت يولاندا دودسون (55 عاما) الممرضة في مستشفى برونكس في نيويورك لوكالة فرانس برس "أعتقد أنني سأحصل على اللقاح لاحقا". وأضافت أن "الدراسات المنشورة واعدة، لكن البيانات غير كافية".
ويبدو أن هذه التحفظات تنتشر على نطاق واسع بين نحو عشرين مليون من أفراد الطواقم الطبية في الولاياتالمتحدة، على حد قول الطبيب ماركوس بليسيا المسؤول الطبي لمنظمة مسؤولي الصحة للولايات الأمريكية.
وأوصت السلطات الصحية الأمريكية بخفض فترة الحجر إلى عشرة أيام للأشخاص الذين خالطوا مصابا ب كوفيد -19. وتأمل بذلك احتراما أفضل لقواعد الحجر في حين أن ارتفاع الإصابات منتظر بعد احتفالات عيد الشكر.
وسجلت في كاليفورنيا وحدها 20 ألف إصابة جديدة ب كوفيد -19 لتصبح بذلك الولاية الأمريكية التي شهدت أكبر عدد من الحالات في يوم واحد منذ بداية الأزمة على ما أفاد " كوفيد تراكينغ بروجيكت" لتعقب الإصابات.
وفي فرنسا حيث توفي الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان مساء الأربعاء ب كوفيد -19عن 94 عاما، يكشف رئيس الوزراء جان كاستيكس الخميس استراتيجية الحكومة بشأن اللقاحات وهي خطوة حاسمة لتتجنب السلطة التنفيذية الفشل في مكافحة الوباء.
وأكد كاستيكس الاربعاء انه "أمر مسبقًا بعدد من اللقاحات يكفي لتطعيم مئة مليون شخص".
في المقابل بدأت وتيرة الإصابات تتراجع في أوروبا حيث باشرت بعض الدول تخفيف القيود.
ففي باريس، سيعاد فتح برج إيفل أمام الزوار في 16 كانون الأول/ديسمبر لكن دورة 2021 لمهرجان نيس في جنوب شرق فرنسا، ألغيت.
وأنهت إنجلترا الأربعاء مرحلة إغلاق ثانية استمرت أربعة أسابيع لتعتمد حتى شباط/فبراير نظام إنذار على ثلاثة مستويات مع فرض تدابير محلية وفقا لخطورة انتشار الوباء فيها. ومن بين القيود التي خففت في عموم إنجلترا إعادة فتح المتاجر غير الأساسية.
في الجمهورية التشيكية أعيد افتتاح المتاجر والمطاعم والمتاحف في جميع أنحاء البلاد الخميس.
لكن الحكومة الإيطالية اعتمدت مرسوم قانون يشدد شروط السفر داخل البلاد لاحتفالات نهاية العام في إطار إجراءاتها لمكافحة الوباء. وسيتم حظر التنقل بين المناطق الإيطالية بين 21 ديسمبر والسادس من يناير، إلا لأسباب صحية أو تتعلق بالعمل.
من جهتها، أعلنت اليونان الخميس تمديد إجراءات الحجر في البلاد لمدة أسبوع حتى 14 ديسمبر بسبب استمرار ارتفاع عدد الإصابات.
وكذلك في ستوكهولم، أعلن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين الخميس أنه سيتم إغلاق المدارس الثانوية السويدية لمدة شهر وسيتم التدريس عن بعد مع وصول الموجة الثانية من الوباء إلى أعلى مستوياتها في الدولة الاسكندنافية.
أوضح رئيس الحكومة السويدية "إننا نفعل ذلك للحد من العدوى" موضحا أن الإجراء سيطبق اعتبارا من الاثنين وحتى بداية العام الدراسي في السادس من يناير.
وأسفر الوباء عن وفاة نحو 1,5 مليون شخص في العالم وإصابة أكثر من 64,5 مليون تقريبا منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهوره أواخر ديسمبر، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس الأربعاء.
وقد تجاوز عدد المصابين ب كوفيد -19 في إيران الخميس عتبة المليون وفق الأرقام الرسمية، في حين تنظر الحكومة في تخفيف القيود المفروضة في مناطق عدة بالبلاد لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وسجلت في إيران 13922 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى مليون وثلاثة آلاف و494 إصابة، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري عبر التلفزيون الحكومي.