صرح المفوض العام للأونروا بيير كرينبول، بأن قرار الولاياتالمتحدة الأخير بشأن وقف تمويل الأونروا هو قرار سياسى بالدرجة الأولى ومتصل بالتوتر بين واشنطن والقيادة الفلسطينية فى أعقاب الإعلان الأمريكى بشأن القدس وليست له علاقة بأداء الأونروا، مما يمثل تسييسا واضحا للمساعدات الإنسانية بالرغم من أننا وكالة إنسانية ونتحاشى الخوض فى السياسة. وقال كرينبول إن السبب الرئيسى لتواجده فى القاهرة هو حضور اجتماع وزراء الخارجية العربية الْيَوْمَ، ولقاء الأمين العام السفير أحمد أبو الغيط الذى كان يدعم الأونروا (وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) دائمًا. وأضاف أن هذه الفرصة هامة للغاية لأن الأونروا تمر بأزمة مادية حادة غير مسبوقة حيث أعلنت الولاياتالمتحدة فى يناير الماضى خفض 300 مليون دولار من مساعداتها ثم قررت فى نهاية أغسطس الماضى وقف تمويلها للمؤسسة نهائيا. لذلك من المهم أن تجد المنظمة الحل للأزمة المالية. ووجه كرينبول رسالة شكر عميقة للدول التى وفرت تبرعات سخية وتحديدًا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والدعم التاريخي للكويت. وأكد أنه عندما يتحدث عن الدعم المادى فإن الأمر لا يخص الأونروا كمنظمة ولكن دعم المدارس والتى تضم 526 ألف صبى وفتاة وكذلك دعم الخدمات الصحية للاجئين، كما وجه الشكر لوزير الخارجية سامح شكرى الذى من المقرر أن يلتقيه لاحقا لما يبذله من جهود عميقة لدعم الأونروا. وشدد كرينبول على أن المنظمة لا يمكن أن تتخلى عن الطلبة المتواجدين فى مخيماتهم فى العديد من الدول وأن رسالتها مستمرة رغم الأزمة. وأضاف أنه "سيتم الاجتماع نهاية الشهر الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة السويد واليابان والمجموعة الأوروبية والأردن للبحث في ترجمة الحشد السياسي المناصر للأونروا إلى دعم مالي لسد الفجوة التمويلية نتيجة لوقف الولاياتالمتحدة دعمها المالي للوكالة. وتوقع كرينبول أن يأتي الدعم الأكبر من الخليج العربي وعدد من الدول الآسيوية ودوّل الاتحاد الأوروبى الذين أبدوا استعدادًا لدعم المنظمة ماديًا والتغلب على أسوأ أزمة مادية تمر بها الأونروا فى تاريخها. وأكد أنه يجب ألا نفشل فى حل الأزمة المادية لأن ما يجب أن يجيب عنه المجتمع الدولى هو هل عدة ملايين دولار أبهظ أم تداعيات عدم الاستقرار فى العديد من الدول بسبب تدهو أحوال اللاجئين؟ ولكن بالطبع تعويض العجز الذى سببه الانسحاب الأمريكى من التمويل سيكون صعبًا ولكننا مصممون على الاستمرار فى رسالتنا. ووجه فى النهاية رسالة شديدة اللهجة للولايات المتحدة بأن تفويض الأونروا ليس للبيع. وكان كرينبول قد وصل إلى القاهرة يوم الأحد الماضى للقاء مسئولين ودبلوماسيين مصريين رفيعي المستوى وحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية ، في محاولة للتغلب على أزمة التمويل الحالية غير المسبوقة للمنظمة. بعد أن اصدرت الإدارة الأمريكية قرارًا مفاجئًا لخفض تمويلها مما أثر على قدرة المنظمة على تقديم الخدمات الإنسانية إلى 5.4 مليون لاجئ فلسطيني.