فى جائزة نوبل تطل كل عام أسماء من النساء حتى إن أربع عالمات فزن هذا العام بالجائزة ولعل هذا يذكرنا بعالمة مصر سميرة موسى ولو أنها عاشت لحصلت عليها.. أعلنت منذ أيام جوائز نوبل العالمية والملاحظة الجديرة بالاهتمام فى جوائز هذا العام هى فوز أربع سيدات فى مجالات علمية..فقد فازت الأمريكية جيتز بجائزة نوبل فى الفيزياء لمساهمتها فى اكتشاف ثقب أسود فائق الكتلة فى مجرتنا وفازت الفرنسية شاربنيه والأمريكية داودنا فى الكيمياء لتطوير طرق التحرر الجينى بالإضافة إلى الأمريكية لويز جلوك فى الأدب. وهذا يدعونا إلى مراجعة التخصصات فى مجالات التعليم الجامعى الذى ترهل من سطوة الأقسام النظرية التى تلقى قبولاً من الفتيات ففى أحد أسفارى إلى الأقاليم بالقطار دهشت من وجود أعداد هائلة من الطالبات علمت بعد ذلك أنهن طالبات فى إحدى الجامعات التى فتحت أقساماً جديدة فى العلوم الإنسانية والاجتماعية وهى الأقسام المكتظة أصلاً بتلك التخصصات وتعجبت لماذا عدنا القهقرى فقد كتب التاريخ بحروف من نور نبوغ الفتاة المصرية سميرة موسى المولودة فى قرية سنبو الكبرى مركز زفتى بالغربية والتى انتقل بها والدها إلى القاهرة وأعادت صياغة كتاب الجبر الحكومى فى الصف الأول الثانوى ولما أبدت رغبتها فى الانتقال إلى مدرسة يتوافر بها معمل كيميائى اشترت لها ناظرة مدرسة نبوية موسى معملا خاصا ثم التحقت بكلية العلوم وعينت معيدة بدعم من الدكتور مصطفى مشرفة رغم احتجاج الأساتذة الأجانب وكانت تأمل أن تسخر الذرة فى المجال الطبى لخير الإنسان ليكون علاج السرطان بالذرة متاحاً مثل الأسبرين وساهمت فى تأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر من قيام دولة إسرائيل(1948) وسافرت إلى إنجلترا ثم أمريكا عام 1952 وتوصلت إلى إمكانية تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس إلى ذرات عن طريق التوصيل الحرارى للغازات ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون رخيصة التكلفة فى متناول الجميع. وتلقت عرضاً للبقاء هناك لكنها رفضت وقبل عودتها تلقت دعوة لزيارة معمل نووى فى ضواحى كاليفورنيا وفى الطريق المرتفع الوعر ظهرت فجأة سيارة نقل ضخمة هوت بسيارتها فى واد عميق. وجدان أحمد عزمى - المحامي نقلا عن صحيفة الأهرام
