يطالب الأقباط في مصر بفصل كامل للدين عن الدولة، قبل أول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير التي أطاحت بنظام الحكم السابق، واشتكى الأقباط من التمييز في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لكن مخاوفهم قد تتفاقم إذا فاز مرشح إسلامي في انتخابات الرئاسة التي تجرى أولى جولاتها هذا الأسبوع. ويهيمن الإسلاميون الذين عانوا القمع طويلا على البرلمان بالفعل. ويقول مرشحون إسلاميون للرئاسة إن الأقباط الذين يمثلون نحو عشر سكان مصر البالغ عددهم 82مليون نسمة لن يهمشوا، لكن أقباطا متشككين يقولون إنهم لن يصوتوا لهم. وقال يسري ونيس الذي يملك متجرا للأدوات المكتبية في حي شيرا الذي يسكنه كثير من الأقباط في القاهرة "أنا ما أشجعش التيار الديني في السياسة خالص نهائي. إحنا عايزين نبني دولة مدنية ديمقراطية.. كل واحد يأخذ حقه فيها. دا اللي إحنا عايزينه. مش عايزين حد يجري على الثاني ولا حد يستحوذ على الثاني. إحنا عايزين دولة ديمقراطية كل واحد يأخذ حقه فيها". وقال مسئول كبير بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية إن هناك ستة ملايين قبطي بين 50مليون ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات التي ستجرى يومي في 23 و24 مايو. بينما تجرى جولة إعادة الشهر المقبل إذا لم يفز أي من المرشحين بنسبة تتجاوز الخمسين في المئة من الجولة الأولى. وإذا صوت المسيحيون ككتلة -وهو أمر ربما لا يحدث- فقد يساعدون في تغيير مسار السباق الانتخابي الذي لا يمكن التنبؤ بنتائجه، والذي يخوضه إسلاميون ورجال خدموا في عهد مبارك ضمن المرشحين الرئيسيين. ولم يحسم كثير من الناخبين أمرهم لكن كثيرا من الأقباط يؤيدون عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الذي كان قبل ذلك وزيرا للخارجية في عهد مبارك، ويخشى الأقباط أن يزيد انتخاب رئيس إسلامي من صعوبة حياتهم. وقالت قبطية تسكن أيضا حي شيرا وتدعى أوليفيا "أنا موافقة أنه ما ينفعش نخلط الدين بالدولة. احنا لازم نفصل الدين عن الدولة. الدولة دي لازم يكون لها حكم مدني الناس تحكم فيه بالطريقة اللي تناسب مصلحة الجميع. لكن الدين ما يتدخلش في الدولة". ولا يكتمل مؤتمر انتخابي دون توجيه نداء "لكل المصريين مسلمين ومسيحيين" لكن وضع المسيحيين ومسألة الشريعة الإسلامية من القضايا الساخنة في بلاد تناضل لتصوغ هويتها وتطلعاتها الجديدة. ويلقي الأقباط باللوم على إسلاميين متشددين، في سلسلة من الهجمات على الكنائس منذ الإطاحة بمبارك.وتتكرر أسباب الصراعات التي تندلع على العلاقات العاطفية بين شبان وفتيات مختلفين في الدين او بناء كنائس. واتهم إسلاميون في العام الماضي قساوسة في كنيسة بحي امبابة بالقاهرة باحتجازامرأة مسيحية اعتنقت الإسلام. واندلعت اشتباكات عنيفة إثر ذلك وأحرقت الكنيسة. وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد ترميمها. وبعد ورود انباء عن هجوم على كنيسة بجنوب مصر احتج أقباط في القاهرة أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون في ماسبيرو. وقتل زهاء 25 شخصا في اشتباكات بين مسيحيين ومجهولين وقوات الشرطة العسكرية. وأدت مثل هذه الأحداث إلى تأجيج غضب ومخاوف الأقباط الذين يقول كثيرون منهم إنهم سيتركون مصر إذا تولى الرئاسةمرشح إسلامى!