قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إن المملكة لديها حاليا طاقة انتاجية فائضة تقدر ب 1.3مليون برميل يوميا جاهزة للاستخدام إذا احتاجتها السوق، مشيرا إلى أن المملكة تضخ الآن حوالي 10.7 مليون برميل يوميا وأنه مع استثمارات إضافية، وأكد أن المملكة قادرة على زيادة طاقة إنتاج النفط لتتجاوز 12 مليون برميل يوميا. جاء ذلك خلال تصريحات له مع وكالة بلومبرج، حيث تطرق بن سلمان لعدد من القضايا السياسية والاقتصادية المختلفة الخاصة بالمملكة والمنطقة. وقال ولي العهد السعودي إن أرامكو تقدر قيمتها حاليا بنحو تريليوني دولار، وأنه يتعهد بطرح حصة في أرامكو للاكتتاب بحلول مطلع 2021، وعلى أرامكو أن تستثمر في عمليات المصب لأننا نعرف أن الطلب الجديد على النفط في 20 عاما من الآن سيكون من البتروكيماويات. وأضاف "أرامكو يجب أن يكون في أنشطة المصب وبالتالي فإن على أرامكو أن تستثمر في عمليات المصب، وأن العناصر المحورية لخطة "رؤية 2030"، بيع حصة في أرامكو بقيمة 100 مليار دولار، ومسعى تعزيز الإيرادات غير النفطية، تبقى في مسارها، وأكد أن صندوق الاستثمارات العامة سيبيع نسبة 70 بالمئة التي يمتلكها في سابك إلى أرامكو. وتطرق ولي عهد السعودية إلى أن المملكة ستستثمر 45 مليار دولار في صناديق رؤية سوفت بنك، وقال عن ماسايوشي سون رئيس سوفت بنك "أعتقد أننا سيكون لدينا إعلانان ضخمان" وتحدث عن الوضع الاقتصادي الداخلي للملكة متطرقا لأن معدل البطالة، الآن هو الأعلى في أكثر من عقد عند 12.9%، وسيبدأ بالهبوط العام القادم لأن ارتفاع أسعار النفط سيسمح بمزيد من الانفاق الحكومي، ويعتقد أن حصة الأجور في الميزانية ستنخفض إلى أقل من 40 بالمئة في 2020، وذلك بعد أن كانت 50% في السابق، وتمثل 42% في الوقت الحالي، وأن أكثر من 20 شركة سيجري خصخصتها في 2019، غالبيتها في قطاعات المياه والزراعة والطاقة. كما أكد أن المملكة تحارب الفساد بقوة، قائلا إنه تم تحويل سيولة وأصول بقيمة 35 مليار دولار إلى الحكومة من حملة مكافحة الفساد والباقي يكتمل خلال عامين، وإن 8 أشخاص لا يزالون محتجزين ضمن حملة مكافحة الفساد. وعلق ولي العهد السعودي على قضية ارتفاع أسعار النفط الأخيرة، وعن قضية النفط الإيراني قائلا هناك إمدادات إضافية متاحة من المملكة وحلفائها، قائلا إننا نصدر ما يصل إلى برميلين مقابل أي برميل اختفى من إيران مؤخرا، وأن المملكة تفي بوعودها لتعويض إمدادات الخام الإيراني التي تُفقد بسبب العقوبات الأمريكية، وأن الطلب الذي قدمته الولاياتالمتحدة للسعودية وأوبك هو التأكد من أنه إذا حدث أي فقدان للإمدادات من إيران، فإننا سنعوض تلك الإمدادات. وأشار ولي العهد إلى أن سعر النفط تقوده في الواقع خسائر في الإمدادات من دول أخرى، وأن ارتفاع سعر النفط في الشهر الماضي ليس بسبب إيران، وأن سبب ذلك في الغالب أشياء تحدث في كندا والمكسيك وليبيا وفنزويلا ودول أخرى. وبخصوص حقول نفطية مشتركة، مع الكويت قال بن سلمان إنه يحاول التوصل لاتفاق مع الكويتيين لمواصلة الانتاج للأعوام الخمسة إلى العشرة القادمة، وفي نفس الوقت العمل على مسائل السيادة، وأنه يتوقع اتفاقا مع الكويت لاستئناف تشغيل حقول نفطية قريبا، وأكد أن هناك فريقا في القيادة الكويتية قبل مقترح السعودية استئناف الانتاج من المنطقة المقسومة، وهناك فريق آخر في القيادة الكويتية يصر على حل قضايا السيادة قبل استئناف العملية، وأن هذه الأمور لا يتم حلها في وقت قصير. وبخصوص الأزمة الأخيرة مع تركيا قال إنه مستعد للسماح لتركيا بتفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول، بعد اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي هذا الأسبوع، وأثيرت اتهامات أنه محتجز بالقنصلية، وأن المنشآت أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بدخولها وتفتيشها وفعل كل ما يريدونه وليس لدينا ما نخفيه".