تحتضن جامعة القاهرة المؤتمر الدوري السادس للشباب، غدًا السبت وبعد غدٍ الأحد، برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حوار مع شباب الجامعات، حيث يأتي المؤتمر في ظل حالة التواصل بين الدولة ومختلف فئات المجتمع. اختيار قبة جامعة القاهرة لاحتضان المؤتمر السادس للشباب وإجراء الحوار مع شباب الجامعات والاستماع لهم يشير إلى دلالات كبيرة، منها تأكيد اهتمام الرئيس السيسي بالتعليم والعلم، واعتباره أحد العناصر المهمة في بناء شخصية الإنسان المصري. محللون سياسيون يرون أن انطلاق المؤتمر السادس للشباب، وبالأخص الاهتمام بإجراء حوار تفاعلي مع شباب الجامعات والاستماع لهم حول التعليم وما يرونه خلال الفترة المقبلة للدولة المصرية، يأتي متفقًا مع خطاب الرئيس السيسي بمجلس النواب، أثناء أدائه اليمين الدستورية، وتأكيده أن الفترة المقبلة مكرسة لتنمية الإنسان المصري، وأن التعليم يمثل جزءًا مهمًا من بناء الهوية المصرية، وبناء كوادر شبابية جديدة، لبناء مستقبل أفضل للدولة. المؤتمر الشبابي السادس، بالجامعة الأم، اعتبره المحللون رسالة لها أهداف، أهمها الاهتمام الكبير من قبل الرئيس السيسي بإستراتيجية "بناء الإنسان المصرى" و"إستراتيجية تطوير التعليم"، مع عرض رؤية الشباب لكيفية بناء الإنسان المصري. ووفقًا لما نشرته الصفحة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، سيشهد المؤتمر مشاركة 3 آلاف مشارك ومشاركة، مع نخبة من العلماء والمسئولين بالدولة، حيث ستكون الأسئلة موجهة من شباب جامعات إلى الرئيس. رأى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن المؤتمر سيكون منصبًا على الاهتمام بالتعليم والعلم، في إطار السياسة التي تهتم بها الدولة، والقيادة السياسية بقيادة الرئيس السيسي، باعتبار أن العلم هو قاطرة الأمم، مشيرًا إلى أن هذا ظهر جليًا خلال الفترات الماضية بالاهتمام بالعلم وضرورة وجود نظم جديدة للتعليم المصري تواكب الطرق العالمية. العرابي يرى أيضًا أن الرؤية محددة من قبل الرئيس السيسي بالاهتمام بشأن التعليم وبناء الإنسان المصري، من خلال تنميته علميًا وتعليميًا، والتأهيل لسوق العمل، ووجود فرص العمل وإعداد قيادات وفقًا لرؤية الدولة 2030. واعتبر مهتمون بالشأن السياسي، أن مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة هو رسالة مباشرة من قبل الرئيس السيسي، بأنه مهتم بالحوار والتفاعل مع شباب الجامعات العادية وليس فقط شباب الكليات العسكرية، واهتمامه بتقدير العلماء في المجالات المدنية وليس العسكرية فحسب. كما أن المؤتمر هو بمثابة الرسالة المهمة التي عليها يتم بناء كثير من التوجهات خلال الفترة المقبلة، وهي أن الرئيس متفاعل مع فئات المجتمع، منها الشباب، ليس فقط عبر الإنترنت، بل بالحوار المباشر، وهو ما أكده الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة بجامعة القاهرة، من أن مؤتمر الغد هو أن الرئيس يستمع لأبنائه شباب الجامعات، والتفاعل الكبير بين رئاسة الجمهورية وشرائح الشباب من الجامعات، والتأكيد أن التعليم أحد العناصر الفعالة في بناء شخصية الإنسان. وأكد فهمي أن مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة سيكون مختلفًا من حيث الشكل والمضمون عن المؤتمرات السابقة، وستبنى عليه مؤتمرات عديدة خلال الفترة المقبلة، مع الفصل عن مؤتمر الشباب العالمي الذي يتم تنظيمه نهاية العام، ومؤتمر شباب من خلال شباب الجامعات، وإعطاء أهمية كبيرة للشباب والاستماع لهم، ومعرفة ما تسير عليه الدولة من برامج إصلاحات بكل القطاعات، مع حضور مسئولين ووزراء تحت مظلة اجتماعية، ومناقشة الشباب والطلاب وإعطاء الفرصة لهم للحديث عن القضايا التي تشغلهم والاستماع لهم. وأشار أستاذ السياسة إلى أن مؤتمر الغد يناقش 3 قضايًا، من ضمنها بناء الإنسان، من خلال التعليم وتوفير سبل النظم التعليمية الجيدة لتنمية مهاراته، وطرح أفكار الدولة في هذا الاتجاه وسبل التطوير، مع مراجعة التوصيات ومناقشات في المؤتمرات السابقة، مبينًا أن المؤتمر "ليس للحديث في الهواء كما يظن البعض"، مؤكدًا أن هناك لجنة للمتابعة من قبل رئاسة الجمهورية تتابع إنجازات وتوصيات المؤتمرات التي يعقدها الرئيس السيسي، وقبل عقد أي مؤتمر يتم الرجوع إليها وما توصلت إليها، ومراجعة سياساتها، كما أن قضية لجنة العفو الرئاسي، التي من خلالها تم الإفراج عن العديد من الشباب المحبوسين، هي نتاج مؤتمرات الشباب، ويعطي الرئيس السيسي اهتماما كبيرا بها. ومن الناحية الجامعية، يقول الدكتور وائل كامل، عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، إن اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع المجلس الأعلى للجامعات في بداية يوم مؤتمر الشباب، "سابقة لم تحدث من قبل، والمجتمع الجامعي كان ينتظرها بفارغ الصبر لعرض كل المعوقات والمشكلات التي تواجه الجامعات الحكومية والتعليم العالي لتحقيق التقدم والتطور المنشود". وأضاف كامل أيضًا أنه يتمنى من المجلس الأعلى للجامعات أن "ينقل صوت أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والإداريين والطلاب للرئيس بكل شفافية"، مشيرًا إلى أن تخصيص مؤتمر للتعليم بأعرق الجامعات المصرية وافتتاحه باجتماع الرئيس بأعضاء المجلس الأعلى للجامعات "خطوة ممتازة ومبشرة بالخير في وضع التعليم كأولوية من أولويات النهوض بالدولة، مع تكرارها بشكل سنوي، وتقتصر المشاركة فيه على أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والاتحادات الطلابية بعد عقد مؤتمرات الجامعات، لترفع للرئيس ما أسفرت عنه المؤتمرات السابقة، لتشترك الجامعات في وضع رؤية تخطيطية ليست للتعليم فقط ولكن في شتى المجالات".