حالة من الاستياء سادت الأوساط السياسية في العراق، بعد إعلان الجيش الأمريكي، استمراره في تقديم الدعم المالي لقوات البيشمركة –الذراع العسكري لإقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي- حيث وصف نواب بالبرلمان العراقي، استلام قوات البيشمركة مساعدات مالية عبر حسابها المصرفي من الولاياتالمتحدة بأنه "عدم احترام" أمريكي لسيادة العراق، و"تشجيع للبيشمركة على التمرد" على الحكومة العراقية. وقالت النائبة فردوس العوادي عن ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية، إن "هذه المنح المالية الأمريكية تم الاتفاق عليها في نهاية عام 2016 بين مسعود بارازني الرئيس السابق للإقليم، ومساعد وزير الدفاع الأمريكي وقتذاك بوب وورك، بعيدا عن الحكومة العراقية المسؤولة عن كل القوات الأمنية في البلد". وأكدت النائبة العراقية، في بيان رسمي صادر عنها، أن "تحويل هذه المنح لقوى عسكرية ذات لون قومي في العراق وبدون علم الحكومة العراقية، مشكلة كبيرة فيها أكثر من رسالة لهذه الحكومة، منها أن أمريكا تحاول صنع قوة عسكرية معادلة أو متفوقة على القوات العراقية، لاستخدامها مستقبلا في الأزمات التي من الممكن أن تثيرها، ومنها أنها خطة خبيثة لتمكين قومية معينة على باقي القوميات". كانت القوات الأمريكية، قد أكدت أمس الأحد، على استمرار المساعدات العسكرية المقدمة لقوات البيشمركة، فيما اتفقت مع حكومة إقليم كردستان بشأن ضرورة التنسيق العسكري بين التحالف الدولي بقيادة أمريكاوالعراق والبيشمركة. وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة حكومة كردستان، في بيان رسمي صادر عنه، أن "نيجرفان بارزاني رئيس الحكومة قد استقبل بعد ظهر أمس الأحد، جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية، وكين غروس القنصل العام الأمريكي في إقليم كردستان، ووفد عسكري مرافق لهما". وأوضحت النائبة عن ائتلاف "دولة القانون"، أن "أمريكا لا تريد الخير للعراق وما زالت تسعى لتقسيمه، ولكن في الوقت الذي تختاره هي وليس من الذي يختاره الآخرون"، مشيرة إلى أن "هذه المنح هي إحدى خطط التقسيم بمعاملة قومية بصورة معادلة لحكومة المركز". وتساءلت العوادي: "هل رئيس الحكومة حيدر العبادي على علم بهذه المساعدات؟، فإذا كان يعلم فتلك مصيبة بأن تسلم أموال لقوات من المفترض أنها تحت إمرته، وإن كان لا يعلم فعليه اتخاذ إجراءات دولية قانونية لتأكيد سيادة العراق ومنع أمريكا من العبث بها". وتساءلت أيضا: "هل هناك فقرات في القانون الدولي تسمح بأن يتم دعم جماعات مسلحة على حساب الحكومة المركزية؟"، مشيرة إلى أنه "لو كانت أمريكا صادقة النية لكانت سلمت هذه الأموال إلى الحكومة العراقية وليس بعيدا عنها وباتفاقيات مسبقة". ودعت العوادي، رئيس الحكومة إلى أن "لا يركن للسكوت عن هذه المواقف كما هي العادة، وأن يخرج لشعبه ويوضح هذا الأمر، وألا يسمح لأمريكا باللعب بسيادة وكرامة العراق كما تشتهي". فيما أكد مكتب نيجرفان بارزاني رئيس حكومة كردستان، أن "الاجتماع مع القائد العسكري الأمريكي جوزيف فوتيل وكين غروس القنصل العام بأربيل، تداول الوضع الأمني والسياسي في المنطقة والعراق، وتسليط الضوء على المساعي والخطوات التي تلت الانتخابات النيابية العراقية، والتي تهدف الى تشكيل حكومة عراقية جديدة، وتأثير ودور الأكراد في هذه العملية". وتابع المكتب، مؤكدًا أن آراء الجانبين اتفقت حول ضرورة التنسيق العسكري بين قوات التحالف الدولي والعراق والبيشمركة، وبصورة خاصة في مجال مطاردة فلول داعش وبقاياه والقضاء على تحركاتهم الأخيرة في المنطقة"، مبينا أنه "بهذا الخصوص تم تثمين التنسيق الذي تم سابقًا بين التحالف والبيشمركة ، كما تم التأكيد على استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية للبيشمركة".