في واجهة القبة الخضراء أمام باب السلام المؤدي إلى الروضة الشريفة في "طيبة رسول الله" يقع على مساحة 1500 متر مربع متحف معرض القرآن الكريم الدائم في المدينةالمنورة بمحاذاة حرم المسجد النبوي. المعرض خطف أنظار "بوابة الأهرام" التي ما إن دخلته زائرا حتى شعرت أنه ليس مجرد معرض، وإنما متحف إسلامي عامر بكل الجنسيات المسلمة، والأكثر من ذلك هو حامل كتاب الله إلى قلوب الزائرين سفيرًا ومرشدًا يعرّف بتاريخ القرآن الكريم ومعانيه الصحيحة التي لا ريب فيها. عندما عرّفت "الأهرام" العريقة بنفسها رحّب بها جميع القائمين على المتحف القرآني، فاستقبلها مدير المعرض رجاء بن عايش الجهني، ومدير العلاقات العامة عبدالرحمن بن أحمد، اللذان أثنيا على دور "دنيا ودين" في التعريف بالمعرض وما يحويه. مدير معرض القرآن الكريم ومدير العلاقات العامة يتوسطها محرر "بوابة الأهرام"، أمام كسوة الكعبة مصرية ا وقال الجهني: افتتح الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، المعرض عام 2015 م – 1436 ه، الذي بُني تحت إشراف وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، بالتعاون مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية والجامعة الإسلامية والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وشركة سمايا القابضة، وجاءت فكرة إنشائه من أجل ترسيخ مفهوم ومعاني القرآن الكريم للزوار، باستخدام وسائل تقنية وتعليمية متطورة وحديثة، ومحتوى دقيق ومنظومة تكنولوجية واسعة وفق أسلوب العرض المتحفي، بالإضافة إلى دعوة الناس لتعلّم القرآن الكريم وتعليمه، وإبراز جوانب عظمة كتاب الله عز وجل، فضلاً عن معرفة تاريخ القرآن العظيم. وتابع مدير المعرض: أصبح هذا المعرض متحفًا عالميًا؛ حيث وصل عدد الزوار حتى الآن 5 ملايين و400 ألف زائر من مختلف الدول، وفي موسم الحج يستمر عمل المعرض من الفجر إلى منتصف الليل، حتى يواكب هذا العدد الكبير من الزوار المشتاقين للتعرف على تاريخ القرآن الكريم، كما يحوي المعرض مخطوطات نادرة، وكذلك كسوة الكعبة التي كانت تأتي من مصر الحبيبة، قبل 140 عامًا وهي موجودة في قاعة الاستقبال لتكون أول ما يراه الزائر، وهناك أيضًا خزانة أثرية للكتب عمرها 112 سنة مهداة من حرم توفيق باشا خديو مصر، ثم يدلف رواد المعرض إلى بقية القاعات التي تقارب ال12 قاعة تضم مقتنيات ثمينة، من أهمها مصحف أوقفته للمعرض سيدة باكستانية اسمها "نسيم أختر"، كتبته بالحياكة في 10 مجلدات في مدة 32 عامًا كل مجلد يحتوى على ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، مضيفًا أن الجولة بالمعرض تختتم بقاعة مجمع الملك فهد الذي يطبع سنويًا 18 مليون نسخة من القرآن الكريم توزَّع على المسلمين. أحد المرشدين بالمعرض يتحدث عن المصحف المخيط على يد الباكستانية نسيم أختر وأكد رجاء الجهني أن من عاش مع القرآن نال السعادة في الدنيا والآخرة، موضحًا أن كثيرًا من الزوار طلب أن ينقل هذا المعرض في أماكن أخرى، لذلك سيُدرس هذا الطلب لجعل المعرض متنقلًا في دول العالم المختلفة حتى يكون جسرًا للتعريف بكتاب الله العظيم وتاريخه المنير. لغة المعرض
اللغة العربية هي لغة المعرض الأساس، ونظرًا لكون زوار معرض القرآن الكريم والمدينةالمنورة ناطقين بلغات عدة، ورغبة في إيصال معلومات المعرض إليهم؛ تُرجم المحتوى إلى اللغة الإنجليزية، ويجري العمل على ترجمة محتوى المعرض إلى عدد من اللغات الأخرى. قاعات المعرض
