أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي أن مصر دولة كبيرة لها مكانتها علي المستوى الإقليمي والعالمي وموقف إستراتيجي ومبدأ ثابت في دعم ومساندة القضية الفلسطينية. وقالت عشراوي -فى حوار مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله اليوم الخميس - "إن مصر تدافع عن القضية الفلسطينية ككل.. ومن الخطأ ان تعتقد حماس أن القيادة المصرية الحالية ستقف بجانبها علي حساب أى فصيل فلسطيني آخر، مشيرا إلى أن ذلك يمثل سوء تقدير بالواقع من حماس، وأن مصر أكبر من ذلك". وأعربت عن ثقتها في الشعب المصري واختياره واستمرار مساندة القيادة المصرية للقضايا والأزمات الفلسطينية، داعية حركتي فتح وحماس إلى إنهاء الانقسام الذي يضعف القضية الفلسطينية داخليا وعربيا ودوليا وتستغله إسرائيل لتشويه الحق الفلسطيني والإضرار به. ولفتت عشراوي إلى أن المصالحة ليست تطابق في الأفكار والبرامج النظرية، وإنما يجب أن تقوم علي أساس نظام سياسي ديمقراطي للوصول إلي أطر ديمقراطية تحتكم للانتخابات وتقبل بالآخر وتحترم إرادة الشعب الفلسطيني واختياراته. وأضافت أن إسرائيل لم تعرف حدودها حتى الآن لتتمكن من تنفيذ مخططها التوسعي الاستيطاني، مؤكدة علي رفض تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، مشددة علي تصميم القيادة الفلسطينية وسعيها إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وأكدت عشراوي أن الهدف ليس وقف بناء المستوطنات علي الأراض الفلسطينية وتوسيعها، بل تفكيك هذه المستوطنات لكن تبين أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وعلي مدى 21 عاما استخدمت كغطاء لبناء مزيد من المستوطنات وتعزيز التواجد الإسرائيلي علي أراض الضفة الغربيةوالقدس وفرض أمر واقع غير قانوني. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي "إن أمريكا علي علاقة "استخدامية" مع اللجنة الرباعية، وكثيرا ما تكون هذه اللجنة خارج الصورة وتقوم بإجراءات شكليه لا تخدم العملية السلمية، ولا تسعي لفتح آفاق سياسية". وأكدت علي أهمية التوجه الفلسطيني للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة للحصول علي صفة دولة غير عضو حيث أن هذا يمثل إرادة سياسية تجاه استمرار الدعم الأمريكي الأعمي والمنحاز للكيان الغاصب، منوها إلى أن هذا التوجه يحميه ويكفله القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة. ولفتت عشراوي إلي استغلال أمريكا لقوتها وعلاقاتها في ممارسة ضغوط علي الدول الأوروبية حتى لا تتمكن فلسطين من ملاحقة الكيان الإسرائيلي قانونيا وأخلاقيا في المحاكم الدولية علي جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. وأشارت إلى أن إسرائيل تقوم مسبقا بتقويض أية محاولات فلسطينية للتوجه لمحكمة العدل الدولية مما جعلها دولة ذات حصانة فوق القانون، وهو ما دفعها لاستباحة كل الحقوق الفلسطينية وبناء المستوطنات وطرد الفلسطينيين من أراضيهم ومصادرتها في إطار خطة إسرائيلية مدروسة وممنهجة لتثبيت أمر واقع علي الأرض. وأضافت عشراوي أن الدول الأوروبية تعتبر تجمع إقليمى فاعل، معربة عن آملها في أن تتحول استثمارتها الاقتصادية في فلسطين إلي استثمار سياسي يترجم في صالح بناء دولة فلسطينية مستقلة، ويمثل رادعا للكيان الإسرائيلي الغاصب وانتهاكاته المستمرة، ويقف أمام محاولاته لمنع قيام الدولة الفلسطينية. وأكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي أنه من الخطأ جعل قضية اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قضية فلسطينية داخلية، وذلك من خلال التصريحات التي يطلقها أشخاص فلسطينيون ويلقون فيها بالتهم علي أخرين. وأوضحت أن المادة التي استخدمت في قتل عرفات وهي "البولونيوم المشع" غير متوافرة أو موجودة عند كثير من الدول ومنها فلسطين، كما أن الدافع لاغتياله والحافز إضافة إلي الامكانيات والقدرة هي أمور تؤكد تورط إسرائيل كفاعل أساسي في اغتيال عرفات، وهو ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون قبل ذلك. ووصفت عشراوى الأوضاع الحالية داخل فلسطين ب"غير المريحة" أو المستقرة وتمثل منعطفا خطيرا نتيجة إنغلاق الأفق السياسي والتعنت الإسرائيلي وصمت المجتمع الدولي عما يرتكبه هذا الكيان الغاصب من انتهاكات، الأمر الذي ينذر بتفجر الأوضاع أو تغيير الواقع وتصويب المسار السياسي. وأشارت إلي قيام إسرائيل بتشويه الخطاب الفلسطيني ومحاولتها القضاء علي جميع الحقوق الفلسطينية، داعية لزيادة المقاومة الشعبية والصمود وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وتفعيل وزيادة حركات التضامن والمقاطعة ومخاطبة العالم بخطاب سياسي واضح لمواجهة الكيان الإسرائيلي ومساءلته علي جرائمه وردعه. وطالبت عشراوي المجتمع والمنظمات الدولية بتحمل مسئولياتها وإلزام إسرائيل بإحترام وتنفيذ قراراتها السابقة، وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.