رحب محمود الهباش، وزير الأوقاف الفلسطيني بزيارة الشيخ على جمعة، مفتى الديار المصرية، للقدس وهنأه عليها، مؤكدًا على أن الغضب المصري حول هذه الزيارة ليس في محله، فيما رد البدري فرغلي، عضو مجلس الشعب، عليه قائلا: "أنتم مهندسين التطبيع". وقال الهباش خلال مداخلة تليفونية مع برنامج العاشرة مساء، مساء أمس الأحد، إن زيارة المفتى للقدس لها وجهان أحدهما شرعي وفقهي وديني والأخر وجه سياسي، فمن الناحية الدينية فالأمر محسوم لأن هذه الزيارة مشروعة دينيًا، بل فضيلة دعا إليها الإسلام، وحث عليها الرسول في أحاديثه الشريفة، وبالتالى لم تعد الزيارة فى دائرة الخلاف الشرعي. أما الوجه السياسي فيجب أن يُسأل فيه أصحاب المصلحة السياسية في ذلك وهم أهل القدس، فإما أن يستفيدوا منها أو يرفضوها. وأكد الهباش، أن أهل فلسطين الذين يعيشون مأساة قضية القدس ويعانون من الإحتلال الإسرائيلي، هم أصحاب المصالح السياسية، يقولون "نعم" لمثل هذه الزيارات، لأنها لا تتم من خلال بوابات الاحتلال ولا تتضمن تشريعًا أو اعترافًا أو تطبيعًا مع هذا الاحتلال، لكن الغرض منها توطيد العلاقة مع الفلسطينيين ليشعروا بأنهم ليسوا وحدهم، لكن الأمة العربية بأكملها معهم. وأضاف الهباش أن المفتى كان ضيفا على الشعب الفلسطيني، وأن القدس ليست تحت سيطرة الاحتلال، متسائلا: "فلماذا نتعامل مع الزيارة على أنها زيارة لإسرائيل؟، ولماذا نحن في هذه البلاهة السياسية؟"، واصفًا غضب المصريين من زيارة المفتى للقدس ب"نحن بذلك حققنا لإسرائيل كل ما تريد ونسهل عليها أن تفعل بالقدس وأهله ما يحلو لها". كما طالب الهباش جميع المصريين والعرب المسلمين بزيارة القدس والمسجد الأقصى، كما فعل المفتي. والتقط البدري فرغلي - الذي كان فى لقاء مع الإعلامية منى الشاذلي في البرنامج - أطراف الحديث من الهباش، وأوضح أن المقاطعة بعدم زيارة القدس ليس معناها إضعاف ولكنها تقوية للقضية الفلسطينية، لأن المسجد الأقصى تمت الحفائر تحته وأصبح معرض للانهيار، وهو مسجد أسير بحوزة جنود الاحتلال الصهيوني. وبنبرة غاضبة تساءل فرغلي: "لماذا ضرب المصلين وزير خارجيتنا أحمد ماهر بالأحذية عندما جاء ليصلي فى المسجد الأقصى؟، ولماذا لم تضربوا المفتى أيضا بالأحذية؟ لكن أنتم مهندسين التطبيع تريدون سلاما إسرائيليًا ولن ندخل القدس إلا وهى إسلامية عربية". ورد وزير الأوقاف الفلسطيني بأن حديث البدري فرغلي جعله يؤكد على أن زيارة القدس واجب وليست فضيلة فقط، لأن ترك المسلمين العرب المسجد الأقصى لإسرائيل لن يقدم لا للمسجد ولا القدس شيئا، "وإذا انتظرنا أكثر من ذلك ربما لا نجد ما نزوره". وأضاف الهباش أن زيارة على جمعة جاءت تأكيدًا على الهوية العربية الإسلامية للقدس، مؤكدًا أن إسرائيل لعبت دورًا كبيرًا فى تشويه زيارة المفتي، من خلال ما أذيع حول دخوله ب"فيزا" من قبل السلطات الإسرائيلية، مؤكدًا أن منطق الاتهامات الذي تحدث به الكثير حول هذه الزيارة "كلام فارغ". ويكمل فرغلي حديثه قائلا: الشباب الفلسطيني لا يستطيع أن يصلي بالأقصى لأن إسرائيل حددت سن 45 لمن يدخل للصلاة، وهم شباب من القدس وعرب، وفى الضفة الغربية لا يمكن لأي شخص أن يدخل إلا بتصريح من السلطات الإسرائيلية، إذا كانوا هم ممنوعون وهم من أهل القدس يبقى احنا هنروح وهندخل؟". وحول ما قاله وزير الأوقاف الفلسطيني أن العرب لم يتحركوا طيلة السنوات الماضية لإنقاذ القدس، فعلي الأقل يجب عليهم أن يساندوها "مساندة سليمة" من خلال زياراتهم له، رد البدري فرغلي: "إزاي هندخل القدس فى مساندة سلمية وإسرائيل، أعلنت مرارا وتكرارا أن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل.. هل تريد أن ندخل عاصمة إسرائيل؟".