حصدت 13 جائزة عالمية وترأست المؤسسة الدولية للتصميم بإيطاليا "سفيرة التصميم" تؤكد : لم أحلم يوما بأن أصبح مهندسة .. وتعلمت كثيرا من الصنايعية والعمال أكبر مشكلة واجهتني أن الرجال لا يقبلون أن ترأسهم سيدة أسست متحفاً يثبت أن الفراعنة أول من اكتشفوا الأمن المعلوماتي داليا السعدني مهندسة معمارية مصرية استطاعت أن تجد لنفسها مكانا عالمياً ، وهي اليوم في قائمة أشهر 100 مهندس معماري حول العالم ، حصلت علي ثلاث عشرة جائزة عالمية مما مكنها من دخول قائمة الأشهرعالميا في مجالي العمارة والتصميم، حيث احتلت المركز ال72 وقفز ترتيب مصر في التصميم والعمارة على مستوى العالم إلى المركز 25 بين 182 دولة ، ليس هذا فقط بل شغلت منصب رئيسة المؤسسة الدولية للتصميم في إيطاليا لتكون الأولي عربيا في الوصول لهذا المنصب الذي حصلت عليه بالانتخاب ، وأسست متحفاً نوعياً يثبت سراً جديداً من أسرار الفراعنة، مجلة " الشباب " تحاور المهندسة العالمية لتحكي قصة صعودها بعدما لقبت ب " سفيرة التصميم " .. كيف كانت بداية المشوار؟ لم تكن من طموحاتي دراسة الهندسة، بل لطالما أردت أن أكون إعلامية أو عالمة آثار، لكن القدر شاء أن أدرس العمارة الهندسية التى أتت بمحض الصدفة، ودائما ما أسرد هذه القصة لسبب أنه ليست دائما الأمور تسير فى حياتنا كما كنا نخطط لها ولذلك لا يجب ألا نحزن عندما تدفعنا الظروف للابتعاد عن طموحاتنا، فقد يكون ذلك هو الخير الذى لا نراه، ولو عاد بي الزمن لدرست نفس المجال الذى تحكم فى حياتى منذ أن كنت في السابعة عشرة من عمرى ، وقد تخرجت في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية وبعد ذلك أكملت دراستى فى إيطاليا، ثم عدت، وعملت فى إحدي شركات الاستثمار العقارى فى مصر و بعدها تعاونت مع شركات عالمية ثم سافرت لايطاليا و درست هناك و عملت مع شركات كبري في مجال التصميم العمارة هناك و لكنني عدت الي مصر و أسست شركتي الخاص و قررت العمل في مجال المقاولات إضافة للتصميم واجهتني بعض الصعوبات في البداية لكنني تجاوزتها فلم يتقبل بسهولة العمال و الصنايعية و حتي المهندسين الشباب الذين كانوا يعملون معي أن تكون رئيستهم سيدة ، فالعمل في المواقع و في مجال المقاولات شديد الصعوبة علي النساء و لكنني أثبت نفسي فيه و الحقيقة أنني تعلمت كثيرا ممن عملوا معي من صنايعية و عمال و دوما ما أؤكد علي الشباب أن الخبرة تعادل الدراسة و أحيانا تكون أهم لذلك فأنا أدين بالأفضل لكل من علمني شيء سواء أساتذتي في الجامعة والأساتذة في المهنة حصلت علي حوالي 13 جائزة في مجال التصميم و العمارة ، حدثينا عن الجائزة الذهبية التى حصلت عليها موخرا؟ حصلت على الجائزة الذهبية فى مسابقة A'Design Award الدولية في إيطاليا، عن أول متحف نوعي الداخل ضمن آخر مشاريعى الموجود بالجريك كامبس بالجامعة الأمريكية والذى يتناول الاكتشاف الأخير الذى قمت به حول سر جديد من أسرار القدماء المصريين، وإنهم أول من من أنشأوا فكرة الأمن المعلوماتي، وكل ما له علاقة بالعلم وحمايته، وتعتبر هذه المسابقة واحدة من أكبر وأهم الجوائز في مجال التصميم حيث يتنافس فيها عدد كبير من المصممين في أكثر من 105 مجالات في التصميم من مختلف أنحاء العالم و من أين جاءت لك فكرة هذا المشروع ؟ صدفة هي من أوحت لي بالفكرة عن طريق شركة خاصة بالأمن المعلوماتى كنت قد صممت لها دور كامل عن الحاضر وفازت بجائزة، وأرادت أن تقوم بعمل امتداد، وبدأت أعمل فكري واكتشفت الآلة الزمنية، وقررت العودة إلى الماضى و ماذا عن فكرة المتحف؟ المتحف قائم علي فكرة الأمن المعلوماتي والتى تعود إلى الفراعنة الذين كان لديهم استراتجيات حفظ المعلومة التى يتشدق بها الغرب حتى الآن، وفى الحقيقة هم لم يفعلوا شيئا، لكن المصريين القدماء كانوا أكثر حضارة متحفظة لاتحب أن تنشر علمها، بدليل أنه بعد 7000 مازلنا نفك الطلاسم قمت بعمل العديد من الأبحاث واطلعت على أقدم وأجدد الدراسات التي سعينا لتوثيقها في دراسة كبيرة باللغتين العربية والانجليزية من خلال مساعدات من عدد من علماء المصريات ساعدونى في بناء دور كامل عن أصل المعلومات وحمايتها في مصر، وكنا مبهورين بالاكتشافات التى توصلنا عليها، فأجدادنا كانوا أول من اكتشفوا أهمية حماية المعلومات وطرق حفظها ، ومن الدلالات التى ساعدتنى على بناء الفكرة أن المعابد الفرعونية كانت مقسمة طبقا لمكانة الشخص فى المجتمع، فالإنسان العادى يدخل المعبد حتى حدود معينة، ويستطيع أن يقرأ أي شىء على الحوائط وفقا لمكانته، أما الأمراء فكان لهم بوابات أخرى، حتى منطقة قدس الأقداس التى تحوى كل علم التحنيط والتى يستطيع الكاهن الأعظم دخولها، ومن عملي مع الشركات وجدت التشابه الحاد، واكتشفت أنها تمتلك نفس النظام ولكن عبارة عن أرقام سرية وفقا لدرجتك تستطيع أن تطلع على أمور الشركة، وصولا إلى رئيس الشركة الذى يستطيع أن يرى كل شىء وثانى اكتشاف كان الأختام المتواجدة منذ القدماء، وتدل على أن الشخص ذاته هو الذى رأى الوثيقة، وهو نفس مفهوم الرقم السرى الآن الذى نستخدمه على الكمبيوتر الرقمى ، و الأمر الثالث الآله تحتوت إله المعرفة الذى يحمل الروح فى رحلة الحساب، ويزن القلب من أجل الحكم بالجنة أوالنار، والإله حورس لحماية المعرفة، وبذلك أنتجت أول متحف نوعى فى العالم يثبت أن المعلومات التكنولوجية من اختراع الفراعنة، وليس من صنع الغرب. كلمينا عن الخطوط التي اخترتها في تصميم المتحف؟ رفضت استخدام الحجارة حتى لا يكون شكل المتحف تقليدياً، واستعنت بالرخام المصرى الرمادى، ووضعت جدارية للإله حورس إله الحماية، وبعض الجمل التى وجدت عنه فى الكتب، وحفرت هذه الجداريات بأيدي الشباب من مختلف أنواع المعادن ، وحاولت جمع كل الرموز الخاصة بالحماية، التى كانت لدى القدماء المصريين، بالإضافة إلى زهرة اللوتس وعين حورس رمز الإله أوزوريس، وعقدة إيزيس كلها كانت مفاتيح الحياة، وتشير إلى درجات العلم التى وصل إليها المصريون القدماء. 13 جائزة ومناصب عالمية و صنفت من أهم 100 مهندس عالميا ، بماذا تحلمين؟ أعشق العمارة منذ أن كنت طالبة في الجامعة عندما سألوني أي قسم تودين الالتحاق به قلت لهم أنا أعشق المعمار و كلما تحركت في أي شارع أحدق في مبانيه و أنزعج جدا عندما أري مبني في شكله أو لونه و أحلم أن ينتهي القبح المعماري من مصر ، وقتها قلت هذا الكلام بفطرتي و بعدها سنين أصبح قضيتي ، لازال لدي الكثير من الأحلام و المشاريع و الأفكار التي أتمني تحقيقها في مصر، وقدمت عدة مبادرات لتنمية شباب المهندسين و سعيت لتطوير أفكارهم ، نحن جزء من كيان هذه البلد و علينا جميعا أن نقدم شيئا لنضع مصر في المكانة التي تستحقها ، فخورة بما قدمته لأنه جعل الغرب يثق في المهندس المصري و لأنني وضعت مصر في تصنيفات عالمية خاصة بالتصميم و العمارة. (نقلا عن مجلة الشباب)