بدأت موريتانيا مساء أمس، السبت، عمليات فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أعلن الحزب الحاكم أن مرشحه يتجه للفوز بها بنتيجة ساحقة. والانتخابات هي الأولى في تاريخ البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960، التي يختار فيها الناخبون خليفة لرئيس منتخب ديمقراطيا. ومحمد ولد الغزواني، الجنرال ووزير الدفاع السابق، مرشح بقوة لخلافة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، الذي يترك منصبه بعد أن قضى فترتين رئاسيتين مدة كل منهما خمس سنوات، وهو الحد الأقصى لتولي الرئاسة. وحتى قبل إغلاق مراكز الاقتراع عقب الساعة السابعة مساء، قال المتحدث باسم الغزواني للصحفيين، إن وزير الدفاع السابق سيفوز بأغلبية صريحة تجنبه خوض جولة إعادة الشهر المقبل. وقال المتحدث سيدي ولد دومان "مرشحنا سيحقق فوزا كبيرا.. سيصلكم التأكيد خلال ساعات قليلة". وشكا مرشحون للمعارضة في وقت سابق من احتمال حدوث تزوير، مشيرين إلى غياب المراقبين الدوليين، وتولي شركة تربطها صلات بالحزب الحاكم مسئولية طباعة بطاقات الاقتراع. وقالت السلطات الانتخابية، إنه لم تكن هناك أي اعتبارات سياسية في ترسية عقد طباعة البطاقات. تركزت الحملة الانتخابية للغزواني على مواصلة التقدم الاقتصادي والأمني في عهد ولد عبدالعزيز. ويشهد اقتصاد البلاد نموا وسيتلقى دفعة عندما يبدأ حقل غاز بحري كبير الإنتاج في أوائل العقد المقبل. وبدأ السياح العودة لرحلات الصحراء في موريتانيا بعد العزوف عنها لسنوات بسبب سلسلة من عمليات الخطف في عام 2009. وفي السنوات الأخيرة، تجنبت موريتانيا هجمات الإسلاميين المتشددين المرتبطين بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، والتي أثرت بشدة على بلدان أخرى في منطقة الساحل بغرب إفريقيا مثل مالي المجاورة وبوركينا فاسو. وتشير وثائق لتنظيم القاعدة عثر عليها في مخبأ أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، إلى أن قادة التنظيم ناقشوا اتفاقا محتملا للسلام في العام السابق مع الحكومة الموريتانية يتضمن الإفراج عن سجناء ودفع مبالغ مالية. ونفت الحكومة الموريتانية وجود مثل هذا الاتفاق، وأرجعت نجاحها في منع هجمات المتشددين إلى عمل المخابرات وإعادة تأهيل المتشددين المسجونين. وقال الرئيس المنتهية ولايته للصحفيين أثناء الإدلاء بصوته "ينبغي أن يكون الأمن والاستقرار في البلاد أولوية عند اختيار الرئيس الذي تريدونه". وحاول مرشحو المعارضة، ومن بينهم ناشط بارز مناهض للعبودية، الاستفادة من حالة الاستياء وسط الشباب بسبب رواتبهم المتدنية وسوء الرعاية الصحية.