كثيرمن الأمهات المرضعات قد لا يعلمن الكثير عن الطرق المثالية فى تقديم غذاء أطفالهن، منهن من تبدأ مبكرا فى تقديم الوجبات إليهم، وأخريات قد يتأخرن كثيرا، وهناك من تتفنن فى تقديم كل الأطعمة لطفلها دون أن تدرك ما المفيد والضار وما هى الأطعمة المناسبة لعمر أطفالهن. تقول المتخصصة فى التغذية العلاجية الدكتورة نانسي أحمد، ل"بوابة الأهرام": ربما تعلم الكثيرات من المرضعات أن حليب الأم هو الغذاء الوحيد والأهم لتغذية أطفالهن، لكن الكثيرات ربما تبدأ قبل بلوغ أطفالهن عمر 4 أشهر فى تقديم أطعمة للطفل وبشكل عشوائي، والعجيب أنهن تقدمن كل الأصناف غير مدركات خطورة ذلك على قبول أو نفور الطفل من الطعام فى مراحل لاحقة، مشيرة إلى أهمية فهم الطرق المثالية فى طريقة نضج تناول الغذاء عند الأطفال، و مراحل تطور ما يسمى بالنظام الغذائي الذاتي لديهم. وأوضحت الدكتورة نانسي أن بعض الأمهات المرضعات تقدمن أطعمة لأطفالهن محظور تقديمها إليهم قبل بلوغهم عمر عام، مثل الحليب السائب، وبياض البيض، وعسل النحل، والشيكولاتة، والفراولة، مشيرة إلى أن تلك الأطعمة لا تناسب الرضع حتى بلوغهم عمر 10 أشهر على أقل تقدير. ونوهت أخصائية التغذية العلاجية إلى أن لكل عمر احتياجاته الغذائية، وأن تقديم تلك الاحتياجات بشكل آمن وصحي يضمن صحة جيدة للطفل، وأنه يجب على الأم عدم تقديم صنف جديد من الطعام فى فم طفلها قبل مرور 3 أيام على الأقل من إطعامه أحد الأصناف، وأن تقديم الطعام يجب أن يكون بشكل مدروس وتدريجي. وأشارت إلى أهمية اتباع الأمهات لعدة نصائح هامة، أولها تفادى المحظور من أطعمة قبل بلوغ أطفالهن 10 أو 12 شهرا، وثانيها هو معرفة الوجبات الصحية المناسبة لكل عمر من أعمار أطفالهن، موضحة أن الرضع من عمر يوم حتى نهاية الشهر الرابع لا يناسبهم سوى حليب الأم أو البديل المناسب حسب وصفة الطبيب فى حال تعذر ذلك، أما الرضع من بداية الشهر الخامس فيمكن إطعامهم الحبوب مثل الشوفان أو سيرلاك الأرز، والفواكه مثل التفاح المسلوق والموز والمشمش، وعصائر مخففة من البرتقال والجوافة، والقرع العسلي أو البطاطا والجزر، شرط تكون مطهية ومهروسة جيدا، وأن يتم ذلك بشكل تدريجي وعلى مراحل متعددة ليعتاد الطفل على كل صنف منهم على حده، والتمييز بين كل صنف منهم. وقالت: فى الشهور التالية وليكن من الشهر السابع مثلا يمكن إضافة الخضراوات المطهية جيدا جدا إلى القائمة السابقة، على أن تكون عبارة عن شوربة، مع مراعاة إضافة القليل جدا من الليمون، وليكن بواقع لا يزيد على 3 نقط فقط، مفضلة تعدد مكونات الشوربة من الخضروات مثل الكوسة والجزر والكرفس، كما يمكن تقديم مهلبية مكونة من الأرز المسلوق والمهروس جيدا، والمكرونة المهروسة، ويمكن تقديم الجبن القريش أو المطبوخ، مع مراعاة التدرج فى تقديم تلك الأطعمة. ولفتت إلى أن اللحوم البيضاء يمكن إدخالها إلى النظام الغذائي للأطفال من عمر 8 أشهر، على أن تكون عبارة عن قطعة صغيرة أو متوسطة حسب نمو الطفل واحتياجاته مع شوربة خضروات، ويتم هرسها جيدا، ليسهل على الطفل بلعها، موضحة أن الشهر التاسع يشهد التنوع بين الأصناف فى الوجبة الواحدة، حيث يمكن تقديم أكثر من صنف، مع قطع صغيرة ويسهل بلعها من اللحوم بكافة أنواعها وخاصة البيضاء مثل الدواجن والأسماك المسلوقة والمشوية. وأكدت الدكتورة نانسي أن براعم التذوق تتغير عند الأطفال كل أسبوعين تقريبا، لذا ينصح بعدم الاستسلام لما يرفضه الطفل من طعام، وأنه عندما يرفض أحد الأصناف يجب معاودة إدخال هذا الصنف مرة أخرى بعد مرور أسبوعين أو أكثر لعله يتناوله ويستفيد منه، محذرة من تقديم أطعمة جديدة للطفل وهو مريض، حيث إنه لن يشعر بمذاقها الصحيح، حيث إن براعم التذوق تتغير عنده مع المرض، لافتة إلى أهمية الحرص على إرضاع الأطفال بواقع لا يقل عن 4 مرات يوميا إلى جانب الوجبات، وذلك حتى بلوغ الطفل عمر عام كامل، مع مراعاة أن يكون ذلك فى مواعيد مناسبة، تسمح للطفل تناول وجباته الصحية إلى جانب رضاعته التى يحرص عليها.