ارتفعت الحصيلة المؤقتة للأمطار الغزيرة التي هطلت في الأيام الأخيرة على غرب اليابان بكميات غير مسبوقة منذ 30 عاما إلى 122 قتيلا، بحسب ما أعلنت السلطات الثلاثاء. وتتواصل عمليات البحث عن ناجين محتملين في المناطق المنكوبة في غرب الأرخبيل، حيث لايزال عشرات الأشخاص في عداد المفقودين. وأدت هذه الأمطار التي هطلت بغزارة غير مسبوقة بين الجمعة والأحد، إلى فيضانات ضخمة وسيول وحلية وأضرار مادية جسيمة، كما تسببت باحتجاز العديد من السكان في منازلهم التي رفضوا إخلاءها على الرغم من أن السلطات كانت قد نصحتهم بذلك بموجب أوامر غير ملزمة أصدرتها قبيل الكارثة. والثلاثاء عادت الشمس لتسطع على المنطقة، لكن أشعتها لم تنزل بردا وسلاما على فرق الإنقاذ الذين باتوا مهددين بالإصابة بفرط الحرارة والتعرض لضربة الشمس. والإثنين شارك في عمليات الإنقاذ 73 ألف شخص ينتمون إلى فرق الإطفاء والشرطة والجيش، بزيادة قدرها 20 ألفا عن عدد الذين تولوا هذه المهام يوم الأحد، والسبب في هذه الزيادة يعود إلى المساحة الشاسعة للمناطق المنكوبة. وفي العديد من المدن والبلدات حصلت انزلاقات تربة هائلة جرفت معها منازل لم يبق منها سوى أكوام من الأخشاب. وفي معظم الأماكن بدأ السكان يدركون حجم الكارثة عند عودتهم إلى منازلهم المنكوبة بعد توقف الأمطار، حيث غمرت المياه أحياء بكاملها ومنازل وانهارت طرقات وحصلت انزلاقات تربة. وهذه واحدة من أخطر الكوارث من هذا النوع في السنوات الأخيرة في اليابان، وقد تجاوز عدد الضحايا الحالي حصيلة الانهيارات الأرضية في هيروشيما في عام 2014، التي وصلت إلى 74 قتيلا. وإزاء فداحة الوضع، قرر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي "إلغاء جولة كانت مقررة اعتبارا من الأربعاء إلى كل من بلجيكا وفرنسا والسعودية ومصر"، وذلك لإعطاء الأولوية "لإنقاذ المنكوبين وإعادة الأعمار"، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الحكومة خلال مؤتمر صحفي.