هاني سلامة: على الفن طرح ومناقشة القضايا التي تحدث في المجتمع المخرج هو صاحب العمل الأول.. وهذه قناعاتي خطوتي المقبلة هي السينما هدفي أن يقال عني.. احترم فنه وعمله أفلام العيد الصغير تبشر بعودة السينما إلى قوتها رؤوف عبدالعزيز: لا تسنوا السكاكين للمخرجين الشبان.. وطالبوا النجوم بعدم التدخل قصص "فوق السحاب" مستمدة من الواقع "هاني" من الفنانين المتصالحين مع أنفسهم.. وحبه لزملائه من أسباب النجاح أتمنى ترك بصمة إيجابية على المشاهدين من خلال أعمالي حسان دهشان: قصدنا قتل "كاريكا" لخلق نبض في دراما الحلقات الأخيرة "سلامة" من الفنانين المحبين لكل من حوله من الممثلين طرحنا الديني في المسلسل من دون عقد أو "كلاكيع" استقبلت "بوابة الأهرام" صناع مسلسل "فوق السحاب" مساء أمس، الأحد، للاحتفال بنجاح العمل المعروض حاليا ضمن سباق رمضان، وعلى رأسهم النجم هاني سلامة، والمخرج رؤوف عبدالعزيز، والسيناريست حسان دهشان. في البداية، هنأ النجم هاني سلامة الحضور بمناسبة عيد الفطر المبارك، متمنيًا أن يعود على مصر والأمة العربية بالخير دائمًا، كما وجه التحية لكل الحضور من أبناء "بوابة الأهرام"، معربًا عن سعادته وفخره باستمرار تقليد تكريمه من قبل هذه المؤسسة العريقة بعد كل عمل ناجح يقدمه. وتمنى سلامة، أن يكون "فوق السحاب" قد نال إعجاب الجمهور بقدر المجهود الذي بذلوه، سواء هو أو فريق الممثلين، والتأليف والإخراج، مشددًا على توجيه التحية إلى المخرج رؤوف عبدالعزيز، على المجهود الكبير الذي بذله، واهتمامه بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، في ظل الموضوعات العديدة التي ناقشوها خلال العمل، والتي لا يفضل وصفها بالشائكة، لأنها موضوعات آنية وموجودة في المجتمع. وأكد، أن من دور الفن طرح القضايا والمشكلات، وكون هذه القضايا لم يتم مناقشتها من قبل لا يعيبهم بل يزيد من المسئولية الملقاة على عاتقهم، موجها التحية والشكر لشركة إنتاج "سينرجي" بقيادة تامر مرسي، على الوقوف بجوار المسلسل، وتسهيل كل الأمور، وإزاحة كل العقبات من أجل ظهور العمل بشكل مميز إنتاجيًا. من جانبه، قال المخرج رؤوف عبدالعزيز، إن هاني سلامة من أسباب نجاح "فوق السحاب"، لاحترامه لمبدأ التخصص في العملية الفنية، على عكس بعض الأعمال الموجودة الآن في الموسم الرمضاني، والذي يوجه لمخرجيها الكثير من سهام النقد، وتصيد الأخطاء التي يقعون فيها، مطالبًا بالعدل في توزيع الثواب والعقاب، لأنه كما تتم الإشادة بالنجم الفلاني في حال نجاح مسلسله، يجب ألا تتم مهاجمة المخرج وحده في حالة وجود بعض الأخطاء، لأن الكل يعلم مقدار تدخل بعض النجوم، والذي كثيرًا ما يضر بالعمل ككل. وتابع: "أرجو منكم ومن كل المشاهدين وصناع الميديا في مصر، مد يد العون لتطبيق المعايير الفنية الأصيلة، وأن لكل شخص تخصصه، كي يستطيع أي شاب طامح في النجاح الوصول لهدفه وغايته وتحقيق ذاته". هاني سلامة مع محمد