أصدر التيار الشعبى المصرى، بيانه التأسيسى اليوم الخميس، رافعًا شعار "معا تأسيس التيار الشعبى المصرى كإطار يعبر عن كتلة وطنية شعبية ثورية مدنية، وتنظيم لقوى المجتمع يقدم طريقا وطنيا جديدا للمصريين ويتجنب الاستقطاب الحاد المهدد للوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعى ويرفض خيارات الاستبداد تحت أى مسمى". وقال البيان: "التيار الشعبى المصرى وهو يولد الآن لا يأتى من فراغ، فقاعدته الشعبية حاضرة عبرت عن نفسها عبر عدة مراحل وجسدتها نتائج إنتخابات الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ودوره هو بلورة تنظيم معبر عن هذه القوى الشعبية بهدف تمكين الثورة من الوصول للسلطة، وإعادة التوازن للقوى الحية التى صنعت ملحمة 25 يناير المجيدة". وأوضح البيان التأسيسى أن التيار الشعبى المصرى، الذى يسعى لتجسيد أهداف ثورة 25 يناير وتطلعاتها ينحاز لجوهر اختياراتها الاقتصادية والاجتماعية، ويرفض هيمنة أو انفراد طرف بمستقبل الثورة، ويؤكد إيمانه بدور الدين والقيم الروحية، ويقدم فهما واعيا مستنيرا معتدلا للدين الذى يدعو للحرية والعدل والمساواة والتقدم والمحبة، ويرفض التمييز بين البشر على أساس المعتقد أو الجنس أو اللون، كما يرفض احتكار أى طرف للحديث باسم الدين كما يؤمن بدور القوات المسلحة فى الدفاع عن الوطن واستقلال أراضيه، وحماية أمنه الوطنى والقومى، ويرفض أى اقحام للجيش فى الشئون السياسية والحزبية. وأكد أن التيار يرى أن التقدم تصنعه نظرة متكاملة إلى مراحل التاريخ، للاستفادة من إنجازات ودروس ثوراته العظيمة فى تاريخه الحديث، منذ ثورة القاهرة الكبرى، مرورا بوقفة أحمد عرابى طلبا للمساواة والحرية، وثورة 1919 التى نادت بالدستور والجلاء، وثورة 23 يوليو وقد حققت العدل الاجتماعى والاستقلال الوطنى وتطلعت إلى الوحدة العربية، وصولا إلى ثورة 25 يناير وأهدافها فى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، كشعارات تمثل جوهر نظام جديد يحقق نهضة شاملة تضع مصر فى مكانها الطبيعى بين الدول المتقدمة فى المدى المنظور. وشمل البيان أربعة محاور رئيسية يرتكز عليها فى سياسته وبرنامجه، الأولى عبر نظام سياسى ديمقراطى فى إطار دولة وطنية مدنية ديمقراطية حديثة، تجسد مبدأ السيادة للشعب وأنه مصدر كل السلطات؛ يقوم على دستور جديد يصون الحريات العامة، ويحقق الفصل بين السلطات، ويعيد بناء مؤسسات الدولة، ويحفظ استقلال القضاء وحرية الإعلام والصحافة والإبداع والتفكير والعقيدة، ويساوى بين المواطنين فى الحقوق والواجبات، ويقيم دولة القانون والمؤسسات. الثانية تحقيق عدالة اجتماعية تقوم على تحول اجتماعى جذرى، أساسه مشروع للتنمية الشاملة المستقلة، تضمن تكافؤ الفرص وكفاية الانتاج وعدالة التوزيع، وتحافظ على الثروة الوطنية من التبديد والنهب، وتضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمصريين فى الغذاء والمسكن والرعاية الصحية والتعليم والعمل والأجر العادل والتأمين الشامل والبيئة النظيفة. المحور الثالث تضمن العيش بكرامة إنسانية يحميها استقلال وطنى يستعيد مكانة مصر ودورها القائد لأمتها العربية والرائد لقارتها الإفريقية، وتعود كما كانت منارة لعالمها الإسلامى، وتبنى كتلة دولية جديدة تتصدى للعولمة المتوحشة ومشروعات الهيمنة، وتدعم خيار المقاومة المشروعة ضد الاحتلال فى فلسطين والعراق وغيرهما، وتؤمن بالقيم الإنسانية النبيلة، وتنحاز لها فى بناء نظام دولى جديد. ولفت البيان إلى سعى التيار الشعبى المصرى لأن يكون تنظيما شعبيا واسعا فى كل ربوع مصر، يقوده جيل جديد شاب منفتح على العصر متطلع إلى المستقبل، تيار قادر على أن يوازى ويجمع فى مهامه بين استكمال النضال الديمقراطى وتحسين شروطه وقواعده ليقدم كوادره فى الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية، واستكمال الثورة وأهدافها بالقدرة على استمرار الحشد الشعبى والجماهيرى لمواجهة أى تغول للسلطة على حريات المجتمع أو إهدار لحقوق المواطن، والانخراط فى عمل تنموى واجتماعى جاد يسهم فى نهضة الوطن عبر بناء مؤسسات اقتصادية وأهلية تشتبك مع كل قضايا المواطن وهمومه اليومية وتقديم نموذج لمشروعات وخدمات تربط التيار بأوسع قطاعات من المجتمع. يأتى ذلك البيان بعد انتهاء الاجتماع الأول لمجلس أمناء التيار الشعبى المصرى مساء أمس الأربعاء، استعدادًا لتدشينه يوم الجمعة 21 سبتمبر الجارى بميدان عابدين.