عاد فريق الأهلي إلى القاهرة على متن طائرة عسكرية اليوم الجمعة قادما من مالي بعد رحلة طويلة تضمنت التوقف في نيجيريا، بعد خمسة أيام من خسارته أمام ستاد مالي 1-صفر في لقاء الذهاب بدور الستة عشر في بطولة كأس أفريقيا. وعقب وصول الطائرة، عقد خالد الدرندلي، عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، ورئيس البعثة مؤتمرا صحفيا وجه فيه الشكر نيابة عن جميع أفراد البعثة ومجلس إدارة النادي الأهلي إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعلى رأسه المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة على حسن تعاونهم وسرعة استجابتهم في توفير وسيلة انتقال تقل البعثة من مالي. وأشار الدرندلي إلى أن المجلس العسكري حرص على تأمين البعثة، حيث ضمت الطائرة عناصر من قوات الصاعقة المصرية للتأكد من سلامة أفراد البعثة. كما وجه الشكر لأعضاء السفارتين والبعثتين الدبلوماسيتين بباماكو، وأبيدجان عاصمة كوت ديفوار على المجهودات التي بذلوها مع بعثة الفريق طول الفترة الماضية. وقال: إن البعثة مرت بظروف عصيبة للغاية.. مضيفا "لم نكن نستطيع نقل الصورة واضحة ولا نملك إلا أن نحمد الله على سلامة وصولنا إلى أرض الوطن". وأضاف أنه "قبل سفر البعثة بيومين، استمر إطلاق النار بين طرفي الصراع في مالي لساعات أمام الفندق، محل إقامة البعثة، وهو ما أصابنا بالذعر والفزع". وأوضح أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) "اختفى تماما" ولم يجر أي اتصالات للبعثة للاطمئان على سلامتها. وأن مانويل جوزيه المدير الفني للفريق تعامل مع الأمر بحكمة عالية وروح القائد .. موضحا أنه قدم إلى جوزيه اعتذارا عن وقوعه في هذا الحدث المؤسف، إلا أن جوزيه رد عليه قائلا "نحن جميعا في مركب واحد ولا داعي للاعتذار"، مشيرا إلى أنه رفض اللجوء لسفارة بلاده لأنه لن يتخلى عن فريقه. وأكد الدرندلي أن أعضاء بعثة النادي والبعثة الإعلامية المرافقة للفريق كانا على قدر كبير من الإدراك والتعاون والوعي بملابسات الموقف الذي مروا به جميعا، فالكل تكاتف وتعاون للخروج من هذه الأزمة. وأشار إلى أن الطائرة التي أقلت البعثة توقفت لمدة ساعة في نيجيريا للتزود بالوقود، بينما استغرقت الرحلة إلى القاهرة ما يقرب من عشر ساعات، إلا أن الجميع تغلبوا على مشقة السفر بتلاوة القرآن، ولفت إلى أنه رفض اقتراح السفر البري إلى نيجيريا لما يمكن أن يتسبب به من خطورة على حياة أفراد البعثة. من جانبه، أكد أحمد ناجي، مدرب حراس المرمى للفريق أن اللاعبين كانوا على قدر كبير من المسئولية طوال فترة الاحتجاز وتحاملوا على أنفسهم واستطاعوا أن يؤدوا معظم التدريبات في تلك الظروف القاسية. وقدم رئيس بعثة النادي الأهلي اعتذاره لجماهير النادي على خسارة الفريق في مباراة الذهاب أمام فرق الملعب المالي.. مؤكدا أن الفريق لم يكن موفقا، إلا أنه قادر على التعويض في مباراة العودة وتحقيق الفوز. كان في استقبال بعثة النادي الأهلي المهندس عماد البناني، رئيس المجلس القومي للرياضة، وحسن حمدي، رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة من بينهم خالد مرتجى، والعامري فاروق وممثلون عن المجلس العسكري. يذكر أنه عقب انتهاء مباراة النادي الأهلي والملعب المالي في ذهاب دور ال16 في دوري أبطال إفريقيا، وقعت اشتباكات عسكرية، بين قادة الانقلاب العسكري وموالين للرئيس المالي المخلوع، أغلق على أثرها المطار والمجال الجوي في مالي واحتجز فريق النادي الأهلي والبعثة الإعلامية حتي تم تأمين مغادرة الفريق على متن طائرة عسكرية، وتم نقل البعثة ومرافقيها إلى المطار وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وأرسلت مصر طائرة عسكرية لإجلاء الأهلي لكنها ذهبت أولا إلى أبيدجان في ساحل العاج المجاورة قبل أن تحصل على الضوء الأخضر للهبوط في باماكو أمس الخميس. وذكرت تقارير أن الأهلي قد يطلب من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تأجيل لقاء الإياب المقرر إقامته في القاهرة يوم 12 مايو.