إبراهيم الدسوقي رئيس التحرير وتناول هاني طرف الحديث، وقال: المخرج هو صاحب العمل، لأنه هو صاحب الرؤية الفنية، سواء في السينما أو التليفزيون، وهو من يحاسب عليها، وهذه هي وجهة نظري الشخصية التي من الممكن أن يختلف معها البعض، فهذا هو ما تعلمته من عملي مع مخرج بحجم يوسف شاهين. وأضاف: العمل مع مخرج يمتلك أدواته يطمئن الممثل عن العمل مع مخرج يسلم نفسه لبطل العمل، لأن وقتها لن يشعر بأنه في أيد أمينة، وأنا دائمًا ما أرفض فكرة "الوان مان شو"، لأننا نعمل في مهنة لها تاريخ، وعندما تمر السنوات، ويأتي الحديث عن عمل ما، لن يذكر إذا كان بطله جيدًا أو سيئًا، وإنما سيذكر العمل ككل، ونحن في زمن من الممكن أن يختلف معي الكثير في هذا الطرح، لأننا في زمن أصبحت فيه المقاييس مقلوبة. رؤوف: وهذا الأمر ساعد المخرجين الأوائل، وحتى وقت ليس ببعيد، أن يعملوا بأريحية أكثر ،وتصبح كل الطاقات موجهة من قبل كل شخص في العمل ناحية ما يعمل، ليخرج في النهاية عملا بمستوى فني كبير. هاني سلامة في ندوة بوابة الأهرام وأضاف: هناك أمر آخر خاص بمسألة التخصص، وهي فكرة الروح، أو كواليس العمل، والتي لا يشعر بها الجميع، ولكن يكون لها دور كبير في خروج المشروع بشكل مميز، لأن كل فرد يعمل في هذا المسلسل يخرج من بيته كل صباح وكل تفكيره كيف يقوم بمهمته؟ وليس كيف يتغلب على التدخلات أو العقبات التي توضع في طريقه، وهذا ما يجعلني أؤكد مرة أخرى على فكرة الراحة النفسية في التعامل مع نجم بحجم هاني سلامة مدرك أهمية كل عنصر من عناصر العمل. وتابع: وجب علي أن أوصل رسالة زملائي الممثلين في المسلسل ل"هاني"، حيث أقروا جميعًا بأنهم لم يروا نجمًا متسقًا ومتصالحًا مع نفسه مثل "سلامة"، وأنا مخرج قابل الكثير من الفنانين، وأعرف ما أقول لكم، حيث يعطي الفرصة لكل من حوله للتعبير عن قدراتهم مهما كان حجم الممثل كبيرًا أو صغيرًا. هل كثرة القضايا التي طرحت في المسلسل أثرت عليه أو أشعرت المتفرج بأي نوع من أنواع التخمة؟ هاني: كانت ستبقى كذلك في حالة لو قدمنا كل هذه القضايا في فيلم مدته ساعة ونصف أو ساعتان، إنما نحن نقدم مسلسلًا يتكون من 30 حلقة، به مساحة وقت كبيرة، وذلك بدلًا من أن تقدم قضية واحدة وتضطر وقتها للمط والتطويل ويهرب منك المشاهد، حتى أن أكثر التعليقات التي وصلتنا عن المسلسل هي أن البعض يلهث خلفنا من سرعة إيقاع العمل، ولتعدد الخطوط الدرامية، بالإضافة إلى أن المواضيع التي طرحناها، كما أشرت من قبل، هي مواضيع الساعة، ولم نشعر بأي قلق أو خوف من طرحها. هاني سلامة في ندوة بوابة الأهرام رؤوف: أنا وهاني وحسان دهشان مقتنعون بأن كل دقيقة تعرض من المسلسل هي فرصة ذهبية لتقديم شيء ما للمتفرج الذي ينتظر العمل، وضد نظرية أن نقدم أحداثًا قوية في أول خمس حلقات، وبعدها تبطئ الأحداث لتعود قوية مرة أخرى مع الفصل الأخير من الحكاية، لأن الدقيقة ثمينة لدينا وفرصة كما قلت لتقديم محتوى مفيد للجمهور. هل تشبعت بأعمال الأكشن والحركة ومن الممكن أن نراك ترجع للرومانسية من جديد؟ هاني: قبل أن أجيب على هذا السؤال، واستكمالا لحديث رؤوف، يجب أن أؤكد على أن الجمهور يستحق منا كل نقطة عرق بذلت من أجله، لأن دورنا بخلاف التسلية، هو تنوير وتقديم عمل يليق بالمشاهد. أما بالنسبة للقادم من الأعمال، أسعى دومًا لتقديم الجديد والمختلف عن ما قدمته من قبل، وفي الحقيقة لم أستقر بعد على أي شيء، لأني لم أحصل على إجازتي، وأحتاج وقتًا للتفكير بهدوء، كما لا أعلم إن كنت سأقدم عملا تليفزيونيا من جديد، ولكن ما أعلمه هو أن أريد العودة للسينما، لأنها "وحشتني"، لذا اهتماماتي المقبلة سينمائية. وتابع: أملي في هذه المهنة، هو أن يأتي الوقت بعد عمر طويل، أو بعد رحيلي، ويقال عني "هذا الشخص احترم نفسه، واحترم فنه ومهنته"، وسأكون سعيدًا جدًا وأشعر بحالة من الرضا، لو أن أعمالي أثرت في 10 أو 15 شخصًا فقط. وأكد هاني، أنه سعيد جدًا بعودة السينما لقوتها، والدليل الأفلام التي من المقرر طرحها في موسم عيد الفطر، وأنها تحمل قدرًا كبيرًا من الإبهار، وشكلها مختلف، كما أن المشاهد سيكون على موعد مع موضوعات مختلفة يختار منها، مشددًا على أن السينما المصرية من الطبيعي أن تعود لمكانتها التي كانت عليها، متمنيًا تقديم سينما مختلفة ومهمة تساعد بشكل أو بآخر في ثقافة المجتمع. هاني سلامة في ندوة بوابة الأهرام وكشف سلامة، أن أصعب المشاهد تمثيليًا عليه كان مشهد تغسيل شقيقه "كاريكا". وأضاف ضاحكًا: "مش عارف رؤوف وحسان واخدني على فين بعد مشهد قتل بنتي في طاقة نور العام الماضي". وتابع: المشهد كان صعبًا ومؤثر نفسيًا، لأن المشاهد من هذا النوع يجب على الممثل أن يشعر بها ويراها في مخيلته، كي يصل الإحساس صادقًا للمشاهد، ولا يكتفي بتمثيله باحترافية أو مهنية فقط. وهل كان مقصودًا مشهد قتل كاريكا في الحلقات الأخيرة؟ حسان: هذا مؤكد، لأننا كنا نحتاج أن نصل إلى ذروة درامية في هذا التوقيت، وهذا كان طلب رؤوف أن يكون هناك تصعيد مع الحلقات الأخيرة، وأن نصل لنبض في الدراما، لأنه أراد أن يضع بصمة عند الجمهور من خلال توجيه التحية لشهداء الأولتراس عن طريق "كاريكا". رؤوف: أردنا تقديم التحية لشهداء الأولتراس، ولكن من دون التطرق لمسائل كروية أو رياضية، ولكن أردنا نقل نموذج من المجتمع متمثلًا في هؤلاء الشباب الذين يؤمنون بأنهم يقدمون شيئًا كبيرًا، بعيدا عن مسألة الصراع الكروي ومن أكبر مِن من؟ نحن أردنا كشف جوانب إنسانية ومجتمعية في هذه الشريحة من المجتمع. كاتب السيناريو دهشان بالندوة إلى أي مدى كانت الصعوبة في كتابة كل هذه التفاصيل بالمسلسل؟ حسان: كتابة المسلسل أشبه ما تكون بكتابة الرواية، تحتاج لتأسيس هيكل عظمي للحدوتة، ومعرفة طريق كل خط في الموضوع، لأن هناك مخرجًا لا يرحم، يريد معرفة نهاية كل شخصية، ونفس الأمر مع "هاني"، فهو حريص على كل الشخصيات التي تظهر بجواره، ومهتم جدًا بأن تكون دسمة وثرية، وهذه هي واحدة من مميزاته، وهي حرصه على أن يكون كل من هم بجواره "منورين"، وهذه هي طبيعته الشخصية، فهو شخص غير أناني بالمرة. وتابع دهشان: لا نستطيع أن نقول الحكاية لها صاحب واحد، فهي ملك لنا نحن الثلاثة، وكل واحد فينا وضع فيه بعضًا من روحه حسب تخصصه أنا كسيناريست و"هاني" كنجم و"رؤوف" كمخرج. هل أنتم متفقون على وجوب وجود هدف صوفي من الحكاية أو تنوع الشخصيات بين الأبيض والأسود؟ رؤوف: نحن متفقين على شيء أساسي، وهو أن أي فعل أو رسالة نقدمها لشخص وأثرت فيه بشكل أو بآخر في علاقته مع الله، سنكون قد نجحنا في هدفنا الأسمى، ولكننا مقتنعون أن كل معاملاتنا لها خالق أعظم يحركنا كبشر وهو الله، وهذا يدفعنا لكشف السبب وراء استخدام الآية القرآنية في التريلر، أو اسم العمل "فوق السحاب" فكل واحد منا له هدف دنيوي، وهو الوصول فوق السحاب، ولكن مع اختلاف الطريقة، وكنت أريد أخذ الناس لوجهة نظرنا وهي أن الموجود فوق السحاب هو الله، حتى بالشكل الغيبي، فأي فرد يرد النظر إلى الله تجده ينظر إلى أعلى، وهذا هو النسق أو النهج العام للمسلسل. دهشان يتسلم درع التكريم من رئيس التحرير حسان: نحن طبقة متوسطة.. نخاف الله، ونقدم هذا الطرح بشكل بسيط ومن غير عقد أو "كلاكيع". رؤوف: نحن متدينين سواء مسلم أو مسيحي، وهذا طرحناه في "طاقة نور"، حيث في النهاية نريد أن نسلك الطريق إلى الله. هل تخوفتم من تقبل المجتمع لفعل "كاريكا" وزواجه من بنت أخطأت رغم بيئته البسيطة؟ رؤوف: توجد نقاط خلافية عديدة حول هذا الموضوع، وهذا ما كنا نقصده، النهج العام والمعروف هو رفض المجتمع لمثل هذا الفعل، ولكن هو فعل ذلك من مبدأ "رجولي" وعن قناعة داخلية، بالرغم من رفض المحيطين به لذلك، وقصدنا أن يكون خطًا موازيًا لخط "نادية" وهي "شيماء"، والتي أقامت علاقة خارج إطارها الشرعي، ولكن هدفها كان شريرًا وهو الإيقاع ب"شريف"، فنحن لا نطالب بتعميم مثل هذه الأفعال ولا نريدها، ولكن طرحناها بشقيها، ومن أجل توضيح هذه المسألة اخترنا "كاريكا" بصفاته الحميدة و"جدعنته".. ويجب أن أؤكد على أن معظم الحكايات التي تناولنها هي مستمدة من الواقع، بل ويعرفها معظمنا، وكنا حريصون أن تكون في العمل حقيقية رغم عنفها وصدمتها. واختتم الندوة النجم هاني سلامة بالحديث عن شخصية "ماندو"، قائلاً: الشخصية جديدة علي لم أقدمها من قبل، وساعدني عليها الثنائي "حسان" و"رؤوف"، وأنا أفضل ذلك دائمًا أن أتلون وأقدم المختلف من الشخصيات بكل أبعادها، حتى إن اضطررت لرسم "تاتو" وهو الأمر الذي أرفضه تمامًا على المستوى الشخصي، ولكنها في النهاية هي الشخصية التي ترسمه، وهذا "الكاراكتر" أتمنى أن يكون إضافة في مسيرتي. عبد العزيز يتسلم درع التكريم من رئيس التحرير صورة تذكارية مع أسرة مسلسل فوق السحاب أسرة البوابة وأسرة المسلسل في صورة تذكارية رؤوف عبدالعزيز يتسلم درع التكريم من رئيس التحرير