حين تهبط في جزيرة سهيل بأسوان يستدعى ذهنك سريعا تلك الكلمات: «يانيل يا قاتل الظمأ والجوع.. يا نيل يا مبعد اللهيب، يا نيل يا سعادتنا الأبدية ونشوتنا الدائمة، وسر حياتنا». ففي جنوب الجزيرة، لوحة جرانتيتة تحكي بلغة شاعرية ماذا حدث حين أتي النهر أرض مصر في الأسرة الثالثة في عهد الملك زوسر منخفضاً. تذكر اللوحة، مشاعر المصري القديم أثناء انخفاض نهر النيل : «كان قلبي في ضيق مؤلم، لأن النيل لم يرتفع لسبع سنوات .. الحبوب لم تكن وفيرة، البذور جفت»، الأطفال كما عبرت اللوحة كانوا يصرخون، الشباب كانوا منهكين؛ قلوب كبار السنّ كانت حزينة وسيقانهم انحنت إلى الأرض، وأيديهم اختفت بعيداً .. المعابد أغلقت وقدس الأقداس غطّيت بالغبار.. باختصار، كلّ شيء في الوجود أصيب بشلل. كان علي الملك أن يتحرك لجلب الحياة للنهر، وتؤكد اللوحة أن الملك كان عليه التدقيق في الأرشيفات القديمة، ويحاول إيجاد أصول فيضان النيل، ثمّ يقدم الملك قرابين إلى الآلهة، حتي عادت الحياة لطبيعتها في أرض مصر. ويقول الأثري الدكتور راجح محمود ل «بوابة الأهرام» إنه يوجد ب جزيرة سهيل مئات النقوش التى تعود إلى كل عصور مصر القديمة، مؤكداً أن هذا النص الخالد، على اللوحة الصخرية، يحمل وصفاً لشكل الحياة في مصر حين ينخفض نهر النيل الذي يمثل معنى الحياة لمصر وكذلك الحضارة. جزيرة سهيل جزيرة سهيل