تحولت ميادين وشوارع الإسكندرية إلى كرنفالات من اللافتات والملصقات بشكل لم تشهده المدينة من قبل وسط حالة من الزخم التى تسيطر على المشهد السياسى المصرى حيث تباينت أشكال وأساليب الدعاية الانتخابية للمرشحين لرئاسة الجمهورية بدءا من المسيرات التى تجوب شوارع عروس البحر مرورا بتدشين المواقع الإلكترونية وتسجيل أسطوانات مدمجة "للصم والبكم" تحتوى على السير الذاتية للمرشحين فضلا عن شاشات العرض الضخمة التى تعرض السيرة الذاتية لكل مرشح بتقنية "الداتا شو" التى أصبحت سمة مميزة لميادين الإسكندرية والتى تعتمد عليها حملات دعم المرشحين خلال الفترة الماضية. ويحدد قانون الانتخابات الرئاسية مبلغ 10 ملايين جنيه كحد أقصى لما ينفقه كل مرشح في حملته الانتخابية في الجولة الأولى، على أن يكون الحد الأقصى في جولة الإعادة 2 مليون جنيه. وابتكر المرشحون وأنصارهم العديد من طرق الدعاية الانتخابية لكى تتناسب مع تلك المرحلة الهامة فى تاريخ مصر بعد ثورة يناير إلا أن ذلك لم يمنع من اللجوء إلى بعض الطرق القديمة التى أصبحت لاتتناسب مع تلك المرحلة فى التعريف بالمرشحين وخاصة فيما يتعلق باستخدام تلك السيارات نصف النقل والأجرة المثبت أعلاها مكبر للصوت يشبه مكبرات رفع الأذان فى المساجد وكذلك تلك التى تستخدم فى الإعلان عن الوفيات فى المناطق والأحياء الشعبية. والمثير لدهشة المارة ورواد المقاهى هو ذلك الشخص الجالس بجوار سائق السيارة الذى طالما انتهى من سرد السيرة الذاتية لمرشحه الانتخابى عبر الميكروفون الملحق بالسيارة هو نفسه من يقوم بإذاعة مقطع من اغنية خاصة بالمرشح ثم يعود لمواصلة التعريف بمرشحه عبر الأثير فهناك حالة من الزخم باتت تسيطر على المشهد السياسى. ومن بين أساليب وطرق الدعاية المبتكرة بمحافظة الإسكندرية تلك التى يقوم بها المرشح أو أنصاره وحملته الانتخابية بعمل لافتات تحمل صورته ورمزه الانتخابى التى تقوم حملته بتوزيعها على المحال التجارية والمقاهى والمارة كهدية، وهناك من يقوم بكتابة اللافتات ويضع اسمه بجوار اسم المرشح كنوع من الدعم. فيما تحولت أسوار الجامعات من الخارج لساحات دعائية لمرشحى الرئاسة الذين زينت لافتات تأييدهم والبوسترات الخاصة بهم الحوائط المحيطة بالمجمع النظرى بمنطقة الشاطبى وسط الإسكندرية. وفى هذا السياق بدأ أنصار المرشحين فى دعم مرشحهم المفضل من خلال سياراتهم وشرفات منازلهم ومتاجرهم وحساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر حتى انتقل التنافس بين المرشحين من الصراع على مقعد الرئيس إلى سيارات وشرفات منازل المواطن المصرى البسيط الذى أصبح صاحب كلمة الفصل فى السباق الرئاسى. فى الوقت نفسه لجأ بعض المرشحين فى أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد إلى شبكة الانترنت للتواصل مع الحركات الشبابية حيث أصبح لكل مرشح حملة لدعمه والترويج له بالمحافظة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى الشهير فيسبوك. فى المقابل، أصبح الخطاطون وأصحاب شركات الدعاية والإعلان بالإسكندرية يساهمون بشكل كبير فى تحريك بعض خيوط العملية الانتخابية من خلف الستار خاصة وأنه هؤلاء يعتبرون فترة الانتخابات بصفة عامة موسما لزيادة مبيعاتهم. ويسعى المرشحون لانتخابات الرئاسة المقبلة إلى استغلال حملاتهم الدعائية التي تسبق موعد الصمت الانتخابى لمخاطبة الناخبين المترددين من أجل إقناعهم بالتصويت لصالح هذا أو ذاك حيث تعتبر قوة الاقناع بطبيعة البرامج الإنتخابية للمرشحين هى الخيار الأساسى أمام كل ناخب يحتاج الى دعم قناعته بمساندة المرشح الأقرب إلى اهتماماته و تطلعاته و بالتالي التصويت لصالحه. ويشار إلى الانتخابات الرئاسية فى مصر هى ثانى انتخابات تعددية فى تاريخ البلاد وأول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير، حيث من المقرر إقامة الجولة الأولى فى 23و24 مايو الجارى وفقا لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات.