قال حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين إن محصول القصب بمصر يواجه مصيرا ضبابيا مع اتجاه السياسة العامة للدولة للتقليل من الزراعات شرهة استهلاك المياه التي من بينها القصب ووجود بديل مناسب لسد العجز من السكر المنتج الأساسي للقصب. وأضاف نقيب عام الفلاحين في بيان له ، أن محصول البنجر الأقل استهلاكا للمياه والذي تصلح زراعته في جميع الأراضي الرملية المستصلحة الجديدة ، ويحسن خواص التربة و يتحمل من 6000:4000 درجة في المليون ملوحة ويمكث في الأرض سبعة أشهر وسعره ثابت من ثلاث سنوات وهو 500 جنيه للطن يضاف إليه من 50 إلى 70 جنيها تسمي علاوات حسب درجة الحلاوة وتكلفة فدان البنجر تصل ل8 آلاف جنيه وينتج الفدان متوسط 17 طنا . ويستخرج من كل 10 أطنان بنجر حوالي 1.6 سكر أبيض خلاف القصب الذي ينتج كل 10 طن 1.2 طن سكر أبيض ويمكث عاما كاملا حتى حصاده ويجهد التربة ولا يصلح إلا في التربة الممتازة ولا يتحمل الملوحة ويستهلك الفدان حوالي 9 آلاف م3 مياه سنويا و يسبب تسعيره لغطا كل عام، فمع بداية كل موسم حصاد للقصب الذي يبدأ كل عام من أول شهر يناير، ويستمر حتى نهاية شهر مايو يبدأ المزارعون بالمطالبة بزيادة أسعار التوريد لتواكب الزيادات في ارتفاع تكلفة الزراعة. وأشار بأن مزارعي القصب يطالبون حاليا برفع أسعار توريد قصب السكر ل 1000جنيه للطن هذا العام بدلا من 720 جنيه سعر للطن للموسم الماضي وحتى بداية الموسم الحالي، موضحا أن البعض الآخر يخشون من أن تؤثر الزيادة المطلوبة في توريد القصب لزيادة أسعار السكر الذي يمثل منتجا استراتيجيا يدخل في العديد من الصناعات الهامة ومخاوف من التأثير السلبي على شركات إنتاج السكر عند تحملها زيادة أسعار توريد القصب مع تدني أسعار السكر عالميا ووجود اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوروبي وأخري مع أمريكا الجنوبية تسمح بالتبادل التجاري بدون جمارك ولذلك يستورد التجار كميات كبيرة من السكر من هذه الأسواق عند زيادة السعر محليا ولذلك، فمن المرجح عدم زيادة أسعار توريد القصب هذا العام نتيجة انخفاض أسعاره عالميا. وأضاف أبوصدام أنه وحتى الآن يصعب الاستغناء عن محصول القصب، فمصر تستورد حوالي مليون طن سكر سنويا. لسد العجز بين الإنتاج والاستهلاك، حيث يبلغ معدل الاستهلاك المحلي من السكر حوالي 3.5 مليون طن سنويا، ولا يغطي الإنتاج المحلي سوى 75% منه، كما أن معظم محافظات الصعيد والتي تعاني الفقر وقلة الاستثمارات بدءا" من المراكز الجنوبية لمحافظة المنيا وحتى أسوان . يعتمد الفلاحون بها على زراعة القصب فمحافظة قنا بها 4 مصانع لإنتاج السكر وتزرع مساحة 117 ألف فدان، تمثل 37% من المساحات المزروعة من القصب على مستوى الجمهورية بالإضافة إلي آلاف من محلات العصير التي تنتشر في جميع أنحاء الجمهورية والذي يعمل بها آلاف العاملين علاوة على أن عصير القصب يعتبر من المشروبات المفضلة لدى غالبية الشعب المصري. وأكد أن القصب يوفر حوالي مليون و200 ألف طن سكر سنويا إضافة إلى العدد الكبير الذي يعمل بمصانع حكومية هي أبو قرقاص بالمنيا، جرجا بسوهاج، ونجع حمادى ودشنا وقوص بقنا، أرمنت بالأقصر، إدفو وكوم أمبو بأسوان، وتقدر المساحة الكلية بمصر بحوالي 375000 ألف فدان، مضيفا أنه رغم اتهام فدان القصب باستهلاك 9 آلاف م3 ، إلا أن بعض الباحثين يرون أن هذه الكمية من المياه التي يتهم القصب باستهلاكها ليست كلها بالكامل احتياجات نبات القصب وإنما جزء كبير منها يفقد عن طريق البخر بنسبة 25% حيث إن القصب يتم زراعته في أماكن درجة حرارتها مرتفعة بصعيد مصر وأن كمية البخر هذه تفقد سواء لزراعة القصب أو أي محاصيل أخرى، وأن محصول القصب يستمر في الأرض مدة عام كامل كما أن زراعة أي محاصيل أخرى بديلة تحتاج إلى نفس كمية المياه وربما تزيد نظرا" لارتفاع البخر عما هو موجود في زراعات القصب. وأوضح أنه يتم فطام محصول قصب السكر مرتين في السنة بواقع 45 يوم قبل الكسر و 45 يوم بعد الكسر أي لا يتم ريه لمدة تسعين يوما" خلال السنة ، فدان القصب يعطى في المتوسط 4.5 طن سكر وحوالي 2 طن مولاس، و يعطى 17 طن عليقة خضراء ممثلة في القمة النامية ( الزعزوعه ) تستخدم كغذاء للماشية وفى حالة عدم توافرها سيتجه المزارع إلى زراعات بديلة لتغذية ما يربيه من الماشية.