ما زالت أزمة انقطاع الكهرباء في مختلف المحافظات متواصلة وردود أفعالها متواصلة هي الأخرى، وإن تباينت من محافظة لأخرى، حسب مدة انقطاع الكهرباء التي تتراوح بين ساعة وساعات في محافظات أخرى. في محافظة القليوبية أطلق عدد من النشطاء حملة باسم "هتقطع الكهربا.. مش هدفعلك فاتورة"، اعتراضا على تكرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بقرى المحافظة. وتعاني محافظة القليوبية مثلها مثل محافظات أخرى عديدة من ضرر بالغ سببه انقطاع التيار تمثل في تلف بعض السلع والبضائع، إضافة إلى الحرارة الشديدة التى يحتاج خلالها المواطنون للكهرباء من أجل استخدام المراوح ووسائل التبريد والتهوية. وفي محافظة البحيرة اشتعل غضب المواطنين في مراكز كوم حمادة والدلنجات وأبوالمطامير حيث منع الأهالي مرور السيارات، وحاصروا إحدى محطات توزيع الكهرباء، وقذفوا العاملين فيها ب "الطوب"، احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة كل ليلة، وشركة الكهرباء لم تملك تجاه ذلك سوى إطلاق الوعود بإعادة التيار مرة أخرى. وفي أقصى الجنوب كانت مدينة إسنا هي الأكثر غضبا بين مدن محافظة الأقصر حيث قطع مئات من أهالي قرى ترعة ناصر وزرنيخ والنجوع بمدينة إسنا جميع الطرق السريعة جنوب المحافظة بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وكان التضرر الأكبر لأهالي مدينة إسنا هو توقف المخابز البلدية بسبب انقطاع التيار الكهربائي وما يترتب على ذلك من حدوث أزمة غذائية في المحافظة. وفي الأقصر، لم يجد أهالي العشرات من أهالي قرى "البعيرات" و"القبلي قامولا" بمدينة القرنة سبيلا للتعبير عن غضبهم من انقطاع التيار سوى التظاهر أمام شركة الكهرباء. وعلى بعد ما لا يزيد عن 60 كيلو مترا شمالا في محافظة قنا تجهمر عشرات المواطنين من أهالي قرى نقادة وأبو مناع بحري والصبريات بدشنا لحث الأهالي علي عدم توريد ثمن إيصال الكهرباء، احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائي في القرى لمدة 18 ساعة متصلة يوميًا بحجة تخفيف الأحمال كما قاموا بقطع الطريق الغربي السريع، فيما هدد المهندس محروس المسئول عن كهرباء قنا بفصل التيار عن من يمتنع عن دفع فاتورة الكهرباء للشركة. وأخيرا على حدود مصر الجنوبية في بلاد النوبة بأسوان قطع عشرات من أهالي قرية "الكاجوج" بمدينة كوم أمبو، شريط السكة الحديد عند مزلقان القرية؛ احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي. كما شهدت محافظة القاهرة انقطاع الكهرباء في عدة مناطق منها دار السلام وفي حلوان وبعض مناطق شرق القاهرة، وتسبب ذلك في أزمة في المياه بسبب مواتير المياه التي تعمل بالكهرباء. في الوقت نفسه تخشى الأجهزة الأمنية في مختلف المحافظات أن تمتد إليها موجة الاحتجاجات الخدمية في وقت لم يتخلصوا فيه من الاحتجاجات الفئوية، ولكن البعض يتوقع أنها قد تكون أشد وطأة في صيف أصبح يعني فيه انقطاع الكهرباء هو انقطاع الحياة الآدمية.