اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بانتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، وبفترة ولاية ثانية، يصب في مصلحة إسرائيل ومستقبلها، نظرا لحرصه الشديد على اتخاذ خطوات ملموسة من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل. ولفتت الصحيفة الأمريكية، في سياق مقال نشرته اليوم الأربعاء، وأوردته على موقعها الإلكتروني، الانتباه إلى أن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومني كان قد اتهم أوباما في سياق حملته بأنه "ألقى بإسرائيل تحت عجلات الحافلة وتخلى عنها"، بالرغم من أن أوباما وصف التزامه تجاه إسرائيل بأنه "غير قابل للجدال". وأوضحت الصحيفة، أن أوباما عمل على توفير التمويل الكامل والمساعدة التقنية لدعم برنامج القبة الحديدية للدفاع الجوي الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذا النظام مخصص لصد الصواريخ قصيرة المدى ويعد من أفضل أنظمة الحماية لإسرائيل من الصواريخ القصيرة والطويلة المدى التي تستهدفها، الأمر الذي أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقديره الشديد له. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن مسئولين إسرائيليين شددوا على أن العلاقات الاستراتيجية الأمريكية-الإسرائيلية لم تكن أبدا بمثل هذه القوة قبل عهد الرئيس أوباما. وذكرت الصحيفة أن عهد أوباما شهد العديد من الأحداث التي كانت ولا تزال تصب في مصلحة إسرائيل، ومنها عندما أقنع أوباما كلا من روسيا والصين بتأييد فرض عقوبات قاسية على إيران، فضلا عن حظر التأمين الأوروبي على شحنات النفط الخام الإيرانية، وهي العقوبات التي وصفها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنها العقوبات الأشد صرامة من أي وقت مضى على بلاده. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقريرها، أن إسرائيل من ناحية الأمن هى أضعف من الولاياتالمتحدة، بالنظر إلى الفروق في القدرات الجغرافية والعسكرية، فإيران لا تهدد بتدمير الولاياتالمتحدة، ولكن تهديدتها بشأن تدمير إسرائيل يجب أن تؤخذ على محمل الجد، إلا أن أوباما أكد لنتنياهو أن واشنطن ستدعم دائما تل أبيب. وأشارت إلى أن الرئيس أوباما وقف بصلابة ضد الجهود الرامية إلى نزع الشرعية عن إسرائيل في المحافل الدولية، حيث حال دون نجاح محاولات السلطة الفلسطينية لتجاوز المفاوضات وتحقيق اعتراف الأممالمتحدة بفلسطين كدولة عضو في خطوة من شأنها أن تفتح الطريق أمام جهود أعداء إسرائيل لمعاقبة وتجريم سياساتها. وأضافت "نيويورك تايمز"، أن دعم واشنطن لتل أبيب بات واضحا أيضا عندما رفضت إدارة أوباما قرار مجلس الأمن بشأن المستوطنات الإسرائيلية، وهو القرار الذي يعكس موقف أوباما وكل إدارة أمريكية منذ الحرب العربية- الإسرائيلية عام 1967 . واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها مشددة على ضرورة أن يزور أوباما إسرائيل، خاصة بعد خطابه عام 2009 في القاهرة، الذي وجهه إلى العالم العربي، مشيرة إلى أنه في مقدرته أن يقوم بالمزيد من الخطوات لتهدئة المخاوف الإسرائيلية من إمكانية وجود رئيس أمريكي قد يتخذ نهجا مختلفا تجاه منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، وبصفة خاصة تجاه إسرائيل، معتبرة أن أوباما لن يكون مثل هذا الرئيس.