أكد الدكتور محمد يحيى دراز رئيس مركز بحوث الصحراء أن مصر معرّضة بنسبة كبيرة لأزمة التصحر، نتيجة للتغيرات المناخية التى طرأت مؤخرًا. وأوضح خلال حواره ل "بوابة الأهرام" أن هذا كان السبب الرئيسى وراء إدراج برنامج التصحر ضمن البرامج البحثية التى تستهدف تنمية المناطق الصحراوية ذات الموارد الصالحة للزراعة والتى يعمل المركز على تنفيذها نظرا لكونه نقطة الصلة مع مختلف الأجهزة المعنية بالدولة لمواجهة التصحر، فالمركز يقوم بدور حلقة الوصل بين عدد من الوزارات مثل البيئة والرى والتنمية الإقتصادية وهيئة حماية الأراضى الزراعية، وهو المنسق الوطنى للإتفاقية الدولية للحد من ظاهرة التصحر. وأضاف دراز أن فريق الباحثين بالمركز يعمل حاليًا على وضع خرائط للمناطق ذات الحساسية للتصحر . واستكمل دراز عرض المشروعات البحثية الخمس التى يقوم بها المركز، حيث تتضمن تنمية شبه جزيرة سيناء وهو المشروع ذات البعد القومى نظرا لحساسية الموقع، بالإضافة الى أهميته من الناحية الزراعية. فالجزيرة مؤهلة أن تستوعب نحو مليون و200 ألف نسمة ولكنها تستوعب الآن 400 ألف فقط. ويضيف، نحن نهتم بوسط سيناء أيضا لضعف الموار البشرية بها واحتياجها لإدارة حازمة للحفاظ على الموارد ومنع استنزافها. مشروع آخر هو برنامج الرئيس مبارك لاستصلاح مليون فدان من واقع 3.4 مليون فدان كما نصت خطة الدولة للإنتهاء من تنفيذ ذلك بحلول 2017. والهدف من هذا البرنامج هو الاستفادة من التجارب السابقة بإيجابياتها وسلبياتها فى استصلاح الأراضى. وبدأ العمل بالفعل بمشروعى وادى الصعايدة ووادى النقرة وشارفا على الانتهاء، كما بدأ العمل على مشروع ترعة السلام جنوب بحيرة المنزلة منذ بداية 2010. وأشار دراز الى وجود مؤشرات إيجابية لوجود مياه جوفية وموارد التربة الصالحة للزراعة فى شريط جنوب مصر، حيث يهدف العمل فى هذه المنطقة الى تحقيق التكامل مع السودان، والجزء الغربى منه جارى تنفيذ المشروعات به مثل توشكى وشرق العوينات. وأكد دراز أنه من أجل تنمية الظهير الصحراوى بدأ تطبيق إستراتيجية مشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى من أجل استيعاب 10 مليون نسمة. وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء أنه من الممكن إعتبار الصحراء الغربية من أكثر صحارى مصر ثراءً نظرًا لكونها الأكثر قدرة على الاستيعاب حيث يمكن أن تستوعب نحو 75% من الزيادة السكانية خلال السنوات المقبلة، وهذا يرجع إلى وجود خزان مائى ضخم (الخزان الحجرى النوبى) كما أنه لا يوجد بها تلوث. ويتميز ساحلها الشمالى بوجود موارد سياحية جيدة خاصة بها. وشدد دراز على ضرورة مواكبة التنمية مع إمكانيات الموارد المتاحة، لأن التنمية المفرطة أكثر من حجم هذه الموارد يؤدى الى تدهورها واستغلالها بشكل سىء. وكل منطقة فى الصحراء لها مواردها الخاصة والتى يمكن استغلالها بنسبة معينة. وعلى سبيل المثال فإن جنوبسيناء فقيرة فى الموارد المائية ولكنها غنية فى الموارد السياحية. وتعليقا على أزمة مياه النيل، قال دراز " فى رأيى أنها أزمة مفتعلة ويجب أن نهتم بها ونفتح باب الحوار مع دول الجوار الإفريقى حتى نؤمّن إحتياجاتنا من المياه، إضافة الى ضرورة ترشيد استخدامنا من مياه النيل ونعظّم الاستفادة من هذا المورد لتأمين استخدامه فى المستقبل". وأضاف، يجب التركيز على أن المياه الجوفية إحتياطى استراتيجى لأن الخزان النوبى الذى يمثل نسبة كبيرة من مصدر المياه الجوفية غير متجدد، لذا يجب التعامل معه بحذر واستغلاله استغلال عالى القيمة لأن مياهه أعذب من مياه النيل وقيمة استخراجها عالية، حيث يمكن أن تصل تكلفة البئر الواحد الى 6 أو 7 آلاف مليون جنيه". وأكد دراز على استراتيجية مصر فى الزراعة التى تعتمد فى جزء منها على استغلال المناطق الصحراوية كإمتداد لدلتا وادى النيل من أجل زيادة نسبة المعمور المصرى مستقبليا من 5% الى 25%، وأن جزء من هذا التوسع سيكون من خلال بعض الأنشطة الزراعية والسياحية والصناعية.