1- قاعة الاستقبال: يتعرف الزائر في هذه القاعة على المعرض وقاعاته والتقنيات المستخدمة فيه، إضافة إلى إرشادات في طريقة التعامل مع المعلومات والمحتوى الخاص بالمعرض. 2- قاعة النبأ العظيم: تتحدث عن الكتب السماوية السابقة التي نزلت قبل القرآن الكريم، وحال الناس قبل نزوله، ثم تنتقل إلى تعريف القرآن الكريم، إضافة إلى بيان أسمائه، وكذلك تتحدث القاعة عن جوانب في عظمة القرآن الكريم، وكيف بُهر العرب به كما بُهر به الجن والملائكة، فأثّر بهم وقادهم ذلك إلى الإيمان به والتسليم له، كما سيشاهد الزائر لمحة سريعة عن فضائل آيات وسور القرآن الكريم، وجوانب من إعجازه. 3- قاعة تاريخ القرآن الكريم: يتعرف فيها الزائر على قصة نزول القرآن والوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحوال الناس حين انقطع الوحي، ثم قصة جمع القرآن وترتيبه حتى وصل إلينا في صورته الحالية، إضافة إلى جوانب من التدقيق والرقابة والمتابعة لضبط النص القرآني والمحافظة عليه من الخطأ أو التحريف. 4- قاعة الجهود التاريخية: تتوزع الجهود التاريخية للعناية بالقرآن الكريم على قاعتين تُبرِزان جهود المسلمين في العناية بكتاب الله تعالى من حيث الخط والرسم والزخرفة والتجليد وجمع المخطوطات الخاصة بالمصحف الشريف عبر القرون، فضلًا عن جهود المملكة العربية السعودية من خلال عدد من الجهات ومنها مكتبة الملك عبدالعزيز في المدينةالمنورة، التي تضم مجموعة نادرة من أنفس المخطوطات للمصحف الشريف، بالإضافة إلى مشاركة الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي في العناية بعدد من مخطوطات المصاحف النادرة المحفوظة لدى مكتبة المسجد النبوي. 5- قاعة ورتل القرآن ترتيلاً: يتعرف فيها الزائر على فضل تلاوة القرآن الكريم وآدابها، والطريقة النبوية في تعلم القرآن وتعليمه، كما سيتعرف على القراء العشرة ورواتهم. 6- قاعة التفسير والتدبر: يتعرف الزائر على نشأة تفسير القرآن الكريم، وأهم المفسرين من الصحابة والتابعين، والمراحل التي مر بها التفسير، وبعد التفسير تُعرّف القاعة زوار المعرض بمرحلة أخرى وهي تدبر القرآن الكريم، مبرزة معناه وأهميته والمحفزات على التدبر، مع عرض بعض النماذج التطبيقية لذلك، وفي ختام القاعة يشاهد الزائر جانباً تطبيقياً يعرض لملامح من طريقة عرض القرآن الكريم للتوحيد والإيمان بالله سبحانه وتعالى. 7- قاعة تقنيات في خدمة القرآن: تتيح هذه القاعة التقنيات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث يمكن لمن حرموا نعمة البصر أو السمع أو النطق أن يتعرفوا على عدد من التقنيات الخاصة بهم. وسوف تكون هذه التقنيات متاحة على أجهزة الحاسب الآلي إضافة إلى الأجهزة اللوحية وأجهزة الهواتف الذكية بحيث يستطيع الزائر نقلها إلى جهازه مباشرة عبر تقنية (Qr Code). 8- قاعة تربية الناشئة والأسرة على القرآن: يتعرف الزائر من خلالها على الجوانب التي تعمق صلته بالقرآن الكريم هو وأسرته، حيث يشاهد كيف يتربى على القرآن الكريم، بالحفظ والتعلم والتخلق بأخلاقه، كما سيستعرض نماذج للإنجاز والنبوغ في حفظ القرآن وتعلمه للعديد من المستويات ولجميع الأعمار. كما تضم القاعة جوانب تعين على تربية الناشئة والأسرة على القرآن الكريم، عبر المسابقات والأفكار والمحتوى الجذاب، الذي يُشعِل الرغبة في المنافسة والمسابقة في تعلم القرآن الكريم. 9- قاعة الجهود الحديثة للعناية بالقرآن الكريم: يتعرف الزائر في هذه القاعة على الجهود الحديثة في طباعة المصحف عبر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من خلال استعراض معلومات عنه، وطريقة عمله، إضافة إلى عرض أهم الإصدارات التي أصدرها، والندوات التي أقامها، كما سيشاهد الزائر فيلماً تليفزيونياً عن المجمع وآلية عمله. 10- قاعة الوداع: تختصر هذه القاعة جملة من النصائح والوصايا المتعلقة بالقرآن الكريم، والتي تتحدث عن ضرورة تعاهد القرآن الكريم، واستثمار الوقت في ذلك، ليستمر أثر الزيارة وتأثيرها. المرشدون
يقوم على الإرشاد في المعرض عدد من المرشدين ممن يحملون الشهادات العليا، الماجستير والدكتوراه المتخصصين في القرآن والعلوم الشرعية، والذين يجيدون عدداً من اللغات مثل: اللغة العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، والأردية، والإندونيسية، والتركية، والنيجيرية، والبنغالية والهوسا والكيرلا، والذين تلقوا دورات تدريبية في طرق التعامل مع الزوار بحيث يمكنهم مساعدتهم في توضيح بعض الجوانب التي قد تخفى عليهم، علاوة على الإجابة علن أسئلتهم واستفساراتهم حول طريقة التعامل مع المعرض أو محتواه أو تقنياته.